جهل الخليفة بمعاريض الكلم











جهل الخليفة بمعاريض الکلم



1- إن عمر بن الخطاب سأل رجلا کيف أنت؟ فقال: ممن يحب الفتنة، ويکره الحق، ويشهد علي مالم يره. فأمر به إلي السجن، فأمر علي برده فقال صدق، فقال: کيف صدقته؟ قال: يحب المال والولد وقد قال الله تعالي: إنما أموالکم و اولادکم فتنة. ويکره الموت وهو الحق. ويشهد أن محمدا رسول الله ولم يره. فأمر عمر رضي الله عنه بإطلاقه وقال: ألله يعلم حيث يجعل رسالته. (ألطرق الحکمية) لابن القيم الجوزية ص 46.

2- عن حذيفة بن اليمان إنه لقي عمر بن الخطاب فقال له عمر: کيف أصبحت يابن اليمان؟ فقال: کيف تريدني أصبح؟ أصبحت والله أکره الحق واحب الفتنة، وأشهد بمالم أره، وأحفظ غير المخلوق، واصلي غير وضوء، ولي في الارض ما ليس لله في السماء. فغضب عمر لقوله وانصرف من فوره وقد أعجله أمر، وعزم علي أذي حذيفة لقوله ذلک، فبينا هو في الطريق إذ مر بعلي بن أبي طالب فرأي الغضب في وجهه، فقال: ما أغضبک يا عمر؟ فقال: لقيت حذيفة بن اليمان فسألته کيف أصبحت؟ فقال:أصبحت أکره الحق، فقال: صدق يکره الموت وهو حق. فقال: يقول: واحب الفتنة، قال: صدق يحب المال والولد وقد قال الله تعالي: إنما أموالکم وأولادکم فتنة،فقال: يا علي يقول: وأشهد بما لم أره فقال:

[صفحه 106]

صدق يشهد لله بالوحدانية والموت والبعث والقيامة والجنة والنار والصراط ولم ير ذلک کله، فقال: يا علي وقد قال إنني احفظ غير المخلوق قال: صدق يحفظ کتاب الله تعالي القرآن وهو غير مخلوق،[1] قال: ويقول: اصلي علي غير وضوء فقال: صدق يصلي علي ابن عمي رسول الله علي غير وضوء والصلاة عليه جائزة، فقال: يا أبا الحسن قد قال: أکبر من ذلک، فقال: وما هو؟ قال: قال: إن لي في الارض ما ليس لله في السماء. قال: صدق له زوجة وولد وتعالي الله عن الزوجة والولد. فقال عمر، کاد يهلک ابن الخطاب لولا علي بن أبي طالب.

أخرجه الحافظ الکنجي في الکفاية ص 96 فقال: قلت هذا ثابت عند أهل النقل ذکره غير واحد من أهل السير، وإبن الصباغ المالکي في الفصول المهمة ص 18.

3- روي أن رجلا اتي به إلي عمر بن الخطاب رضي الله عنه وکان صدر منه أنه قال لجماعة من الناس وقد سألوه کيف أصبحت؟ قال: أصبحت احب الفتنة، و اکره الحق. واصدق اليهود والنصاري، واومن بمالم أره، واقر بما لم يخلق. فأرسل عمر إلي علي رضي الله عنهما فلما جاءه أخبره بمقالة الرجل قال: صدق يحب الفتنه قال الله تعالي إنما أموالکم وأولادکم فتنة، ويکره الحق يعني الموت وقال الله تعالي: وجاءت سکرة الموت بالحق. ويصدق اليهود والنصاري، قال الله تعالي: وقالت اليهود ليست النصاري علي شئ وقالت النصاري ليست اليهود علي شئ. ويؤمن بما لم يره، يؤمن بالله عزوجل، ويقره بما لم يخلق يعني الساعة. فقال عمر رضي الله عنه: أعوذ بالله من معظلة لا علي بها.[2] .

4- أخرج الحفاظ إبن أبي شيبة. وعبد بن حميد. وابن المنذر عن إبراهيم التميمي قال: قال رجل عند عمر: أللهم اجعلني من القليل، فقال عمر: ما هذا الدعاء؟ فقال الرجل إني سمعت الله يقول: «وقليل من عبادي الشکور»[3] فأنا أدعوه أن يجعلني من ذلک القليل، فقال عمر: کل الناس أفقه من عمر.

وفي لفظ القرطبي: کل الناس أعلم منک يا عمر، وفي لفظ الزمخشري: کل الناس

[صفحه 107]

أعلم من عمر

تفسير القرطبي 14 ص 227، تفسير الکشاف 2 ص 445، تفسير السيوطي 5 ص 229.

5- جاءت إمرأة إلي عمر رضي الله عنه فقالت: يا أميرالمؤمنين إن زوجي يصوم النهار ويفوم الليل فقال لها: نعم الرجل زوجک، وکان في مجلسه رجل يسمي کعبا فقال: يا أميرالمؤمنين! إن هذه المرأة تشکو زوجها في أمر مباعدته إياها عن فراشه فقال له: کما فهمت کلامها أحکم بينهما. فقال کعب: علي بزوجها فاحضر فقال له: إن هذه المرأة تشکوک. قال: أفي أمر طعام أم شراب؟ قال: بل في أمر مباعدتک إياها عن فراشک فأنشأت المرأة تقول:


يا أيها القاضي الحکيم انشده
ألهي خليلي عن فراشي مسجده


نهاره وليله لا يرقده
فلست في أمر النساء أحمده


فأنشأ الزوج يقول:


زهدني في فرشها وفي الحلل
إني امرؤ أذهلني ما قد نزل


في سورة النمل وفي سبع الطول
وفي کتاب الله تخويف يجل


فقال له القاضي:


إن لها عليک حقا لم يزل
في أربع نصيبها لمن عقل


فعاطها. ذاک ودع عنک العلل

ثم قال: إن الله تعالي أحل لک من النساء مثني وثلاث ورباع فلک ثلاثة أيام بلياليهن ولها يوم وليلة. فقال عمر رضي الله عنه: لا أدري من أيکم أعجب؟ أمن کلامها أم من حکمک بينهما؟ إذهب فقد وليتک البصرة.

صورة اخري:

عن قتادة والشعبي قالا: جاءت عمرامرأة فقالت: زوجي يقول الليل ويصوم النهار.فقال عمر: لقد أحسنت الثناء علي زوجک. فقال کعب بن سوار: لقد شکت. قال عمر: کيف؟ قال: تزعم انه ليس لها من زوجها نصيب قال: فإذا قد فهمت ذلک فاقض بينهما، فقال: يا أميرالمؤمنين أحل الله له من النساء أربعا فلها من کل أربعة أيام يوم ومن

[صفحه 108]

کل أربع ليال ليلة.

م- وفي لفظ أبي عمر في الاستيعاب: إن إمرأة شکت زوجها إلي عمر فقالت: إن زوجي يقوم الليل ويصوم النهار، وأنا أکره أن أشکوه إليک فهو يعمل بطاعة الله، فکان عمر لم يفهم عنها. ألحديث.

وفي لفظ آخر له: قال عمر لکعب بن سوار: عزمت عليک لتقضين بينهما فإنک فهمت من أمرها مالم أفهم. إلخ. قال أبوعمر: هو مشهور.

وعن الشعبي: إن امرأة جاءت إلي عمر فقالت: يا أميرالمؤمنين أعدني علي زوجي يقوم الليل ويصوم النهار، قال: فما تأمريني أتأمريني أن أمنع رجلا من عبادة ربه[4] .


صفحه 106، 107، 108.








  1. هذه الفقرة خرافة دست في الحديث اختلفها أنصار المذهب الباطل في خلق القرآن.
  2. نور الابصار للشبلنجي ص 79.
  3. سورة السبأ آية 13.
  4. ألکني والالقاب للدولابي 1 ص 192، الاستيعاب في ترجمة کعب بن سوار وجمع ألفاظه، الاذکياء لابن الجوزي ص 142 و 49، المستطرف لشهاب الدين الابشيهي 1 ص 70، شرح ابن أبي الحديد 3 ص 105، تاريخ ألخلفاء السيوطي ص 96، الاصابة 3 ص 315.