لفت نظر











لفت نظر



لم أر في التاريخ قبل مولانا أميرالمؤمنين من عرض نفسه لمعضلات المسائل و کراديس الاسئلة، ورفع عقيرته بجأش رابط بين الملا العلمي بقوله: سلوني. إلا صنوه

[صفحه 195]

النبي الاعظم فإنه صلي الله عليه واله وسلم کان يکثر من قوله: سلوني عما شئتم. وقوله: سلوني. سلوني. وقوله: سلوني ولا تسألوني عن شئ إلا أنباتکم به[1] فکما ورث أميرالمؤمنين علمه صلي الله عليه واله وسلم ورث مکرمته هذه وغيرها، وهما صنوان في المکارم کلها.

وما تفوه بهذا المقال أحد بعد أميرالمؤمنين عليه السلام إلا وقد فضح ووقع في ربيکة، وأماط بيده الستر عن جهله المطبق نظراء.

1- ابراهيم بن هشام بن اسماعيل بن هشام بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي والي مکة والمدينة والموسم لهشام بن عبدالملک، حج بالناس سنة 107 وخطب بمني ثم قال: سلوني فأنا إبن الوحيد، لا تسألوا أحدا أعلم مني. فقام إليه رجل من أهل العراق فسأله عن الاضحية أواجبة هي؟ فمادري أي شئ يقول له فنزل عن المنبر.

(تاريخ ابن عساکر 2 ص 305)

2- مقاتل بن سليمان: قال إبراهيم الحربي: قعد مقاتل بن سليمان فقال: سلوني عما دون العرش إلي لويانا؟؟ فقال له رجل: آدم حين حج من حلق رأسه؟ قال فقال له: ليس هذا من عملکم، ولکن الله أراد أن يبتليني بما أعجبتني نفسي.

(تاريخ الخطيب البغدادي 13 ص 163)

3- قال سفيان بن عيينة: قال مقاتل بن سليمان يوما: سلوني عما دون العرش. فقال له إنسان: يا أبا الحسن أرأيت الذرة أو النملة أمعاؤها في مقدمها أو مؤخرها؟ قال: فبقي الشيخ لا يدري ما يقول له. قال سفيان: فظننت انها عقوبة عوقب بها.

(تاريخ الخطيب البغدادي 13 ص 166)

4- قال موسي بن هارون الحمال: بلغني أن قتادة قدم الکوفة فجلس في مجلس له وقال: سلوني عن سنن رسول الله صلي الله عليه وسلم حتي اجيبکم. فقال جماعة لابي حنيفة: قم إليه فسله. فقام إليه فقال: ما تقول يا أبا الخطاب في رجل غاب عن أهله فتزوجت امرأته ثم قدم زوجها الاول فدخل عليها وقال: يازانية تزوجت وأنا حي؟ ثم دخل زوجها الثاني فقال لها: تزوجت يا زانية ولک زوج. کيف اللعان؟ فقال قتادة: قد وقع هذا؟

[صفحه 196]

فقال له أبوحنيفة: وإن لم يقع نستعد له. فقال له قتادة: لا اجيبکم في شئ من هذا سلوني عن القرآن. فقال له أبوحنيفة: ما تقول في قوله عزوجل: قال الذي عنده علم من الکتاب أنا آتيک به. من هو؟ قال قتادة: هذا رجل من ولد عم سليمان بن داود کان يعرف اسم الله الاعظم. فقال أبوحنيفة: أکان سليمان يعلم ذلک الاسم؟ قال: لا. قال: سبحان الله ويکون بحضرة نبي من الانبياء من هو أعلم منه؟ قال قتادة: لا اجيبکم في شئ من التفسير سلوني عما اختلف الناس فيه. فقال له أبوحنيفة: أمؤمن أنت؟ قال أرجو. قال له أبوحنيفة: فهلا قلت کما قال إبراهيم فيما حکي الله عنه حين قال له: أولم تؤمن قال: بلي. قال: قتادة: خذوا بيدي والله لا دخلت هذا البلد أبدا.

(ألانتقاء لابي عمر صاحب الاستيعاب ص 156)

5- حکي عن قتادة أنه دخل الکوفة فاجتمع عليه الناس فقال: سلوا عما شئتم و کان أبوحنيفة حاضرا وهو يومئذ غلام حدث فقال: سلوه عن نملة سليمان أکانت ذکرا أم أنثي فسألوه فافحم فقال أبوحنيفة: کانت انثي. فقيل له کيف عرفت ذلک؟فقال: من قوله تعالي: قالت. ولو کانت ذکرا لقال: قال نملة مثل الحمامة والشاة في وقوعها علي الذکر والانثي. (حياة الحيوان 2 ص 368).

6- قال عبيدالله بن محمد بن هارون سمعت الشافعي بمکة يقول: سلوني عما شئتم احدثکم من کتاب الله وسنة نبيه فقيل: يا أبا عبدالله ما تقول في محرم قتل زنبورا؟ قال: وما آتاکم الرسول فخذوه.

(طبقات الحفاظ للذهبي 2 ص 288)


صفحه 195، 196.








  1. صحيح البخاري 1 ص 46، ج 10 ص 241 و 240، مسند احمد 1 ص 278، مسند أبي داود 356.