راي الخليفة في آثار الانبياء











راي الخليفة في آثار الانبياء



عن معرور قال: خرجنا مع عمر بن الخطاب رضوان الله عليه في حجة حجها قال: فقرأ بنا في الفجر: ألم ترکيف فعل ربک بأصحاب الفيل ولايلاف قريش فلما انصرف فرأي الناس مسجدا فبادروه فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا مسجد صلي فيه النبي صلي الله عليه وسلم فقال: هکذا هلک أهل الکتاب قبلکم، اتخذوا آثار أنبيائهم بيعا، من عرضت له صلاة فليصل ومن لم تعرض له صلاة فليمض.[1] .

قال الاميني: ليت شعري ما المانع من تعظيم آثار الانبياء وفي مقدمهم سيد ولد آدم محمد صلي الله عليه واله وسلم إذا لم يکن خارجا عن حدود التوحيد کالسجود إلي تماثيلهم واتخاذها قبلة؟ ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوي القلوب، ومتي هلکت الامم باتخاذهم آثار أنبيائهم بيعا؟ وأي مسجد تکون الصلاة فيه أزلف إلي الله سبحانه من مسجد صلي فيه رسول الله صلي الله عليه واله وسلم؟ وأي مکان أشرف من مکان حل به النبي الاعظم وبويع فيه بيعة الرضوان وحظي المؤمنون فيه برضي الله عنهم؟ أولا يکسب ذلک کله المحل فضلا يزيد في زلفة المتعبدين بفنائه؟ وما ذنب الشجرة المسکينة حتي اجتثت اصولها؟ ولا من ثائر لها أو مدافع عنها. أو ليس ذلک توهينا للمحل ولمشرفه؟ م- أيسوغ ادب الدين للخليفة قوله: أراکم أيها الناس رجعتم إلي العزي؟ والذين کانوا يرون حرمة تکلم الآثار ويعظمونها ويصلون عندها إنما هم حملة علم الدين من الصحابة العدول، مراجع الخليفة في الاحکام والشرايع، کان يعول عليهم حيثما أعيته المسائل قائلا: کل الناس أفقه منک يا عمر.

هذه أسؤلة جمة عزب عن الخليفة العلم بالجواب عنها، أو أنها لم تدر في خلده، أو أنه متأول فيها جمعاء وأنت تري..

ومن الصحابة التي کانت تتبرک بتلک الاماکن وتصلي فيها عبدالله بن عمر، قال موسي بن عقبة:[2] رأيت سالم بن عبدالله يتحري أماکن من الطريق فيصلي فيها

[صفحه 148]

ويحدث أن أباء کان يصلي فيها، وأنه رأي النبي صلي الله عليه وسلم يصلي في تلک الامکنة.

وعن نافع عن إبن عمر أنه کان يصلي في تلک الامکنة. فالمراجع إلي الصحاح والسنن يجد کثيرا من لدة هذه يعلم بها أن رأي الخليفة إنما يخص به ولايتبع ولم يتبع لن يتبع.


صفحه 148.








  1. سيرة عمر لابن الجوزي ص 107، شرح ابن ابي الحديد 3 ص 122 وفيه بدل معرور المغيرة بن سويد، فتح الباري 1 ص 450.
  2. صحيح البخاري کتاب الصلاة باب: المساجد التي علي طرق المدينة والمواضع التي صلي فيها النبي صلي الله عليه وسلم.