كيفية الزفاف











کيفية الزفاف



فلما کانت ليلة الزفاف اتي ببغلته الشهباء و ثني عليها قطيفة و قال لفاطمة ارکبي فارکبها و امر سلمان ان يقود بها و مشي «ص» خلفها و معه حمزة و جعفر و عقيل و بنو هاشم مشهرين سيوفهم و نساء النبي «ص» قدامها يرجزن و امر نباتا عبدالمطلب و نساء المهاجرين و الانصار ان يمضين في صحبة فاطمة و ان يفرحن و يرزحن و يکبرن و يحمدن و لا يقلن ما لا يرضي الله.

ثم ان النبي «ص» انفذ الي علي فدعاه ثم هتف بفاطمة، فأخذ عليا بيمينه و فاطمة بشماله و ضمهما الي صدره فقبل بين أعينهما و اخذ بيد فاطمة فوضعها في يد علي و قال بارک الله لک في ابنة رسول الله و قال يا علي نعم الزوجة زوجتک و قال يا فاطمة نعم البعل بعلک ثم قال لهما اذهبا الي بيتکما جمع الله بينکما و اصلح بالکما و قام يمشي بينهما حتي ادخلهما بيتهما. و قال لا تهيجا شيئا حتي آتيکما و جلس علي في البيت و فيه امهات المؤمنين و بينهن و بين علي حجاب و جلست فاطمة مع النساء ثم اقبل النبي فدخل و خرج النساء مسرعات سوي اسماء بنت عميس و کانت قد حضرت وفاة خديجة فبکت خديجة عند وفاتها فقالت لها أتبکين و انت سيدة نساء العالمين و انت زوجة النبي «ص» و مبشرة علي لسانه بالجنة فقالت ما لهذا بکيت و لکن المرأة ليلة زفافها لا بد لها من امرأة تفضي اليها بسرها و تستعين بها علي حوائجها و فاطمة حديثة عهد بصبا و اخاف ان لا يکون لها من يتولي امرها حينئذ، قالت اسماء بنت عميس: فقلت لها يا سيدتي لک عهد الله ان بقيت الي ذلک الوقت ان اقوم مقامک في هذا الامر، فلما کانت تلک الليلة و امر النبي «ص» النساء بالخروج فخرجن و بقيت فلما اراد الخروج رأي سوادي فقال من انت فقلت اسماء بنت عميس قال ألم آمرک ان تخرجي قلت بلي يا رسول الله و ما قصدت خلافک و لکن اعطيت خديجة عهدا فحدثته فبکي و قال اسأل الله ان يحرسک من فوقک و من تحتک و من بين يديک و من خلفک و عن يمينک و عن شمالک من الشيطان الرجيم ناوليني المرکن و املأيه ماء فملأ فاه ثم مجه فيه ثم قال انهما مني و انا منهما اللهم کما اذهبت عني الرجس و طهرتني تطهيرا فطهرهما ثم امرها ان تشرب منه و تتمضمض و تستنشق و تتوضأ ثم دعا بمرکن آخر و صنع کالاول. و قال اللهم انهما احب الخلق الي فأحبهما و بارک في ذريتهما و اجعل عليهما منک حافظا و اني اعيذهما بک و ذريتهما من الشيطان الرجيم، و دعا لفاطمة فقال اذهب الله عنک الرجس و طهرک تطهيرا و قال مرحبا ببحرين يلتقيان و نجمين يقترنان، و قال اللهم ان هذه ابنتي و احب الخلق الي، و هذا اخي و أحب الخلق الي اللهم اجعله لک وليا و بک حفيا و بارک له في اهله ثم قال يا علي ادخل باهلک بارک الله تعالي لک و رحمة الله و برکاته عليکم انه حميد مجيد، ثم خرج من عندهما فأخذ بعضادتي الباب فقال طهرکما الله و طهر نسلکما انا سلم لمن سالمکما و حرب لمن حاربکما استودعکما الله و استخلفه عليکما ثم اغلق عليهما الباب بيده و لم يزل يدعو لهما حتي تواري في حجرته و لم يشرک معهما احدا في الدعاء.