جهل الخليفة بالسنة المشهورة











جهل الخليفة بالسنة المشهورة



أخرج مسلم في صحيحه عن عبيد بن عمير: أن أبا موسي استأذن علي عمر ثلاثا فکأنه وجده مشغولا فرجع فقال عمر: ألم تسمع صوت عبدالله بن قيس؟ ائذنوا له.فدعي به فقال: ما حملک علي ما صنعت؟ قال: إنا کنا نؤمر بهذا. قال: لتقيمن علي هذا بينة أولافعلن[1] فخرج فانطلق إلي مجلس من الانصار فقالوا: لا يشهد لک علي هذا إلا أصغرنا. فقام أبوسعيد فقال: کنا نؤمر بهذا. فقال عمر: خفي علي هذا من أمر رسول الله صلي الله عليه وسلم ألهاني عنه ألصفق بالاسواق[2] .

وأخرج في صحيح آخر: قال ابي بن کعب: يا ابن الخطاب فلا تکونن عذابا علي أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم. قال: سبحان الله إنما سمعت شيئا فأحببت أن أتثبت. وفي لفظ: قال أبوسعيد قلت: أنا أصغر القوم. قال النووي في شرحه: فمعناه

[صفحه 159]

أن هذا حديث مشهور بيننا، معروف لکبارنا وصغارنا حتي يحفظه وسمعه من رسول الله صلي الله عليه وسلم.

قال الاميني: من لي بمخبر عن أن الذي ألهاه الصفق بالاسواق حتي عن ناموس مشتهر هتف به صاحب الرسالة العظمي، وعرفته الصحابة أجمع کبارا وصغارا، وعضده الذکر الحکيم کيف يکون أعلم الصحابة في زمانه علي الاطلاق کما زعمه صاحب الوشيعة؟.

ثم ما الموجب إلي ذلک الارهاب لمحض أن الرجل روي فيما ارتکبه سنة؟ وهل التثبيت يستدعي ذلک الوعيد بالايمان المغلظة؟ أو يستحق به الراوي أن يزري به في الملا العام؟ أو في مجرد التحري والطلب مقنع وکفاية؟ وليس علي الخليفة أن يکون عذابا علي الامة کما رآه ابي.


صفحه 159.








  1. وفي لفظ: فوالله لاوجعن ظهرک وبطنک. وفي لفظ الطحاوي: والله لاضربن بطنک وظهرک أو ليأتيني بمن يشهد لک.
  2. صحيح مسلم 2 ص 234 في کتاب الاداب، صحيح البخاري 3 ص 837 ط الهند، مسند أحمد 3 ص 19، سنن الدارمي 2 ص 274، سنن أبي داود 2 ص 340، مشکل الاثار 1 ص 499.