راي الخليفة في الارنب











راي الخليفة في الارنب



عن موسي بن طلحة: إن رجلا سأل عمر عن الارنب فقال عمر: لولا إني أزيد في الحديث أو أنقص منه، وسأرسل لک إلي رجل. فأرسل إلي عمار فجاء فقال: کنا مع النبي صلي الله عليه وسلم فنزلنا في موضع کذا وکذا فأهدي إليه رجل من الاعراب إرنبا فأکلنا ها فقال الاعرابي: يارسول الله إني رأيتها تدمي أي تحيض فقال النبي صلي الله عليه وسلم: لا بأس بها.

أخرجه إبن أبي شيبة، وابن جرير الطبري کما في کنز العمال 8 ص 50، و أخرجه أبويعلي في مسنده، والطبراني في الکبير من رواية ابن الحوتکية کما في عمدة القاري 6 ص 259، ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد 3 ص 195 نقلا عن أحمد من طريق إبن الحوتکية.

أنا لا أقول: إن الذي أخاف الخليفة من الزيادة أو النقيصة في الحديث هو عدم معرفته بالحکم، ولا أقول: إن عمارا کان أبصر منه في القضية وأوثق منه في الرواية والنقل. ولا أقول: أين کانت تلک الحيطة منه في غير الارنب مما استبد بحکمه من دون أي اکتراث من مئات المسائل في الاموال والانفس والعقود والايقاعات وهو يعلم أنه لم يحط بها علما. لکني أکل ذلک إلي وجدانک الحر.

وفي النفس مافيها في نفي البأس عن لحم الارنب، وهو قول الائمة الاربعة وکافة

[صفحه 132]

العلماء إلا ما حکي عن عبدالله بن عمرو بن العاص، و عبدالرحمن بن أبي ليلي، وعکرمة مولي ابن عباس إنهم کرهوا أکلها (عمدة القاري 6 ص 259)


صفحه 132.