راي الخليفة في أكل اللحم











راي الخليفة في أکل اللحم



1- عن عبدالله بن عمر قال: کان عمر يأتي مجزرة الزبير بن العوام رحمه الله بالبقيع ولم يکن بالمدينة مجزرة غيرها فيأتي معه بالدرة فإذا رأي رجلا اشتري لحما يومين متتابعين ضربه بالدرة وقال: ألا طويت بطنک يومين؟

2- عن ميمون بن مهران: إن رجلا من الانصار مر بعمر بن الخطاب وقد تعلق لحما فقال له عمر: ما هذا؟ قال: لحمة أهلي يا أميرالمؤمنين قال حسن. ثم مر به من الغد ومعه لحم فقال: ما هذا؟ قال: لحمة أهلي. قال: حسن. ثم مر به اليوم الثالث ومعه لحم فقال: ماهذا؟ قال: لحمة أهلي يا أميرالمؤمنين فعلا رأسه بالدرة ثم صعد المنبر فقال: إياکم والاحمرين: أللحم والنبيذ فإنهما مفسدة للدين متلفة للمال[1] .

قال الاميني: هذا فقه عجيب لا نعرف مغزاه، قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق، ولا يجتمع مع ما جاء عن النبي الاعظم من قوله صلي الله عليه واله وسلم سيد الادام في الدنيا والآخرة اللحم، وسيد الشراب في الدنيا والاخرة الماء[2] .

وما جاء في صحيحة عن ابن عباس من أن رجلا أتي النبي صلي الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! إني إذا أصبت اللحم انتشرت للنساء وأخذتني شهوتي فحرمت علي اللحم فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لکم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين.

[صفحه 268]

وکلوا مما رزقکم الله حلالا طيبا.[3] .

وعلي تقدير الکراهة في إدمان أکل اللحم فهل أکله يومين متواليين أو ثلاثة متوالية من الادمان؟ وهل يستتبع ذلک التعزير بالدرة؟ وهل يبلغ مفسدته مفسدة النبيذ المحرم فکان لدته مفسدة للدين ومتلفة للمال؟ ولو أخذ بهذا الرأي في أجيال المسلمين لوجب أن لا تهدء الدرة في حال من الاحوال.


صفحه 268.








  1. سيرة عمر لابن الجوزي ص 68، کنز العمال 3 ص 111 نقلا عن أبي نعيم، الفتوحات الاسلامية 2 ص 424.
  2. مجمع الزوائد للحافظ الهيثمي 5 ص 35.
  3. صحيح الترمذي 2 ص 176، تفسير ابن کثير 2 ص 87، الدر المنثور 2 ص 307.