کتاب الإمام إلي أهل مصر قبل إشخاص مالک
[صفحه 53] أمّا بعد، فقد بعثت إليکم عبداً من عباد اللَّه؛ لا ينام أيّام الخوف، ولا ينکل[2] عن الأعداء ساعات الرَّوع،[3] أشدّ علي الفجّار من حريق النار، وهو مالک بن الحارث أخو مذحج، فاسمعوا له، وأطيعوا أمره فيما طابق الحقّ، فإنّه سيف من سيوف اللَّه، لا کليل الظُّبَة،[4] ولا نابي[5] الضريبة، فإن أمرکم أن تنفروا فانفروا، وإن أمرکم أن تقيموا فأقيموا؛ فإنّه لا يقدم ولا يحجم ولا يؤخّر ولا يقدّم إلّا عن أمري، وقد آثرتکم به علي نفسي؛ لنصيحته لکم، وشدّة شکيمته[6] علي عدوّکم.[7] . 2802- الأمالي للمفيد عن هشام بن محمّد: قدّم أميرالمؤمنين عليه السلام أمامه [أي مالک] کتاباً إلي أهل مصر: بسم اللَّه الرحمن الرحيم، سلام عليکم، فإنّي أحمد إليکم اللَّه الذي لا إله إلّا هو، وأسأله الصلاة علي نبيّه محمّد وآله، وإنّي قد بعثت إليکم عبداً من عباد اللَّه، لا ينام أيّام الخوف، ولا يَنکل عن الأعداء حذار الدوائر،[8] من أشدّ عبيد اللَّه [صفحه 54] بأساً، وأکرمهم حسباً، أضرّ علي الفجّار من حريق النار، وأبعد الناس من دنسٍ أو عار، وهو مالک بن الحارث الأشتر، لا نابي الضرس، ولا کليل الحدّ، حليم في الحذر، رزين في الحرب، ذو رأي أصيل، وصبر جميل؛ فاسمعوا له، وأطيعوا أمره، فإن أمرکم بالنفير فانفروا، وإن أمرکم أن تقيموا فأقيموا؛ فإنّه لا يقدم ولا يحجم إلّا بأمري، فقد آثرتکم به علي نفسي؛ نصيحةً لکم، وشدّة شکيمة علي عدوّکم، عصمکم اللَّه بالهدي، وثبّتکم بالتقوي، ووفّقنا وإيّاکم لما يحبّ ويرضي. والسلام عليکم ورحمة اللَّه وبرکاته.[9] .
2801- الإمام عليّ عليه السلام- من کتاب له إلي أهل مصر لمّا ولّي عليهم الأشتر-: من عبد اللَّه عليّ أميرالمؤمنين إلي القوم الذين غضبوا للَّه حين عُصي في أرضه وذُهب بحقّه، فضرب الجور سرادقه علي البَرّ والفاجر، والمقيم والظاعن،[1] فلا معروف يُستراح إليه، ولا منکر يُتناهي عنه.
صفحه 53، 54.