قدوم أسقف نجران علي الخليفة











قدوم أسقف نجران علي الخليفة



قدم أسقف نجران علي أميرالمؤمنين عمر بن الخطاب في صدر خلافته فقال: يا أمير المؤمنين إن أرضنا باردة شديدة المؤنة لا يحتمل الجيش وأنا ضامن لخراج أرضي أحمله إليک في کل عام کملا. قال: فضمنه إياه فکان يحمل المال ويقدم به في کل سنة و يکتب له عمر البرائة بذلک فقدم الاسقف ذات مرة ومعه جماعة وکان شيخا جميلا مهيبا فدعاه عمر إلي الله وإلي رسوله وکتابه وذکر له أشياء من فضل الاسلام وما تصير إليه المسلمون من النعيم والکرامة فقال له الاسقف: يا عمر أتقرؤن في کتابکم وجنة عرضها کعرض السماء والارض فأين يکون النار؟ فسکت عمر وقال لعلي: أجبه أنت: فقال له علي: أنا اجيبک يا أسقف أرأيت إذا جاء الليل أين يکون النهار؟ وإذا جاء النهار أين يکون الليل؟ فقال الاسقف: ما کنت أري أن أحدا ليجيبني عن هذه المسألة. من هذا الفتي يا عمر؟ فقال: علي بن أبي طالب ختن رسول الله صلي الله عليه واله وسلم وابن عمه وهو أبوالحسن والحسين. فقال الاسقف: فأخبرني يا عمر عن بقعة من الارض طلع فيها الشمس مرة واحدة ثم لم تطلع قبلها ولا بعدها؟ قال عمر: سل الفتي. فسأله فقال: أنا اجيبک هو البحر حيث انفلق لبني إسرائيل ووقعت فيه الشمس مرة واحدة لم تقع قبلها ولا بعدها. فقال الاسقف: أخبرني عن شئ في أيدي الناس شبه بثمار الجنة. قال عمر: سل الفتي. فسأله فقال علي أنا اجيبک هو القرآن يجتمع عليه أهل الدنيا فيأخذون منه حاجتهم فلا ينقص منه شئ فکذلک ثمار الجنة. فقال الاسقف: صدقت قال: أخبرني هل للسموات من قفل؟ فقال علي: قفل السموات ألشرک بالله فقال الاسقف: وما مفتاح ذلک القفل؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله لا يحجبها شئ دون العرش. فقال: صدقت. فقال: أخبرني عن أول دم وقع علي وجه الارض؟ فقال علي: أما نحن فلا نقول کما يقولون دم الخشاف ولکن أول دم وقع علي وجه الارض مشيمة حواء حيث ولدت هابيل بن آدم. قال: صدقت وبقيت مسألة واحدة أخبرني أين الله؟ فغضب عمر فقال علي: أنا اجيبک وسل عنا شئت کنا

[صفحه 243]

عند رسول الله صلي الله عليه واله وسلم إذا أتاه ملک فسلم فقال له رسول الله صلي الله عليه واله وسلم: من أين ارسلت؟ فقال: من السماء السابعة من عند ربي، ثم أتاه آخر فسأله فقال: ارسلت من الارض السابعة من عند ربي، فجاء ثالث من الشرق، ورابع من المغرب فسألهما فأجابا کذلک فالله عزوجل هيهنا وهيهنا في السماء إله وفي الارض إله.

أخرجه الحافظ العاصمي في زين الفتي في شرح سورة هل أتي.


صفحه 243.