علي في اليمن
وکان النبي صلي الله عليه وآله وسلم قد بعث قبله خالد بن الوليد في بضع مئات من الجند، قال البراء بن عازب: کنت فيمن خرج مع خالد بن الوليد، فأقمنا ستة أشهر يدعوهم إلي الإسلام فلم يجيبوه ـ يعني قبيلة همدان ـ ثم بعث علي بن أبي طالب، وأمره أن يقفل خالداً ومن معه، إلاّ من أحب أن يعقب مع علي فليعقب معه، فکنت فيمن عقب مع عليّ، فلما دنونا من القوم خرجوا إلينا، ثم تقدم علي فصلّي بنا ثم صفنا صفاً واحداً ثم تقدم بين أيدينا وقرأ عليهم کتاب رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم، فأسلمت همدان جميعاً. فکتب علي إلي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم بإسلامهم، فلما قرأ رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم [صفحه 103] الکتاب خرّ ساجداً، ثم رفع رأسه فقال: «السلام علي همدان، السلام علي همدان».[2] .
وفي السنة العاشرة للهجرة بعثه رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم إلي اليمن جامعاً لصدقات أهلها، وجزية أهل نجران وسفيراً وقاضياً.. قال عليّ عليه السلام: «ولمّا بعثني رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم الي اليمن، قلت: تبعثني وأنا رجل حديث السن، وليس لي علم بکثير من القضاء؟ قال: فضرب صدري رسولالله صلي الله عليه وآله وسلم وقال: اذهب، فإن الله عزّ وجلّ سيثبت لسانک ويهدي قلبک..» قال: «فما أعياني قضاء بين اثنين».[1] .
صفحه 103.