غديرية الشيباني الشافعي و ما يتبعها
سأحمد ربي طاعة وتعبدا أفادتکم النعماء مني ثلاثة: وأشهد أن الله لا رب غيره هو الاول المبدي بغير بداية سميع بصير عالم متکلم مريد أراد الکائنات لوقتها حياة وعلم قدرة وإرادة إله علي عرش السماء قد استوي فلا جهة تحوي الاله ولاله إذ الکون مخلوق وربي خالق إلي أن قال بعد ذکر اصول العقايد ومدح الخلفاء الثلاث: ولا تنس صهر المصطفي وابن عمه وأفدي رسول الله حقا بنفسه ومن کان مولاه (النبي) فقد غدا ولا تنس باقي صحبه وأهل بيته فکلهم أثني الاله عليهم فلاتک عبدا رافضيا فتعتدي فحب جميع الآل والصحب مذهبي [صفحه 56] وتسکت عن حرب الصحابة فالذي وقد صح في الاخبار: أن قتيلهم فهذا اعتقاد الشافعي إمامنا ما يتبع الشعر هذه الابيات أخذناها من القصيدة الکبيرة- الالفية- المطبوعة للامام أبي عبدالله محمد الشيباني الشافعي ذکرها له صاحب «کشف الظنون» وشرحها جمع من أعلام الشافعية، منهم: 1- نجم الدين محمد بن عبدالله الاذرعي العجلوني الشافعي المتوفي 876، فرغ من شرحه 11 رجب سنة 859 وسماه ببديع المعاني في شرح عقيدة الشيباني. وهو أول شرح الف عليها کما ذکره في أول الشرح. قال في ص 75: أشار الناظم بقوله: ومن کان مولاه «النبي» فقد غدا إلي ماورد في الحديث الصحيح: أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: من کنت مولاه فعلي مولاه. قال الشيخ محيي الدين النووي: معناه[1] عند علماء هذا الشأن وعليهم الاعتماد في تحقيق هذا ونظائره: من کنت ناصره ومولاه ومحبه ومصافيه فعلي کذلک. إنتهي، ولعل الناظم أشار إلي هذا المعني بعطف قوله منجدا علي مولاه فيکون عطفا تفسيرا. وقد ورد: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين سمع قول النبي صلي الله عليه وسلم: من کنت مولاه فعلي مولاه، قال لعلي رضي الله عنه: هنيئا لک أصبحت مولي کل مؤمن ومؤمنة.اه. 2- ألشيخ علوان علي بن عطية الحموي الشافعي المتوفي 936، سماه ببديع المعاني في شرح قصيدة الشيباني، کذا ذکره صاحب کشف الظنون، وفي شذرات الذهب 8 ص 218، وقاموس الاعلام 2 ص 682 أسماه ببيان المعاني في شرح عقيدة الشيباني. 3- أبوالبقاء الاحمدي الشافعي سماه المعتقد الايماني علي عقيدة الشيباني. 4- ألشيخ محمد بن علي بن محمد علان المتوفي 1057 سماه: بديع المعاني ايضا [صفحه 57]
ألمولود: 703، ألمتوفي: 777
وأنظم عقدا في العقيدة أوحدا
يدي ولساني والضمير محجبا
تعزز قدما بالبقا وتفردا
وآخر من يبقي مقيما مؤبدا
قدير يعيد العالمين کما بدا
قديم فأنشا ما أراد وأوجدا
کلام وأبصار وسمع مع البقا
وباين مخلوقاته وتوحدا
مکان تعالي عنهما وتمجدا
لقد کان قبل العرش مولي وسيدا
فقد کان بحرا للعلوم مسددا
عشية لما بالفراش توسدا
(علي) له بالحق مولا ومنجدا
وأنصاره والتابعين علي الهدي
وأثني رسول الله ايضا وأکدا
فويل وويل في الوري لمن اعتدا
غدا بهم أرجو النعيم المؤبدا
جري بينهم کان اجتهادا مجردا
وقاتلهم في جنة الخلد خلدا
ومالک والنعمان ايضا وأحمدا
«علي» له بالحق مولا ومنجدا
صفحه 56، 57.