ابا حسن لا أبقاني الله لشدة لست لها











ابا حسن لا أبقاني الله لشدة لست لها



عن ابن عباس قال: وردت علي عمر بن الخطاب واردة قام منها وقعد وتغير و تربد وجمع لها أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم فعرضها عليهم وقال:أشيروا علي. فقالوا: جميعا: يا أميرالمؤمنين أنت المفزع. فغضب عمر وقال: اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لکم أعمالکم. فقالوا: يا أميرالمؤمنين ما عندنا مما تسأل عنه شئ. فقال: أما والله إني لاعرف أبا بجدتها وابن بجدتها واين مفزعها وأين منزعها، فقالوا: کأنک تعني إبن أبي طالب؟ فقال عمر: لله هو، وهل طفحت حرة بمثله وأبرعته؟ انهضوا بنا إليه، فقالوا: يا أميرالمؤمنين أتصير إليه؟ يأتيک. فقال هيهات هناک شجنة من بني هاشم، وشجنة من الرسول، وأثرة من علم يؤتي لها ولايأتي، في بيته يؤتي الحکم. فاعطفوا نحوه. فألفوه في حائط وهو يقرأ: أيحسب الانسان أن يترک سدي. ويرددها ويبکي فقال عمر لشريح: حدث أباحسن بالذي حدثتنا به. فقال شريح: کنت في مجلس الحکم فأتي هذا الرجل فذکر ان رجلا أودعه امرأتين حرة مهيرة[1] وام ولد فقال له: انفق عليهما حتي أقدم. فلما کان في هذه الليلة وضعتا جميعا إحداهما إبنا والاخري بنتا وکلتاهما تدعي الابن وتنتفي من البنت من أجل الميراث فقال له: بم قضيت بينهما؟ فقال شريح: لو کان عندي ما أقضي به بينهما لم آتکم بهما، فأخذ علي تبنة من الارض فرفعها فقال: إن القضاء في هذا أيسر من هذه. ثم دعا

[صفحه 173]

بقدح فقال لاحدي المرأتين: احلبي، فحبلت فوزنه ثم قال للاخري: احلبي. فحلبت فوزنه فوجده علي النصف من لبن الاولي فقال لها: خذي أنت ابنتک، وقال للاخري:خذي أنت ابنک، ثم قال لشريح: أما علمت أن لبن الجارية علي النصف من لبن الغلام؟ وأن ميراثها نصف ميراثه؟ وأن عقلها نصف عقله؟ وأن شهادتها نصف شهادته؟ وأن ديتها نصف ديته؟ وهي علي النصف في کل شئ. فأعجب به عمر إعجابا شديدا ثم قال: أبا حسن لا أبقاني الله لشدة لست لها ولا في بلد لست فيه؟

کنز العمال 3 ص 179، مصباح الظلام للجرداني 2 ص 56.


صفحه 173.








  1. المهيرة من النساء: الحرة الغالية المهر ج مهائر.