الخليفة ومعاني الالفاظ











الخليفة ومعاني الالفاظ



1- عن عمر رضي الله عنه إنه قال علي المنبر: ما تقولون في قوله تعالي:أو يأخذهم علي تخوف؟[1] فسکتوا فقام شيخ من هذيل فقال: هذه لغتنا،ألتخوف: ألتنقص.

[صفحه 321]

قال: فهل تعرف العرب ذلک في أشعارها؟ قال: نعم. قال شاعرنا- زهير- أبوکبير الهذلي يصف ناقة تنقص السير سنامها بعد مکة واکتنازه:


تخوف الرحل منها تامکا قردا
کما تخوف عود النبعة السفن[2] .


فقال عمر: أيها الناس عليکم بديوانکم لا يضل. قالوا: وما ديواننا؟ قال: شعر الجاهلية فإن فيه تفسير کتابکم ومعاني کلامکم.

راجع تفسير الکشاف 2 ص 165، تفسير القرطبي 10 ص 110، تفسير البيضاوي 1 ص 667.

2- عن أبي الصلت الثقفي: أن عمر بن الخطاب قرأ هذه الآية:[3] ومن يرد الله أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا. بنصب الراء، وقرأها بعض من عنده من أصحاب رسول الله حرجا بالخفض فقال: ايتوني رجلا من کنانة أو اجعلوا راعيا وليکن مدلجيا فأتوا به فقال له عمر: يا فتي ما الحرجة؟ فقال: ألحرجة فينا الشجرة تکون بين الاشجار لا تصل إليها راعية ولا وحشية ولا شئ. فقال عمر رضي الله عنه: کذلک قلب المنافق لا يصل إليه شئ من الخير.

راجع تفسير إبن کثير 2 ص 175، تفسير الخازن 2 ص 53، ألدر المنثور 3 ص 45، کنز العمال 1 ص 285 نقلا عن عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبي الشيخ.

3- عن عبدالله بن عمر قال: قرأ عمر بن الخطاب هذه الآية: ما جعل عليکم في ألدين من حرج[4] ثم قال: ادعولي رجلا من بني مدلج قال عمر: ما الحرج فيکم؟ قال: ألضيق. کنز العمال 1 ص 257.

4- أخرج الحاکم عن سعيد بن المسيب: إن عمر بن الخطاب أتي علي هذه الآية: ألذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم[5] فأتي ابي بن کعب فسأله أينالم يظلم؟ فقال له: يا أميرالمؤمنين إنما ذاک الشرک، أما سمعت قول لقمان لابنه: يابني لا تشرک بالله إن الشرک لظلم عظيم؟ ألمستدرک 3 ص 305.

[صفحه 322]

إني أعذر الخليفة إن عزب عنه علم الکتاب والسنة أو تقاصر عن الحکم في القضايا فإن الامتهان بالبرطشة[6] والصفق بالاسواق، والاحتراف ببيع الخيط والقرظة[7] في إملاق لا يحدوه إلا إلي تحري لماظة يقتات بها ألهته عن العلوم، لکن لا أعذره علي عدم معرفته باللغة وهي لغته تلوکها أشداقه في آناء الليل وأطراف النهار.


صفحه 321، 322.








  1. سورة النحل آية 47.
  2. تمک السنام: طال وارتفع. القرد: المتراکم بعض لحمه فوق بعض. النبعة، شجرة من أشجار الجبال يتخذ منها القسي. السفن: القشر.
  3. سورة الانعام آية 125.
  4. سورة الحج آية 78.
  5. سورة الانعام آية 82.
  6. راجع النهاية 1 ص 78، قاموس اللغة 2 ص 262، تاج العروس 4 ص 721، وقال: هو الذي يکتري للناس الابل والحمير ويأخذ عليه جعلا.
  7. راجع صحيفة 306 و 303 و 158.