ما جري له عند وفاة أبي طالب











ما جري له عند وفاة أبي طالب



و لما توفي ابو طالب و مر الخلاف في سنة وفاته في الجزء الثاني، جاء علي الي النبي «ص» فاعلمه بوفاته فحزن عليه حزنا شديدا و أمر عليا بتغسيله و اعترض جنازته و أثني عليه و حلف ليستغفرن له و ليشفعن فيه شفاعة يعجب لها الثقلان. روي السيد فخار بن معد الموسوي من اهل المائة السابعة في کتابه الذي ألفه في اسلام ابي طالب ان ابا طالب لما مات جاء علي عليه السلام الي النبي «ص» فآذنه بموته فتوجع عظيما و حزن شديدا ثم قال امض فتول غسله فاذا رفعته علي سريره فاعلمني ففعل فاعترضه رسول الله «ص» و هو محمول علي رؤوس الرجال فقال له وصلتک رحم يا عم و جزيت خيرا فلقد ربيت و کفلت صغيرا و نصرت و آزرت کبيرا ثم تبعه الي حفرته فوقف عليه فقال اما و الله لأستغفرن لک و لأشفعن فيک شفاعة يعجب لها الثقلان «اه». اما ما رووه ان عليا عليه السلام جاء الي رسول الله «ص» بعد موت ابي طالب فقال له ان عمک الضال قد قضي فما الذي تأمرني فيه، فلا يقبله عقل عاقل فان ابا طالب لو فرض محالا انه مات کافرا لم يکن علي ليواجه رسول الله «ص» في حقه بهذا الکلام الخشن الجافي الذي لا يصدر الا من اجلاف الناس و من ليس عنده شي ء من کرم الاخلاق، و حاشا عليا ان يکون کذلک و کيف يواجهه بهذا الکلام في حق عمه الذي رباه و نصره و حمل المشاق العظيمة في نصرته و مع ذلک هو ابوه و هل يستجيز عاقل ان يقول رجل من أدني الناس مثل هذا الکلام في حق ابيه فضلا عن علي بن ابي طالب في اخلاقه السامية.