المراسيل من حديث البراءة











المراسيل من حديث البراءة



1- عن ابي جعفر محمد بن علي (ألامام الباقر عليه السلام) قال: لما نزلت براءة علي رسول الله صلي الله عليه وسلم وقد کان بعث أبابکر الصديق رضي الله عنه ليقيم للناس الحج قيل له: يا رسول الله لو بعثت بها إلي أبي بکر، فقال: لا يؤدي عني إلا رجل من أهل بيتي، ثم دعا علي بن أبي طالب رضوان الله عليه فقال له: أخرج بهذه القصة من صدر براءة وأذن في الناس يوم النحر إذا اجتمعوا بمني: أنه لا يدخل الجنة کافر، ولا يحج بعد العام مشرک، ولا يطوف بالبيت عريان، ومن کان له عند رسول الله صلي الله عليه وسلم عهد فهو له إلي مدته، فخرج علي بن ابي طالب رضوان الله عليه علي ناقة رسول الله صلي الله عليه وسلم العضباء

[صفحه 349]

حتي أدرک أبابکر بالطريق، فلما رآه أبوبکر بالطريق قال: أمير أو مأمور؟ فقال: بل مأمور. ثم مضيا فأقام أبوبکر للناس الحج والعرب إذ ذاک في تلک السنة علي منازلهم من الحج التي کانوا عليها في الجاهلية حتي إذا کان يوم النحر قام علي بن ابي طالب رضي الله عنه فأذن في الناس بالذي أمره به رسول الله صلي الله عليه وسلم. ألحديث.

سيرة ابن هشام 203: 4، تفسير الطبري 47: 10، تفسير الکشاف 2 ص 23، تفسير ابن کثير 2 ص 334، تاريخ ابن کثير 37: 5، عمدة القاري 4 ص 633.

2- روي أن أبابکر لما کان ببعض الطريق هبط جبريل عليه السلام وقال: يا محمد لا تبلغن رسالتک إلا رجل منک فأرسل عليا، فرجع أبوبکر إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أشيئ نزل من السماء؟ قال: نعم فسر وأنت علي الموسم وعلي ينادي بالآي. الحديث. ذکره نظام الدين النيسابوري في تفسيره المطبوع في هامش تفسير الطبري ج 36: 10.

3- عن السدي قال: لما نزلت هذه الآيات إلي رأس أربعين آية بعث بهن رسول الله صلي الله عليه وسلم مع أبي بکر وأمره علي الحج فلما سار فبلغ الشجرة من ذي الحليفة أتبعه بعلي فأخذها منه فرجع أبوبکر إلي النبي صلي الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله بأبي أنت و امي أنزل في شأني شيئ؟ قال: لا. ولکن لا يبلغ عني غيري أو رجل مني، أما ترضي يا أبابکر إنک کنت معي في الغار وأنک صاحبي علي الحوض؟ قال: بلي يا رسول الله. فسار أبوبکر علي الحاج وعلي يؤذن ببراءة. الحديث.

تفسير الطبري 47: 10، تاريخ الطبري 154: 3.

4- قال البغوي المفسر في تفسيره - هامش تفسير الخازن- 49. 3: لما کان سنة تسع وأراد رسول الله صلي الله عليه وسلم أن يحج ثم قال: إنه يحضر المشرکون فيطوفون عراة فبعث أبابکر تلک السنة أميرا علي الموسم ليقيم للناس الحج وبعث معه أربعين آية من صدر براءة ليقرأ ها علي أهل الموسم ثم بعث بعده عليا کرم الله وجهه علي ناقته العضباء ليقرأ علي الناس صدر براءة وأمره أن يؤذن بمکة ومني وعرفة: أن قد برئت ذمة الله وذمة رسوله من کل مشرک ولا يطوف بالبيت عريان. فرجع أبوبکر فقال: يا رسول الله بأبي أنت وامي أنزل في شأني شيئ؟ قال: لا. ولکن لا ينبغي لاحد أن يبلغ هذا إلا رجل من أهلي أما

[صفحه 350]

ترضي يا أبابکر إنک کنت معي في الغار، وإنک صاحبي علي الحوض؟ قال: بلي يا رسول الله. فسار أبوبکر رضي الله عنه أميرا علي الحاج وعلي رضي الله عنه ليؤذن ببراءة. الحديث.

وتجده مرسلا إرسال المسلم بلفظ موجز أو مفصل في طبقات ابن سعد ص 685، تفسير أبي حيان 6: 5، تفسير الکشاف 23: 3، تفسير الخازن 213: 2، تفسير البيضاوي 488: 1، تفسير النسفي هامش الخازن 212: 2، تفسير النيسابوري هامش الطبري 36:10، تذکرة السبط ص 22، امتاع المقريزي ص 499، ألروض الانف 328: 2، کامل ابن الاثير 121: 2، تفسير الرازي 408: 4، شرح النهج لابن ابي الحديد 2: 260، شرح المواهب للزرقاني 91: 3، الاصابة لابن حجر 509: 2، تاريخ الخميس 41: 2، ألصواعق ص 19. ألسيرة النبوية لزيني دحلان 364: 2.

وينبأ عن إطباق الصحابة الاولين علي هذه المأثرة لامير المؤمنين استنشاده عليه السلام بها أصحاب الشوري يوم ذاک بقوله: أفيکم من اؤتمن علي سورة براءة وقال له رسول الله صلي الله عليه واله وسلم: إنه لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني، غيري؟ قالوا: لا.

وقد أسلفنا حديث المناشدة يوم الشوري في الجزء الاول ص 163 -159 وأن هذه الجملة المذکورة عدها إبن أبي الحديد من الصحيح ومما استفاض في الروايات من المناشدة يوم الشوري.

المتخلص من سرد هذه الاحاديث هو تواتر معنوي أو إجمالي لوقوع أصل القصة من استرداد الآي من أبي بکر وتشريف أميرالمؤمنين عليه السلام بتبليغها ونزول الوحي المبين بأنه لايبلغ عنه صلي الله عليه واله وسلم إلا هو أورجل منه، ولايجب علينا البخوع لبعض الخصوصيات التي تفرد به بعض الطرق والمتون فإنها لا تعدو أن تکون آحادا، وفي القصة إيعاز إلي أن من لا يستصلحه الوحي المبين لتبليغ عدة آيات من الکتاب کيف يأتمنه علي التعليم بالدين کله، وتبليغ الاحکام والمصالح کلها؟.


صفحه 349، 350.