اسماعيل الشيرازي
أبوالهادي السيد ميرزا إسماعيل بن الأمير السيد رضي ابن السيد ميرزا محمد اسماعيل الشيرازي الحسيني، عالم شاعر فاضل. ولد في شيراز عام 1258 ه 1842 م، وأخذ العلم عن ابن عمه ميرزا حسن الشيرازي وکان من أبرز تلامذته حتي کاد أن يتولي الزعامة من بعده لولا ريب المنون الذي عاجله، له صلة وثيقة بالسيد حيدر الحلي، توفي عام 1304 ه 1887 م في سامراء ونقل إلي النجف ودفن في الغرفة الثالثة من جهة باب السوق الکبير علي يسار الداخل الي الصحن، رثاه جمع من الشعراء. وللمترجم له کثير من الموشحات الرقيقة وإليک منها موشحة يمدح بها الإمام علياً عليه السلام بمناسبة ذکري ولادته: رغد العيش فزده رغدا طرب الصب علي وصل الحبيب وافني من أکؤس الراح النصيب فالهنا کل الهنا في التوأمِ آنست نفسي من الکعبة نور يوم غشّي الملأ الأعلي سرور شاطئ الوادي طوي من حرم [صفحه 16] ولدت شمس الضحي بدر التمامْ ناد يا بشراکمُ هذا غلام بسنا أنواره في الظلم هذه فاطمة بنت أسدْ فاسجدوا ذلّا له فيمن سجدْ إذ تجلي نوره في آدم کشف الستر عن الحق المبين وبدا مصباح مشکاة اليقين فانجلي ليل الضلال المظلم سيد فاق علي کل الأنام شرف اللَّه به البيت الحرام فوطي تربته بالقدم هو بعد المصطفي خير الوري قد کست علياؤه أم القري حيث لا يدنوه من لم يحرم سيد حازت به الفضل مضر وجهه في فلک العليا قمر نحو مغناه لنيل المغنم أيها المرجي لقاه في الممات ليتما عجل بي ماهو آت فايزاً منه بأوفي النعم [صفحه 17] وله يمدح الامام أميرالمؤمنين عليه السلام ويذکر يوم الغدير بقوله: سري البرق من نجد فهاج بي الذکر حتي يقول: کفاني من الدنيا مديح أولي النهي وقد جاءنا يوم الغدير مبشّراً تجلي ضمير الغيب وانتهک الستر فقد هدم الإسلام ما شيّد الردي وقد بلغ الحق القويم نصابه وسمّي أميراً من غدا لنبيه ومانقموا من حيدر غير أنه فسل إن جهلتَ الناسَ عن غزو خيبر [صفحه 18] فلو لم يکن في کفه السيف قائما ولم تنصب الرايات في فتح مکة هو الباسل الضرغام في حومة الوغي وفي ومضة من بارق الغيب بزَّت ال فديناه من مثويً ومن فيه قد ثوي وقل يا أميرالمؤمنين وخير من فکم لک من سر عظيم لقد رقي فأنت السما والخلق کلهم الثري [صفحه 19]
(1258 ه- 1304 ه)
بسلاف منه تشفي سقمي
وهني العيش علي بعد الرقيبِ
وائتني تؤماً بها لا مفردا
مثل ما آنس موسي نار طور
قرع السمع نداء کندا
فانجلت عنّا دياجير الظلامْ
وجهه فلقة بدر يهتدي
أقبلت تحمل لاهوت الأبدِ
فله الأملاک خرت سجّدا
وتجلي وجه ربّ العالمينْ
وبدت مشرقة شمس الهدي
کان إذ لا کائن وهو إمامْ
حين أضحي لعلاه مولدا
من ذري العرش إلي تحت الثري
غرَّة تحمي حماها أبدا
بفخار قد سما کل البشرْ
فبه لا بالنجوم يهتدي
کل موت فيه لقياک حياةْ
علني ألقي حياتي في الردي
ومن يشرب الصهبا يهيج به السکرُ[1] .
وحبّ ذوي القربي هو الفخر والذخرُ
¸¸¸طالعه البشري ويقدمه البشرُ
وبالغ أمر اللَّه وانقطع العذرُ
وقد نقض الإيمان ما أبرم الکفرُ
وأکمل دين اللَّه واتضح الأمرُ
وزيراً وقدماً شدَّ منه به الأزرُ
يشدُّ إذا هدوا يکرّ إذا فروا
وأُحد وقد يغني عن الخبر الخُبرُ
لما قام للإسلام رکز ولا ذکرُ
ولم يک للأصنام في نصبها کسرُ
هو الأسد القمقام والسيد الحبر
-سما ولها تعنو الکواکب والبدر
فديناه من قبر ومن ضمه القبر
مشي فوق أطباق البسيط ولا فخر
مقاماً من العلياء من دونها النسر
وأنت الغني والناس کلهم فقر
صفحه 16، 17، 18، 19.