اجتهاد الخليفة في الاضحية











اجتهاد الخليفة في الاضحية



عن حذيفة بن اسيد قال: رأيت أبا بکر وعمر رضي الله عنهما وما يضحيان عن أهلهما خشية- مخافة- أن يستن بهما فحملني أهلي علي الجفاء بعد أن علمت السنة حتي اني لاضحي عن کل

أخرجه البيهقي في السنن الکبري 9 ص 265، والطبراني في الکبير، والهيثمي في المجمع 4 ص 18 من طريق الطبراني وقال: رجاله رجال الصحيح، وذکره السيوطي في جمع الجوامع کما في ترتيبه 3 ص 45 نقلا عن ابن أبي الدنيا في الاضاحي، والحاکم في الکني، وأبي بکر عبدالله بن محمد النيسابوري في الزيادات ثم قال:قال ابن کثير: إسناده صحيح.

وقال الشافعي في کتاب «الام» 2 ص 189: قد بلغنا أن أبا بکر وعمر رضي الله عنهما کانا يضحيان کراهية أن يقتدي بهما فيظن من رآهما انها واجبة.

[صفحه 168]

وفي مختصر المزني هامش کتاب «الام» 5 ص 210: قال الشافعي: بلغنا أن أبا بکر وعمر رضي الله عنهما کانا لا يضحيان کراهية أن يري انها واجبة.

وعن الشعبي: أن أبا بکر وعمر شهدا الموسم فلم يضحيا. کنزالعمال 3 ص 45.

قال الاميني: هل وقف الرجلان علي شئ من الحکمة لم يقف عليه رسول الله صلي الله عليه واله وسلم فضحي وأمر بها وحض عليها وأکد وترکها سنة متبعة؟ وخفي عليه ما عرفاه من اتخاذ الامة ذلک من الطقوس الواجبة؟ أو أن الرجلين کانا أشفق علي الامة منه صلي الله عليه واله وسلم فأحبا أن لا يبهضاها بنفقة الاضاحي؟ أو أنهما خشيا أن يکون ذلک بدعة في الدين بظن الوجوب؟ لکنه حجة داحضة لان رسول الله صلي الله عليه واله وسلم حين فعل وأمر کان ذلک مشفوعا ببيان عدم وجوبه، وعرفت ذلک منه الصحابة، وعلي هذا کان عملهم وتلقاه منهم التابعون وهلم جرا إلي يومنا الحاضر، ولو کان ما حسباه مطردا لزم ترک المستحبات کلها، ثم إن احتمال مزعمة الوجوب کان أولي أن ينشأ من فعل النبي صلي الله عليه واله وسلم وقوله، فإن السنة سنته، والدين ما صدع به، لکنه لم ينشأ لما شفعه من البيان، فهلا فعلا کما فعل وهما خليفتاه؟

م- والعجب العجاب أن الخليفة الثاني هاهنا ينقض السنة الثابتة للصادع الکريم خشية ظن الامة الوجوب، ويسن لها مالا أصل له في الدين کزکاة الخيل وصلاة التراويح، إلي أحداث اخري کثيرة، وهو في ذلک کله لا يخشي ولا يکثرث ولا يبالي


صفحه 168.