ترجمة جمال الدين الخلعي
ولد من أبوين ناصبيين ذکر القاضي التستري في «المجالس» ص 463، وسيدنا الزنوري في «رياض الجنة» في الروضة الاولي: أن امه نذرت أنها إن رزقت ولدا تبعثه لقطع طريق السابلة من زوار الامام السبط الحسين عليه السلام وقتلهم فلما ولدت المترجم وبلغ أشده إبتعثته إلي جهة نذرها فلما بلغ إلي نواحي ( المسيب) بمقربة من کربلاء المشرفة طفق ينتظر قدوم الزائرين فاستولي عليه النوم واجتازت عليه القوافل فأصابه القتام الثائر فرأي فيما يراه النائم ان القيامة قد قامت وقد امر به إلي النار ولکنها لم تمسه لما عليه من ذلک العثير الطاهر فانتبه مرتدعا عن نيته السيئة، واعتنق ولاء العترة، وهبط الحائر الشريف ردحا. اه. ويقال: إنه نظم عندئذ بيتين خمسهما الشاعر المبدع الحاج مهدي الفلوجي الحلي المتوفي 1357 وهما مع التخميس: أراک بحيرة ملاتک رينا فطب نفسا وقر بالله عينا [صفحه 13] لکي تلقي الاله قرير عين إذا علم الملائک منک عزما وحرمت الجحيم عليک حتما عليه غبار زوار الحسين ولقد أخلص في الولاء حتي تحظي بعنايات خاصة من ناحية أهل البيت عليهم السلام ففي «دارالسلام» للعلامة النوري ص 187 نقلا عن کتاب «حبل المتين في معجزات أميرالمؤمنين» للسيد شمس الدين محمد الرضوي: ان المترجم لما دخل الحرم الحسيني المقدس أنشأ قصيدة في الحسين عليه السلام وتلاها عليه وفي أثنائها وقع عليه ستار من الباب الشريف فسمي بالخليعي أو الخلعي، وهو يتخلص بهما في شعره. وفي «دارالسلام» ص 183 عن «حبل المتين» المذکور عن المولي محمد الجيلاني انه جرت مفاخرة بين المترجم وبين إبن حماد[1] الشاعر وحسب کل أن مديحه لامير المؤمنين عليه السلام أحسن من مديح الآخر فنظم کل قصيدة وألقياها في الضريح العلوي المقدس محکمين الامام عليه السلام فخرجت قصيدة الخليعي مکتوبا عليها بماء الذهب: أحسنت. وعلي قصيدة إبن حماد مثله بماء الفضة. فتأثر إبن حماد وخاطب أميرالمؤمنين عليه السلام بقوله: أنا محبک القديم، وهذا حديث العهد بولائک، ثم رأي أميرالمؤمنين عليه السلام في المنام وهو يقول له: إنک منا وإنه حديث عهد بأمرنا فمن اللازم رعايته. اه ملخصا. ومن الشعر المترجم قوله في رثاء الحسين السبط سلام الله عليه: أي عذر لمهجة لا تذوب ولقلب يضيق من ألم الحزن وابن بنت النبي بالطف مطر حوله من بني أبيه شباب وحريم النبي عبري من الثکل [صفحه 14] تلک تدعو أخي وتلک تنادي لهف قلبي وطفله في يديه لهف قلبي لاخته زينب تأو لهف قلبي لفاطم خيفة السبي لهف قلبي لام کلثوم والخد وهي تدعوا يا واحدي يا شقيقي ثم تشکوا إلي النبي ودمع العين جد ياجد لو ترانا سبايا جد ياجد لم يفد ذلک النصح جد لم تقبل الوصية في الاه يصبح الجاهد البعيد من الحق أين عيناک والحسين قتيل لا تري سبطک المفدي طريحا لو ترانا نساق بالذل ما بين لو ترانا حسري وقد أبرزت منا بأبي الطاهرات تحدي بهن العيس بأبي رأس نجل فاطمة يشهر يابن أزکي الوري نجارا علي هاجفوني لما أصبت به قرحي أين قلب الشجي والفارغ البا لا هنا لي عيشي ومبسمک الد ليت اني فداک لو کان بالعبد سهم بغي الاولي أصابک من أظهر وافيک حقد بدرو من قب يا بني أحمد إلي مد حکم قلب [صفحه 15] کيف صبرامرء يري الودفي القر أنتم حجة الاله علي الخلق بولاکم وبغض أعدائکم تقب لثناکم شاهت وجوه ذوي النصب وشقت من النفور القلوب وله رحمه الله تعالي قوله: سجعت فوق الغصون فاستهلت سحب أجفا غردت لاشجو هاشجو لا ولا قلت لها ما شجي الباکي. طروبا حق لي أبکي دماء لغريب نازح الدا لتريب الخد دامي ال ومنها: يا بني طه وياس بکم استعصمت من فإذا خفت. فأنتم وعليکم ثقل ميزا فاحشروا العبد «الخليعي» وإليکم مدحا أسني يا حجاب الله والم فيک داريت اناسا وتحصنت بقول ال إتقوا إن التقي من ولاوصافک وريت [صفحه 16] وإلي مدحک أظهر وکفاني علمک الشا ومعاذ الله أن واساوي بين مفضا بين من قال: أقيلوا وله يرثي البطل الهاشمي الشهيد مسلم بن عقيل سلام الله عليه قوله: ألمسلم بن عقيل قام الناعي؟ مولي دعاه وليه وإمامه حفظ الوداد لذي القرابة فاقتني أفديه من حر نقي طاهر أفديه من بطل کمي ماجد لهفي لمسلم والرماح تنوشه حتي إذا ظفرت به عصب الخنا جائوا به نحو اللعين فغاظه شجاع وإلي ابن سعد بالوصية مبطنا وهوي من القصر المشوم مهللا لهفي لسيف من سيوف «محمد» لهفي لمزج شرابه بنجيعه لهفي له فوق التراب مجدلا مولاي يابن عقيل يومک جاعل جادت معالمک الدموع بريها وسقي بن عروة هانيا غدق الحيا يا سادة مازلت مذعلقت يدي مولاکم «الخلعي» رافع قصة وقفت للمترجم علي قصائد کثيرة کلها في العترة الطاهرة مدحا ورثائا لو تجمع [صفحه 17] لجاءت ديوانا فخما وإليک فهرستها، توجد في مجاميع مخطوطة بالنجف الاشرف واخري بالکاظمية المشرفة: (1) لم أبک عافي دمنة وطلول (عدد الابيات 27) (2) أضرمت نار قلبي المحزون (عدد الابيات 56) (3) طلاب العلي بالسمهري المقوم (عدد الابيات 50) (4) جعلت النوح في عاشور دأبي (عدد الابيات 30) (5) يا عين بالدمع الغزير (عدد الابيات 31) (6) أرقي لابن النبي (عدد الابيات 31) (7) عرج علي أرض کربلاء (عدد الابيات 23) (8) ذکرت المصارع في کربلا (عدد الابيات 23) (9) ألحاظ ساکنة الخبا (عدد الابيات 44) (10) فرط وجدي قد حلالي (عدد الابيات 51) (11) ليته زار لماما (عدد الابيات 59) (12) زاد همي وشجوني (عدد الابيات 66) (13) طال حزني واکتئابي (عدد الابيات 35) (14) هاج لي نوح الحمام (عدد الابيات 29) (15) ماذا يريد النوي من قلبي العاني؟ (عدد الابيات 90) (16) اکفکف دمعي وهو لا يسأم الوکفا (عدد الابيات 35) (17) سلام الله ذي الحجب (عدد الابيات 37) (18) قل ولا تخش في المعاد أثاما (عدد الابيات 37) ويقول فيها: وتناسي العهد المؤکد في خم (19) لم أطل في عرصة الدمن (عدد الابيات 25) (20) يا زائرا حرم الوصي [صفحه 18] يبغي بزورته الرضا (عدد الابيات 32) (21) لم أبک ربعا للاحبة قد خلا (عدد الابيات 75) توجد هذه القصيدة في (بحار الانوار) للعلامة المجلسي ج 10 ص 258، ووقفنا للمترجم علي قصائد في رثاء الامام السبط الشهيد صلوات الله عليه في مجموعة کبيرة بالکاظمية المشرفة غير ماسبق فهرستها: (22) يا عين لا لمرابع وخيام (عدد الابيات 38) (23) يا عين لا لخلو الربع والدمن (عدد الابيات 44) (24) سل جيرة القاطنين ما فعلوا[2] . (عدد الابيات 55) (25) ألعين عبري ودمعها مسفوح (عدد الابيات 32) (26) أعاذلي! ذکر کربلا حزني (عدد الابيات 29) (27) ألا ما لجفني بالسهاد موکل (عدد الابيات 39) (28) لم أبک ربعا دارس العرصات (عدد الابيات 36) (29) لم أبک من وقفة علي الدمن (عدد الابيات 51) (30) هاج حزني وزاد حر لهيبي (عدد الابيات 39) (31) جفون لا تمل من الهمول (عدد الابيات 48) (32) ما هاجني ذکر مربع خصب (عدد الابيات 46) (33) ما لدمعي لم يطف حر غليلي (عدد الابيات 58) (34) هاج حزني وغليلي (عدد الابيات 28) (35) هجرت مقلتي لذيذ کراها (عدد الابيات 52) ووجدت عند الشيخ العلامة السماوي قصائد للمترجم في رثاء الامام السبط عليه السلام مستهلها: (36) عذرتک لو تجدي ملامة لوم (عدد الابيات 55) (37) لست ممن يبکي رسوما محولا (عدد الابيات 53) [صفحه 19] (38) جعلت النوح ادمانا (عددالابيات 30) (39) هو الحمي وبانه (عددالابيات 37) فجموع أبيات ما وقفنا عليه من شعر المترجم: «1656» بيتا
أبو الحسن جمال الدين علي بن عبدالعزيز بن أبي محمد الخلعي (الخليعي) الموصلي الحلي، شاعر أهل البيت عليهم السلام المفلق، نظم فيهم فأکثر، ومدحهم فأبلغ، ومجموع شعره الموجود ليس فيه إلا مدحهم ورثائهم، کان فاضلا مشارکا في الفنون قوي العارضة، رقيق الشعر سهلة، وقد سکن الحلة إلي أن مات في حدود سنة 750 ودفن بها وله هناک قبر معروف.
وشتتک الهوي بينا فبينا
إذا شئت النجاة فزر حسينا
تروم مزاره کتبوک رسما
فإن النار ليس تمس جسما
وحشي لا يشب فيها لهيب؟
وعين دموعها لا تصوب؟
وح لقي والجبين منه تريب
صرعتهم أيدي المنايا وشبيب
وحسري خمارها منهوب
يا أبي وهو شاخص لا يجيب
يتلظي والنحر منه خضيب
ي اليتامي ودمعها مسکوب
تخفت وقلبها مرعوب
ان منها قد خددتها الندوب
يا مغيثي قد برحتني الخطوب
في خد ها الاسيل صبيب
قد عرتنا بکربلاء الکروب
وذاک الترهيب والترغيب
ل ولم يرحم الوحيد الغريب
قريبا منهم ويقصي القريب
وعلي مغلل مضروب؟
عاريا والرداء منه سليب
العدي قد قست علينا القلوب
وجوه صينت وشقت جيوب
بين الملا وتطوي السحوب
ه للعيون رمح کعوب
مثلک يستحسن البکا والنحيب
وقلبي لما رزيت کئيب
ل؟ وأين المحق والمستريب؟
ري باد وقد علاه قضيب
يفدي المولي الحسيب النسيب
قبل ولله عنک سهم مصيب
ل دعوا للهدي فلم يستجيبوا
(الخليعي) مستهام طروب
بي وجوبا وإرثکم مغصوب
وأنتم للطالب المطلوب
ل أعمالنا وتمحي الذنوب
فاقدات للقرين
ني وهزتني شجوني
ي ولا حنت حنيني
: يا ورق بالنوح اسعديني
کشجي الباکي الحزين
عوض الدمع الهتون
رخلي من معين
وجه مرضوض الجبين
ين وحم ونون
شر خطوب تعتريني
لنجاتي کالسفين
ني. وأنتم تنقذوني
إلي ذات اليمين
من الدر الثمين
حمي عن رجم الظنون
عزموا أن يقتلوني
صادق الحبر الامين
دين آبائي وديني
کلامي وحنيني
ت ظهوري وبطوني
هد للسر المصون
ألوي عن الحبل المتين
ل ومفضول ضنين
ني ومن قال: سلوني
لما استهلت أدمع الاشياع
فأجاب دعوته بسمع واع
شرفا علي الاهلين والاتباع
ماض العزيمة ساجد رکاع
جم الوفاندب طويل الباع
لا بالجزوع لها ولا المرتاع
من بعد معترک وطول نزاع
بالقول من ثبت الجنان
أفضي فأظهرها بلؤم طباع
ومکبرا تجلو صدي الاسماع
عبث الفلول بحده القطاع
لهفي لمسقط ثغره اللماع
دامي الجبين مهشم الاضلاع
حب القلوب دريئة الاوجاع
وسقي الحميم بواطن الابداع
فلقد أصاخ إلي نداء الداعي
بهم احافظ ودهم واراعي
يشکو سموم عقارب وأفاعي
وشموس رکب آذنت برحيل
صادحات الحمام فوق الغصون
وضرب الطلي مرمي إلي کل مغنم
فزاد أليم وجدي واکتئابي
جودي علي الطهر المزور
لا لبرق حاجري
وامزج الدمع بالدماء
فزاد بقلبي عظيم البلا
فتکتک أم مقل الظبا؟
ما لعذالي ومالي؟
فاهتدي جفني المناما
وجفا نومي حفوني
فجعلت النوح دابي
فرط وجدي وغرامي
أما تناهت صباباتي وأشجاني؟
واخفي غرامي والصبابة لا تخفا
علي الزوار في رجب
لا سقي شانئي علي غماما
ولم ترع للوصي ذماما
وقفة الباکي علي السکن
الطاهر العلم الامام
والامن في يوم الزحام
وعفي وغيره الجديد وأمحلا
أودت بساکنها يد الايام
باکي الرزايا سوي الباکي علي السکن
وهل أقاموا بالحي أم رحلوا؟
والقلب من ألم الاسي مقروح
فسح دمعي کالعارض الهتن
وقلبي لاعباء الهوي يتحمل؟
أضحت معارفه من النکرات
ولا لخل نأي ولا سکن
وشجاني ذکر القتيل الغريب
وجسم لا يفک من النحول
ولا شجاني وجدي ولا طربي
للقتيل الظامي؟ وأي قتيل
ذکر عطشان قتيل
لمصاب الشهيد من آل طاها
علي اللوم للمضني الکئيب المتيم
وديارا أعفي البلا وطلولا
لما نال ابن مولانا
لا نفرت غزلانه
صفحه 13، 14، 15، 16، 17، 18، 19.