وقعة ذات السلاسل











وقعة ذات السلاسل



وتسمَّي أيضاً وقعة وادي الرمل. وکان سببها أنَّ عدداً من الأعراب قد اجتمعوا لغزو المدينة ـ في وادي الرمل ـ علي حين غفلة من أهلها، فوفد أعرابي علي نبيِّ الله وأخبره بالأمر، وخرج أمير المؤمنين ومعه لواء النبي صلي الله عليه وآله وسلم بعد أن خرج غيره إليهم، ورجع عنهم خائباً، ثُمَّ خرج صاحبه وعاد بما عاد به الأول[1] ، ثُمَّ أرسل عمرو بن العاص[2] ، فعاد کما عاد صاحباه، فمضي عليه السلام نحو القوم، يکمن النهار ويسير الليل، حتي وافي القوم بسحر، وصلَّي بأصحابه صلاة الغداة، وصفَّهم صفوفاً واتَّکأ علي سيفه وانقضَّ بمن معه علي القوم علي حين غفلة منهم، وقال: «يا هؤلاء، أنا رسولُ رسولِ الله، أن تقولوا: لا إله الا الله محمَّد رسول الله، والا ضربتکم بالسيف».

فقالوا له: إرجع کما رجع صاحباک.

قال: «أنا أرجع! لا والله حتَّي تسلموا، أو لأضربنَّکم بسيفي هذا، أنا عليُّ بن أبي طالب بن عبدالمطَّلب»[3] .

فاضطرب القوم، وأمعنوا بهم قتلاً وأسراً، حتَّي استسلموا له، وتمَّ الفتح علي يده.

[صفحه 93]

وعن أمُّ سلمة قالت: کان نبيُّ الله صلي الله عليه وآله وسلم قائلاً في بيتي؛ إذ انتبه فزعاً من منامه، فقلت: الله جارک، قال: «صدقت، الله جاري، ولکن هذا جبرئيل يخبرني أنَّ عليَّاً قادم». ثمَّ خرج إلي الناس فأمرهم أن يستقبلوا عليَّاً، وقام المسلمون صفَّين مع رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم، فلمَّا بصر به عليٌّ عليه السلام ترجَّل عن فرسه، وأقبل عليه يقبِّله. فقال له النبي صلي الله عليه وآله وسلم: «إرکب، فإنَّ الله ورسوله عنک راضيان» فبکي عليٌّ عليه السلام فرحاً وانصرف إلي منزله.

ونزلت علي النبي صلي الله عليه وآله وسلم سورة العاديات لهذه المناسبة[4] .



صفحه 93.





  1. إعلام الوري 1: 382.
  2. انظر: الکامل في التاريخ 2: 110 وفيها اختلاف حيث لم يذکر من کان قبله!.
  3. الإرشاد 1: 113ـ 116، إعلام الوري 1: 382.
  4. انظر: إعلام الوري 1: 383، إرشاد المفيد 1: 116ـ 117.