كرامة و منقبة عظمي











کرامة و منقبة عظمي



1- قال سبط ابن الجوزي: أخرج البخاري و مسلم في الصحيحين، و اتفقا عليه، من حديث سهل بن سعد، قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يوم خيبر: «لأُعطينّ الراية- أو هذه الراية- غداً رجلاً يحبّ اللَّه و رسوله، و يحبّه اللَّه و سوله، يفتح اللَّه علي يديه».

فبات الناس يَدُوکون[1] أيّهم يُعطاها، فلمّا أصبحوا غدوا علي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يرجو کلّ أن يعطاها، فقال صلي الله عليه و آله: «أين علي بن أبي طالب؟» فقيل: يا رسول اللَّه، هو أرمد أو يشتکي عينيه، قال: «فأرسلوا إليه» فجاء فبصق في عينيه، و دعا له فبرأ کأن لم يکن به وجع، فأعطاه الراية.

فقال: «يا رسول اللَّه، علي ما أُقاتلهم؟» فقال: «انفذ علي رسلک حتي تنزل بساحتهم، ثمّ ادعهم إلي الاسلام، و أخبرهم بما يجب عليهم من حقّ اللَّه تعالي فيه، فو الذي نفسي بيده، لأن يهتدي بهداک- أو لأن يهدي اللَّه بهداک- رجلاً واحداً خير

[صفحه 64]

من أن يکون لک حُمُر النِّعم».

و في رواية: فجاء عليّ عليه السلام و هو أرمد لا يبصر موضع قدميه، قال عليّ عليه السلام: «فما رمدتْ عيني بعد ذلک اليوم، و ما وجدت ألم البرد و لا شدّة الحرّ منذ دعا لي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله» و کان يلبس ثياب الصيف في الشتاء، و ثياب الشتاء في الصيف.[2] .

2- و روي الجويني، عن عبدالرحمن بن أبي ليلي، کان عليّ عليه السلام يلبس ثياب الشتاء في الصيف، و ثياب الصيف في الشتاء، فقيل لابن أبي ليلي: لو سألته عن هذا، فسأله فقال: «إنَّ النبيّ صلي الله عليه و آله بعث إليّ و کنت أرمد يوم خيبر، فقلت: يا رسول اللَّه، إنّي أرمد العين، فتفل في عيني، و قال: اللّهم أذهب عنه الحرّ و البرد، فما وجدتُ حرّاً و لا برداً منذ يومئذ»، و قال النبيّ صلي الله عليه و آله: «لأُعطينّ الرّاية غداً رجلاً يحبّه اللَّه و رسولُه، و يحبّ اللَّه و رسوله، ليس بفرّار»، فتشرف لها النّاس، قال: فبعث إلي عليّ عليه السلام فأعطاه الرّاية.[3] .

3- و عنه أيضاً، بسنده عن سويد بن غفلة، قال: لقينا عليّ بن أبي طالب عليه السلام و هو في ثوبين في شدّة الشتاء، فقلنا: لا تغترّ بأرضنا هذه، فإنّها أرض مقرة،[4] و ليست مثل أرضک، فقال: «أما إنّي قد کنت مقروراً، فلمّا بعثني النبيّ صلي الله عليه و آله إلي خيبر، قلت: إنّي کما تري لا تدفعها لي، و إنّي لأرمد، فتفل في عيني، و دعا لي، فما وجدتُ برداً بعدُ و لا رمدتْ عيناي».[5] .

[صفحه 65]



صفحه 64، 65.





  1. أي يخوضون و يموجون.
  2. تذکرة الخواص، ص 32.
  3. فرائد السمطين، ج 1، ص 264؛ ح 205.
  4. أي باردة.
  5. نفس المصدر، ح 206.