غديرية ابن داود الحلي
وإذا نظرت إلي خطاب «محمد» من کنت مولاه فهذا «حيدر» لعرفت نص المصطفي بخلافة وله من أرجوزة في الامامة طويلة: وقد جرت لي قصة غريبة فاعتبروا فيها ففيها معتبر حضرت في بغداد دار علم في کل يوم لهم مجال لا بد أن يسفر عن جريح لما اطمأنت بهم المجالس واجتمع المدرسون الاربعه حضرت في مجلسهم فقالوا: من ذا تري أحق بالتقدم فقلت: فيه نظر يحتاج وکلنا ذوو عقول ونظر فلنفرض الآن قضي النبي وأنتم مکان أهل العقد [صفحه 4] فالتزموا قواعد الانصاف لما قضي النبي قال الاکثر: وقال قوم: ذاک للعباس : ذاک علي. والجميع مدعي فهل ترون انه لما قضي ترتيبه بعد إلي الرعايا فقال منهم واحد: بل نصا قال له الباقون: هذا يشکل من انه قال: إن استخلفت[1] . وإن ترکت فالنبي قد ترک وقال: کانت فلتة بيعته[2] . وقول سلمان لهم: فعلتم وقالت الانصار: نستخير فلو يکون نص في عتيق ثم علي سلمان والانصار مع أنه استقال واستقالته[3] . لو أنها نص من الرسول فاجتمع القوم علي الانکار فقلت: لما فوضت إلينا أفضلهم؟ أم ناقصا مفضولا فاجتمعوا: أن ليس للرعيه قلت لهم: يا قوم خبروني [صفحه 5] فقدموا السبق إلي الايمان إلي أن يقول فيها: قلت: دعوني من صفات الفضل نفرضها کأمة بين نفر وافترق الناس فقال الاکثر وقال باقيهم لشخص ثاني: ثم رأينا الاول المولي يقول: ليس لي بها من حق ويستغيث وله تألم وکل شخص منهما صديق فما يقول الفقهاء فيها أم من يقول ليس لي بحق؟ بعيد هذا قالت الجماعه: ما عندنا في فضله تردد لکننا لا نترک الاجماعا والمسلمون قط لم يجتمعوا ثم الاحاديث عن النبي قلت لهم: دعواکم الاجماعا وأي إجماع هنالک انعقد مثل علي الصنو والعباس ولم يکن سعد فتي عباده ولا أبوذر ولا سلمان أعني ابن زيد لا ولا المقداد وغيرهم ممن له اعتبار فلا يقال: إنه إجماع [صفحه 6] لکنما الکثرة ليست حجه فالله قد أثني علي القليل فسقط الاجماع باليقين ونصکم کيف ادعيتموه؟ أليس قد قررتم ان النبي لکنني وافقتکم إلزاما لانني أعلم مثل الشمس وأنتم ايضا نقلتموه إلي آخر الارجوزة ذکر شطر مهم منها في «أعيان الشيعة» ج 22 ص 343.
ألمولود 647
يوم «الغدير» إذاستقر المنزل
مولاه لا يرتاب فيه محصل
من بعده غراء لا يتأول
قد نتجت قضية عجيبه
يغني عن الاغراق في قوس النظر
فيها رجال نظر وفهم
تدنو به الاوجال والآجال
بصارم الحجة أو طريح
ووضعت لا ماتها الفوارس
في خلوة آراؤهم مجتمعه
أنت فقيه وهنا سؤال
بعد رسول الله هادي الامم؟
أن يترک العناد واللجاج
وفکر صالحة ومعتبر
واجتمع الدني والقصي
والحل بل فوقهم في النقد
فانها من شيم الاشراف
إن أبابکر هو المؤمر
وانقرضوا وقال باقي الناس
: أن سواه للمحال يدعي
نص علي خليفة؟ أم فوضا
ليجمعوا علي الامام رايا؟
علي أبي بکر بها وخصا
بما عن الفاروق نحن ننقل
فلابي بکر قد اتبعت
والحق بين الرجلين مشترک
فمن يعد حلت لکم قتلته
وما فعلتم إذ له عزلتم
منا أميرا ولکم أمير
للزم الطعن علي الفاروق
وليس ذا بالمذهب المختار
دلت علي أن باختيار بيعته
لم يک في العالم من مقيل
للنص والقول بالاختيار
أيلزم الامة أن يکونا
لا يستحق الحکم والتأهيلا؟
إلا اختيار أفضل البقيه
أعلي صفات الفضل بالتعيين
وهجرة القوم علي الاوطان
فأنتم من کلها في حل
قد أحدقوا من حولها وهم زمر
لواحد: خذها فأنت أجدر
ليس لها مولي سواک قاني
ينکر فيها الملک مستقيلا
وذا يقول: أمتي ورقي
علي الذي يغصبه ويظلم
ليس إلي تکذيبه طريق
شرعا أنعطيها لمدعيها
بالله أفتونا بمحض الحق
سمعا لما ذکرتم وطاعه
وانه المکمل المؤيد
ولا نري الشقاق والنزاعا
علي ضلال فلهم نتبع
ناطقة بنصه الجلي
ممنوعة إذ ضدها قد شاعا
والصفوة الابرار ما منهم أحد
ثم الزبير هم سراة الناس
ولا لقيس ابنه إراده
ولا أبوسفيان والنعمان
بل نقضوا عليهم ما شادوا
لم يقنعوا بها ولم يختاروا
بل أکثر الناس له أطاعوا
بل ربما في العکس کان أوجه
في غير موضع من التنزيل
إلا إذا کابرتموا في الدين
وعن قليل قد منعتموه
مات بلا نص؟ وليس مذهبي
ولم أقل بذلک التزاما
نص الغدير واضحا عن لبس
کنقلنا لکن رفضتموه
صفحه 4، 5، 6.