راي الخليفة في صوم رجب











راي الخليفة في صوم رجب



عن خرشة بن الحر قال: رأيت عمر بن الخطاب يضرب أکف الرجال في صوم رجب حتي يضعونها في الطعام ويقول: رجب ومارجب، إنما رجب شهر کان يعظمه أهل الجاهلية فلما جاء الاسلام ترک.[1] .

قال الاميني: لقد عزب عن الخليفة ما جاء عن رسول الله صلي الله عليه واله وسلم في خصوص صوم رجب والترغيب فيه وذکر المثوبات الجزيلة له من ناحية.

وما جاء عنه صلي الله عليه واله وسلم في صوم ثلاثة أيام من الاشهر کلها وهو يعم رجبا وغيره من ناحية اخري.

وما جاء عنه صلي الله عليه واله وسلم في صوم خصوص الاشهر الحرم ومنها شهر رجب من ناحية ثالثة.

وما جاء عنه صلي الله عليه واله وسلم في الترغيب في صوم يوم وإفطار يوم من تمام السنة وفيها شهر رجب من ناحية رابعة.

وما جاء في التطوع بمطلق الصوم والترغيب فيه من أي شهر کان وهذه خامسة النواحي التي فاتت المانع عن صوم رجب فهلم معي فاقرأها.

ألطائفة الاولي:

عن عثمان بن حکيم قال: سألت سعيد بن جبير عن صوم رجب فقال: سمعت ابن عباس رضي الله عنه يقول: کان رسول الله صلي الله عليه وسلم يصوم حتي نقول: لا يفطر. ويفطر حتي نقول: لا يصوم.

وفي لفظ البخاري: کان يصوم حتي يقول القائل: لا والله: لا يفطر ويفطر حتي يقول القائل: لا والله لا يصوم.

راجع صحيح البخاري 3 ص 215، صحيح مسلم 1 ص 318، مسند أحمد 1 ص 326، سنن أبي داود 1 ص 381، سنن البيهقي 4 ص 291، تيسير الوصول 2 ص 328.

2- عن أميرالمؤمنين علي عليه السلام مرفوعا: رجب شهر عظيم يضاعف الله فيه الحسنات، من صام يوما من رجب فکأنما صام سنة، ومن صام منه سبعة أيام غلقت

[صفحه 283]

عنه سبعة أبواب جهنم، ومن صام منه ثمانية أيام فتحت له ثمانية أبواب الجنة، ومن صام منه عشرة أيام لم يسأل الله شيئا إلا أعطاه، ومن صام منه خمسة عشر يوما نادي مناد في السماء: قد غفر لک ما مضي فاستأنف العمل، ومن زاد زاده الله.

مجمع الزوائد 3 ص 191، ألغنية للجيلاني 1 ص 198 وله هناک أحاديث بألفاظ اخر عن أميرالمؤمنين، ورواه الجرداني في مصباح الظلام 2 ص 82 من طريق البيهقي في شعب الايمان عن أنس بن مالک.

3- عن أبي هريرة مرفوعا: لم يتم صوم شهر بعد رمضان إلا رجب وشعبان. مجمع الزوائد 3 ص 191، ألغنية 1 ص 200.

4- عن أنس بن مالک مرفوعا: إن في الجنة قصرا لا يدخله إلا صوام رجب.

أخرجه إبن شاهين في الترغيب کما في کنز العمال 4 ص 341، وذکره الجيلاني في الغنية 1 ص 200.

وأخرج البيهقي عن أنس مرفوعا: إن في الجنة نهرا يقال له: رجب. أشد بياضا من اللبن، وأحلي من العسل، من صام يوما من رجب سقاه الله من ذلک النهر.

ورواه الشيرازي في الالقاب، وذکره الزرقاني في شرح المواهب 8 ص 108، والجيلاني في الغنية 1 ص 200، والسيوطي في الجامع الصغير وقال المناوي في شرحه 2 ص 470: هذا تنوية عظيم بفضل رجب ومزية الصيام فيه.

5- أخرج إبن عساکر عن أبي قلابة إنه قال: إن في الجنة قصرا لصوام رجب. وذکره القسطلاني في المواهب اللدنية کما في شرحه 8 ص 128، والسيوطي في جميع الجوامع کما في ترتيبه 4 ص 341.

6- أخرج أبوداود عن عطاء بن أبي رباح: إن عروة بن الزبير قال لعبدالله بن عمر: هل کان رسول الله صلي الله عليه وسلم يصوم في رجب؟ قال: نعم ويشرفه. قالها ثلاثا. وذکره القسطلاني في المواهب کما في شرحه 8 ص 128، والرفاعي في ضوء الشمس 2 ص 67.

7- عن مکحول قال: سأل رجل أبا الدرداء رضي الله عنه عن صيام رجب، فقال له: سألت عن شهر کانت الجاهلية تعظمه في جاهليتها وما زاده الاسلام إلا فضلا

[صفحه 284]

وتعظيما، ومن صام منه يوما تطوعا يحتسب به ثواب الله تعالي ويبتغي به وجهه مخلصا أطفأ صومه ذلک اليوم غضب الله تعالي، وأغلق عنه بابا من أبواب النار، ولو أعطي مل ء الارض ذهبا ما کان جزاءا له ولا يستکمل له أجر شئ من الدنيا دون يوم الحساب. ألحديث. ذکره الجيلاني في الغنية 1 ص 198.

وهناک أحاديث جمة في فضل صوم رجب وأول خميس منه ويوم السابع والعشرين. منه خاصة من طريق أبي سعيد الخدري. والامامين السبطين. وأنس بن مالک. وأبي هريرة. وسلمان الفارسي. وأبي ذر الغفاري. وسلامة بن قيس. وابن عباس. أسلفنا شطرا منها في الجزء الاول ص 407. وجمعها الجيلاني في الغنية 1 ص 196 -205، وذکر بعضها صاحب مفتاح السعادة ج 3 ص 46، وأورد عدة منها الجرداني في مصباح الظلام 2 ص 82 و 81، والرفاعي في ضوء الشمس 2 ص 67 ثم قال:

ذکر في طبقات السبکي: ان البيهقي ضعف حديث النهي عن صوم رجب ثم حکي عن الشافعي في القديم انه قال: أکره أن يتخذ الرجل صوم شهر کامل غير رمضان لئلا يظن الجاهل وجوبه. وقال الشيخ عز الدين ابن عبدالسلام رضي الله تعالي عنه: من نهي عن صوم رجب فهو جاهل. والمنقول إستحباب صيام الاشهر الحرم وهي أربعة: رجب. وذوالقعدة. وذوالحجة. والمحرم. وعن النبي صلي الله عليه وسلم: رجب شهر الله، قيل: ما معناه؟ قال: لانه مخصوص بالمغفرة وفيه تحقن الدماء. وفي الحديث: أخبرني جبريل إذا کان أول ليلة من رجب أمر الله ملکا ينادي: ألا إن شهر التوبة قد استهل فطوبي لمن استغفر الله فيه. وروي أنه قال آدم عليه الصلاة والسلام: يارب أخبرني بأحب الاوقات إليک وأحب الايام إليک. قال:أحب الايام إلي النصف من رجب فمن تقرب إلي يوم النصف من رجب بصيام وصلاة وصدقة فلا يسألني شيئا إلا أعطيته ولا استغفرني إلا غفرت له، يا آدم من أصبح يوم النصف من رجب صائما ذاکرا حافظا لفرجه متصدقا من ماله لم يکن له جزاء إلا الجنة. إلخ.

وقد ذهب فقهاء المذاهب الاربعة إلي استحباب صوم رجب وعدوها من الصوم المندوب غير ان الحنابلة قالوا بکراهة إفراد رجب بالصوم إلا إذا أفطر في أثنائه فلا

[صفحه 285]

يکره[2] ولعله أخذا بمافي إحياء العلوم 1 ص 244 من قوله: وکره بعض الصحابة أن يصام رجب کله حتي لا يضاهي بشهر رمضان.

ألطائفة الثانية:

1- عن معاذة العدوية قالت: سألت عائشة أکان النبي يصوم من کل شهر ثلاثة أيام؟ قالت: نعم. قلت من أي أيام الشهر کان يصوم؟ قالت: لم يکن يبالي من أي الايام يصوم.

وفي لفظ أبي داود والبيهقي: ماکان يبالي من أي أشهر کان يصوم.

وفي لفظ ابن ماجة: قلت: من أيه؟ قالت: لم يکن يبالي من أيه کان.

أخرجه مسلم في صحيحه 1 ص 321، والترمذي في صحيحه 1 ص 147، وابن داود في سننه 1 ص 384، وابن ماجة في سننه 1 ص 522، والبيهقي في سننه 4 ص 295، والخطيب التبريزي في المشکاة ص 171.

2- عن أبي ذر الغفاري مرفوعا: من صام من کل شهر ثلاثة أيام فذلک صيام الدهر. وفي لفظ آخر له: أوصاني حبيبي بثلاثة لا أدعهن إن شاء الله تعالي أبدا، أوصاني بصلاة الضحي، وبالوتر قبل النوم، وبصيام ثلاثة أيام من کل شهر.

أخرجه الترمذي في صحيحه 1 ص 146، وابن ماجة في سننه 1 ص 522، والنسائي في سننه 4 ص 219 و 218، والمنذري في الترغيب والترهيب 2 ص 31، وابن الاثير في جامع الاصول کما في تلخيصه 2 ص 330.

3- عن عثمان بن أبي العاص مرفوعا: صيام حسن ثلاثة أيام من کل شهر. أخرجه ابن خزيمة في صحيحه، والنسائي في سننه 4 ص 219، والمنذري في الترغيب والترهيب 2 ص 13.

4- عن أبي هريرة مرفوعا: صوم الشهر ألصبر، وثلاثة أيام من کل شهر صوم الدهر.

وعنه قال: أوصاني خليلي صلي الله عليه وسلم بثلاثة: صيام ثلاث من کل شهر. ألحديث. وفي لفظ الترمذي: عهد إلي النبي صلي الله عليه وسلم ثلاثة: وصوم ثلاثة أيام من کل شهر.

[صفحه 286]

راجع صحيح البخاري 3 ص 220، صحيح مسلم 1 ص 200، سنن الدارمي 2 ص 18، مسند أحمد 2 ص 263، صحيح الترمذي 1 ص 146، سنن النسائي 4 ص 218، سنن البيهقي 4 ص 293، تاريخ بغداد 7 ص 430، الترغيب والترهيب 2 ص 30.

5- عن أبي الدرداء قال: أوصاني حبيبي صلي الله عليه وسلم بثلاث لن أدعهن ما عشت، بصيام ثلاثة أيام من کل شهر.

أخرجه مسلم في صحيحه 1 ص 200، والمنذري في الترغيب 2 ص 30.

6- عن عبدالله بن عمرو بن العاص مرفوعا: صوم ثلاثة أيام من کل شهر صوم ذالدهر کله.

وفي لفظ آخر له: أما يکفيک من کل شهر ثلاثة أيام؟.

وفي لفظ ثالث له: حسبک من کل شهر ثلاثا فذلک صيام الدهر کله.

وفي لفظ رابع له: أدلک علي صوم الدهر ثلاثة أيام من الشهر.

وفي لفظ خامس له: صم من کل شهر ثلاثة أيام.

راجع صحيح البخاري 3 ص 219، صحيح مسلم 1 ص 320، سنن أبي داود 1 ص 380، سنن النسائي 4 ص 210 -215، الترغيب والترهيب 2 ص 30.

7- عن قرة بن إياس مرفوعا: صيام ثلاثة أيام من کل شهر صيام الدهر کله وإفطاره.

أخرجه أحمد في مسنده 5 ص 34، باسناد صحيح، والبزار والطبراني وابن حبان في صحيحه کما في الترغيب والترهيب 2 ص 31، والجامع الصغير 2 ص 78.

8- عن ابن عباس مرفوعا: صوم شهر ألصبر، وثلاثة أيام من کل شهر تذهبن وحر الصدر.

قال الحافظ المنذري في الترغيب 2 ص 31: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح ورواه أحمد وابن حبان في صحيحه والبيهقي الثلاثة من حديث الاعرابي ولم يسموه ورواه البزار أيضا من حديث علي.

9- عن عمرو بن شرحبيل مرفوعا: ألا اخبرکم بما يذهب وحر الصدر؟ صوم ثلاثة أيام من کل شهر.

[صفحه 287]

أخرجه النسائي في سننه 4 ص 208، والمنذري في الترغيب 2 ص 31.

10- عن أبي عقرب مرفوعا: صم ثلاثة أيام من کل شهر. أخرجه النسائي في سننه4ص 225.

11- عن عبدالله بن مسعود قال: إن رسول الله صلي الله عليه وسلم کان يصوم ثلاثة أيام من غرة کل شهر.

أخرجه أبوداود في سننه 1 ص 384، والترمذي في صحيحه 1 ص 143، والنسائي في سننه 4 ص 204، والبيهقي في سننه 4 ص 294، والخطيب التبريزي في المشکاة ص 172.

12- عن عبدالله بن عمر قال: کان النبي صلي الله عليه وسلم يصوم ثلاثة أيام من کل شهر. أخرجه النسائي في سننه 4 ص 219، وفي صحيح البخاري 3 ص 218 من طريقه مرفوعا: صم من الشهر ثلاثة أيام.

13- عن ام سلمة قالت: کان رسول الله صلي الله عليه وسلم يصوم من کل شهر ثلاثة أيام. وبهذا اللفظ جاء عن حفصة أيضا، وفي لفظ لام سلمة: کان رسول الله صلي الله عليه وسلم يأمرني أن أصوم ثلاثة أيام من کل شهر.

راجع سنن النسائي 4 ص 203، سنن البيهقي 4 ص 295، سنن أبي داود 1 ص 384، مشکاة المصابيح ص 172.

وقبل هذه کلها ما أخرجه أئمة الحديث عن عمر نفسه مرفوعا: ثلاث من کل شهر، ورمضان إلي رمضان فهذا صيام الدهر کله.

أخرجه مسلم في صحيحه 1 ص 321، وأبوداود في سننه 1 ص 380، والنسائي في سننه 4 ص 209، والمنذري في الترغيب 2 ص 31، والخطيب التبريزي في المشکاة ص 171.

ألطائفة الثالثة:

1- عن الباهلي مرفوعا: صم شهر الصبر،. وثلاثة أيام بعده، وصم أشهر الحرم.

وفي لفظ آخر له: صم من الحرم واترک، صم من الحرم واترک، صم من الحرم واترک.

وفي لفظ ثالث له: صم من الاشهر الحرم واترک. قالها ثلاثا.

أخرجه أبوداود في سننه 1 ص 381، وابن ماجة في سننه 1 ص 530، والبيهقي

[صفحه 288]

في سننه 4 ص 292، ويوجد في المواهب اللدنية، وشرح المواهب للزرقاني 8 ص 127.

2- عن أنس مرفوعا: من صام ثلاثة أيام من شهر حرام: ألخميس، والجمعة، والسبت کتب له عبادة سنتين.

أخرجه الطيالسي والازدي، والغزالي في إحياء العلوم 1 ص 244، وحکاه عن الطيالسي السيوطي في الجامع الصغير وحسنه.

3- ذکر أبوداود في سننه: ان رسول الله صلي الله عليه وسلم ندب إلي الصوم من الاشهر الحرم ورجب أحدها.

وحکاه عن أبي داود ألقسطلاني في المواهب اللدنية، والنووي في شرح صحيح مسلم هامش إرشاد الساري 5 ص 150.

ألطائفة الرابعة:

1- عن عبدالله بن عمرو بن العاص مرفوعا: أحب الصيام إلي الله صيام داود، وأحب الصلاة صلاة داود، کان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه، وکان يفطر يوما ويصوم يوما.

وفي لفظ آخر له: صم صوم داود عليه السلام صم يوما وأفطر يوما.

وفي لفظ ثالث له: ثم أفضل الصيام عندالله صوم داود کان يصوم يوما ويفطر يوما.

ولهذا الحديث ألفاظ کثيرة توجد في الصحاح والمسانيد راجع صحيح البخاري 3 ص 217، صحيح مسلم 1 ص 319 -321، صحيح الترمذي 1 ص 148، مسند أحمد 2 ص 225 و 205، سنن الدارمي 2 ص 20، سنن أبي داود 1 ص 383، سنن النسائي 4 ص 209 -215، سنن ابن ماجة 1 ص 523، سنن البيهقي 4 ص 299 و 296، ألترغيب والترهيب 2 ص 37 و 36 و 32، مشکاة المصابيح ص 171.

2- أخرج مسلم والنسائي بالاسناد عن عمر في حديث قال: کيف بمن يصوم يوما ويفطر يوما؟ قال صلي الله عليه وسلم: ذلک صوم داود عليه السلام.

صحيح مسلم 1 ص 321، سنن النسائي 4 ص 209.

ألطائفة الخامسة:

1- عن أبي امامة قال قلت: يا رسول الله مرني بأمر ينفعني الله تعالي به فقال: عليک بالصوم فإنه لا عدل له.

[صفحه 289]

سنن النسائي4 ص 165، الترغيب 2 ص 14، تيسير الوصول 2 ص 321.

2- عن أبي سعيد مرفوعا: من صام يوما في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا.

أخرجه مسلم في صحيحه 1 ص 318، وأحمد في مسنده 3 ص 83، والبيهقي في سننه 9 ص 173، وج 4 ص 296، والنسائي في سننه 4 ص 173، وابن ماجة في سننه 1 ص 525، والتبريزي في مصابيح السنة 1 ص 135.

3- عن أبي هريرة مرفوعا: من صام يوما في سبيل الله عزوجل زحزح الله وجهه عن النار بذلک اليوم سبعين خريفا.

وفي لفظ آخر له: من صام يوما في سبيل الله تعالي جعل الله بينه وبين النار خندقا کما بين السماء والارض.

راجع صحيح الترمذي 1 ص 145، سنن النسائي 4 ص 172، سنن إبن ماجة 1 ص 525، مشکاة المصابيح ص 172، تاريخ الخطيب البغدادي 4 ص 8.

م 4- عن عبدالله بن سفيان الازدي مرفوعا: ما من رجل يصوم يوما في سبيل الله إلا باعده الله عن النار مقدار مائة عام. أخرجه الطبراني کما في الاصابة 2 ص 319.

أضف إلي هذه طوائف اخري تعم باطلاقها صوم رجب منها ماورد في صوم الاربعاء والخميس والجمعة من دون اختصاص بأيام شهر دون آخر.

ومنها ما ورد في صوم الايام البيض من کل شهر وانه صيام الشهر.

ومنها ما ورد في صوم کل أربعاء والخميس من الايام.

ومنها ماورد في صوم أربعة أيام من کل شهر.

ومنها ما ورد في صوم الاثنين والخميس في أيام السنة بأسرها.

توجد أحاديث هذه الطوائف في صحيح البخاري 3 ص 219، صحيح مسلم 1 ص 322 و 321، سنن الدارمي 2 ص 19، سنن أبي داود 1 ص 383 -380، صحيح الترمذي 1 ص 144 و 143،سنن ابن ماجة 1 ص 529 و 522، سنن النسائي 4 ص 223 -217، سنن البيهقي 4 ص 294،الترغيب والترهيب 2 ص 37 -30.

ولا أحسبک بعد ذلک کله تقيم وزنا لما انفرد به إبن ماجة عن ابن عباس من

[صفحه 290]

أن النبي صلي الله عليه وسلم نهي عن صيام رجب. إن کانت الرواية صحيحة فإنها معارضة بما عرفته من المتواتر معني أو بالتواتر الاجمالي من إستحباب صوم رجب المرغب فيه بصدور قطعي کما أفتي به علماء المذاهب الاربعة فيکف بها وهي ضعيفة بمکان داود بن عطاء قال أحمد: ليس بشئ وقال أبوحاتم: ليس بالقوي، ضعيف الحديث منکره. وقال البخاري وأبوزرعة: منکر الحديث. وقال النسائي: ضعيف. وقال الدار قطني: متروک وقال ابن حبان: کثير الوهم في الاخبار لا يحتج به بحال لکثرة خطائه.[3] وقال السندي في شرح سنن ابن ماجة 1 ص 531 في نفس الحديث: في إسناده داود بن عطاء وهو ضعيف متفق علي تضعيفه، وقال الزرقاني في شرح المواهب 8 ص 127: قال الذهبي وغيره: حديث لا يصح، فيه را وضعيف متروک، وقد أخذ به الحنابلة فقالوا: يکره إفراده بالصوم علي أنه من متفردات ابن ماجة ولا يأبه بها عند نقاد الفن، قال أبوالحجاج المزي: کل ما انفرد به إبن ماجة فهو ضعيف يعني بذلک ما انفرد به من الحديث عن الائمة الخمسة- أصحاب الصحاح-[4] ولذلک نص غير واحد من الاعلام- وحديث النهي نصب أعينهم- علي عدم النهي عن صوم رجب کما في المواهب اللدنية، وإرشاد الساري 5 ص 148، وشرح المواهب للزرقاني 8 ص 127.

فبعد هذه کلها لا أدري ما محل ضرب الايدي حتي يضعونها في الطعام؟ وما معني قول القائل: رجب وما رجب شهر کان يعظمه أهل الجاهلية فلما جاء الاسلام ترک؟ راجع ص 282 وتأمل فيما جاء به الخليفة فعلا وقولا.


صفحه 283، 284، 285، 286، 287، 288، 289، 290.








  1. أخرجه ابن ابي شيبة والطبراني في الاوسط کما في مجمع الزوائد للحافظ الهيثمي 3 ص 191، وکنز العمال 4 ص 341.
  2. الفقه علي المذاهب الاربعة 1 ص 439.
  3. راجع تهذيب التهذيب 3 ص 194.
  4. تهذيب التهذيب 9 ص 531.