حسين بحر العلوم
السيد حسين ابن السيد رضا ابن السيد مهدي الشهير ببحر العلوم شاعر وعالم جهبذ مؤلف. ولد في النجف الأشرف عام 1221 ه 1805 م، وحضر الفقه والأصول علي صاحب الجواهر وکان يحظي بعناية خاصة منه، وکان يفرُّ من الزعامة وطلب الرياسة حتي أنه فرّ إلي کربلاء المقدسة حتي لا يتسلم ال (5000) روبية الإنگليزية التي قررتها له خيرية أودة الهندية کمرتب شهري وکان مرشحاً للتدريس العام بعد الشيخ حسن. أصيب ببصره ثماني سنوات لم ينفعه فيها علاج في العراق أو في ايران، فلما استيأس قصَد الإمام الرضا عليه السلام ونظم رائيته في مدحه والتوسل به والاستغاثة وبقي عدة أيام في مشهده يکتحل بتربتها حتي عاد مبصراً إلي النجف عام 1287 ه. وکان أستاذه في الأصول الملا مقصود علي. له مؤلفات في الفقه والأصول منها شرح منظومة جده في الفقه نظماً بطريق الاستدلال. توفي في النجف الأشرف في سنة 1306 ه 1889 م بعد أن انزلقت رجله علي درج بيته فسقط من أعلي الدرج وانفلق هامه. وله من قصيدة يمدح بها الإمام علياً عليه السلام: هاتها صهباء تحکي للندامي [صفحه 20] حتي قال: إن بدا ذاک المحيا في دجيً طلعة يشبهها البدر إذا ومنها: وسما البدر سناءً مثلما ذاک صنو المصطفي الهادي ومن ألعلي المرتقي في عزّه خصّه اللَّه بعلم وعلاً وحباه بمزايا لم تنل إسمها المشتق من أسمائه وولاه العروة الوثقي التي معدن الأسرار والعلم فکم آية اللَّه ولولاه لما حيدر الکرار حامي الجار وال قوله الحق إذا قال وإن طلق الدنيا ثلاثاً عفة يا إماما شاد أعلام الهدي لم تزل للخلق ملجاً ورجاً وحمي يستدفع الخطب به جللته قبة حفت بها کعبة الوفاد لم تبرح علي [صفحه 21] وإلي نحو حماه لم تزل أخجل البحر صِلاتٍ ونديً طاهر من نسل طهر طاهر يا هداة بدأ اللَّه بهم ذخر الباري لمن والاکم ولمن عاداکم نار لظي [صفحه 22]
(1221 ه- 1306 ه)
لون خدّيک لهيبا وضراما
بسنا طلعته يجلو الظلاما
ما حوي البدر کمالاً وتماما
قد سما خير الوصيّين الأناما
شرف اللَّه به البيت الحراما
وعلاه مرتقي عز مراما
واصطفاه للوري طراً إماما
أبد الدهر وجلت أن تراما
ينعش الأرواح بل يحيي العظاما
لا تري فيها انقساما وانفصاما
کشف الاستار عنه واللثاما
عرف اللَّه ولا الدين استقاما
-قاسم الجنة والنار سهاما
صال يوما صدم الجيش اللهاما
ورآي تطليقها ضرباً لزاما
وغدا للدين والدنيا قواما
وثمالا للأيامي واليتامي
إن دهي الخطب وللکون نظاما
زمر الأملاک عزاً واحتراما
بابها الناس عکوفاً وقياماً
بهم أيدي المهاري تترامي
وقضي الدهر صلاة وصياما
والد الأطهار من ساد الأناما
وبهم قد جعل اللَّه الختاما
غرفا فيها يلقّون سلاما
إنها ساءت مقراً ومقاما
صفحه 20، 21، 22.