الخليفة ومولود عجيب











الخليفة ومولود عجيب



عن سعيد بن جبير قال: اتي عمر بن الخطاب بامرأة قد ولدت ولدا له خلقتان بدنان وبطنان وأربعة أيد ورأسان وفرجان هذا في النصف الاعلي، وأما في الاسفل فله فخذان وساقان ورجلان مثل ساير الناس فطلب المرأة ميراثها من زوجها وهو أبوذلک الخلق العجيب فدعا عمر بأصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم فشاورهم فلم يجيبوا فيه بشئ فدعا علي بن ابي طالب فقال علي: إن هذا أمر يکون له نبأ فاحبسها واحبس ولدها واقبض مالهم وأقم لهم من يخدمهم وأنفق عليهم بالمعروف. ففعل عمر ذلک ثم ماتت المرأة وشب الخلق وطلب الميراث فحکم له علي بأن يقام له خادم خصي يخدم فرجيه ويتولي منه ما يتولي الامهات مالا يحل لاحد سوي الخادم، ثم إن أحد البدنين طلب النکاح فبعث عمرإلي علي فقال له: يا أباالحسن ما تجد في أمر هذين إن اشتهي أحدهما شهوة خالفه الآخر، وإن طلب الآخر حالة طلب الذي يليه ضدها حتي انه في ساعتنا هذه طلب أحدهما الجماع؟ فقال علي: ألله اکبر إن الله أحلم وأکرم من أن يري عبدا أخاه وهو يجامع أهله ولکن عللوه ثلاثا فإن الله سيقضي قضاء فيه ما طلب هذا عند الموت فعاش بعدها ثلاثة أيام ومات، فجمع عمر أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم فشاورهم فيه قال بعضهم: اقطعه حتي يبين الحي من الميت وتکفنه وتدفنه، فقال عمر: إن هذا الذي أشرتم لعجب أن نقتل حيا لحال ميت، وضج الجسد الحي فقال: ألله حسبکم تقتلوني وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلي الله عليه وسلم وأقرأ القرآن

[صفحه 174]

فبعث إلي علي فقال: يا أبا الحسن احکم فيما بين هذين الخلقين فقال علي: ألامر فيه أوضح من ذلک وأسهل وأيسر، ألحکم: أن تغسلوه وتکفنوه وتدعوه مع إبن امه يحمله الخادم إذا مشي فيعاون عليه أخاه فإذا کان بعد ثلث جف فاقطعوه جافا ويکون موضعه حيا لا يألم، فإني أعلم إن الله لا يبقي الحي بعده أکثر من ثلث يتأذي برائحة نتنه وجيفه. ففعلوا ذلک فعاش الآخر ثلثة أيام ومات فقال عمر رضي الله عنه: يا ابن أبي طالب فما زلت کاشف کل شبهة وموضح کل حکم. (کنز العمال 3 ص 179)


صفحه 174.