ضرب الخليفة بالدرة لغير موجب











ضرب الخليفة بالدرة لغير موجب



أخرج إبن عساکر عن عکرمة بن خالد قال: دخل ابن لعمر بن الخطاب عليه و قد ترجل ولبس ثيابا حسانا فضربه عمر بالدرة حتي أبکاه، فقالت له حفصة: لم ضربته قال رأيته قد أعجبته نفسه فأحببت أن اصغرها إليه.[1] .

قال الاميني: أنا لا اناقش في عرفان الخليفة إعجاب نفس ابنه إياه وهو خلة قائمة بالنفس، ولا اباحث في إجتهاده في تعزير الولد، ولا أبحث عن إمکان ردع الولد عن عجبه (مهما سلم) بطرق معقولة غير التعزير والضرب بالدرة، بل اسائل الحافظين کيف وسعهما عد مثل هذه القصة من مناقب الخليفة ومن شواهد سيرته الحسنة؟.

وألطف من هذه قصة الجارود سيد ربيعة وقد أخرجه ابن الجوزي قال: إن عمر کان قاعدا والدرة معه والناس حوله إذ أقبل الجارود العامري فقال رجل: هذا سيد ربيعة. فسمعها عمر ومن حوله وسمعها الجارود فلما دنا منه خفقه بالدرة فقال:مالي و لک يا أميرالمؤمنين؟! قال: مالي ولک لقد سمعتها. قال: وسمعتها، فمه؟قال: خشيت أن

[صفحه 158]

تخالط القوم ويقال، هذا أمير وفي لفظ: خشيت أن يخالط قلبک منها شئ فأحببت أن اطأطئ منک[2] .

م وأخرج إبن سعد عن سعيد قال: دخل معاوية علي عمر بن الخطاب وعليه حلة خضراء فنظر إليه الصحابة فلما رأي ذلک عمر قام ومعه الدرة فجعل ضربا بمعاوية ومعاوية يقول: ألله ألله يا أميرالمؤمنين فيم فيم؟ فلم يکلمه حتي رجع فجلس في مجلسه فقالوا له: لم ضربت الفتي؟ وما في قومک مثله. فقال: ما رأيت إلا خيرا وما بلغني إلا خير ولکني رأيته وأشار بيده يعني إلي فوق فأردت أن أضع منه ما شمخ[3] .

ما عساني أن أقول؟ ما عساني ما عساني؟...


صفحه 158.








  1. تاريخ الخلفاء ص 96.
  2. سيرة عمر لابن الجوزي ص 178، شرح ابن أبي الحديد 3 ص 112، کنز العمال 2 ص 167.
  3. تاريخ ابن کثير 8 ص 125، الاصابة 3 ص 434.