صورة اخري للبخاري
ما أرأف هذا القائل بالجنب الفاقد للماء وأشفقه عليه إذا رأي له ترک الصلاة ولو لم يجد الماء شهرا؟ وما أقساه علي من برد عليه الماء وأوشک أن يتيمم؟ فنهي عن التيمم شدة علي هذا ورأفة بذاک، فکأن ترک الجنب الفاقد للماء الصلاة وإعراضه عما في الکتاب والسنة أخف وطئة عنده من تيمم من اتخذ البرد عذرا وترک الغسل، وکأنه أعرف بصالح المجتمع الديني من مشرع الدين لهم، وکأنه يري أن الشارع [صفحه 92] الاقدس فاتته رعاية ما تنبه له من المفسدة من التيمم عند برد الماء فتدارکه هذا الفقيه الضليع في الفقاهة برأيه الفطير وحجته الداحضة، وکأنه وکأنه...
قال شقيق: کنت عند عبدالله وأبي موسي فقال له أبوموسي: أرأيت يا أبا عبدالله إذا أجنب فلم يجد ماء کيف يصنع؟ فقال عبدالله: لا يصلي حتي يجد الماء. قال أبوموسي: فيکف تصنع بقول عمار؟ حين قال له النبي صلي الله عليه وسلم: کان يکفيک. قال: أولم تر أن عمر لم يقنع منه بذلک. فقال له أبوموسي: فدعنا من قول عمار، کيف تصنع بهذه الآية؟ فما دري عبدالله ما يقول فقال: إنا لو رخصنا لهم في هذا لاوشک إذا برد علي أحدهم الماء أن يدعه ويتيمم، فقلت لشقيق: فانما کره عبدالله لهذا؟ قال: نعم[1] .
صفحه 92.