طارق بن عبد اللَّه











طارق بن عبد اللَّه



2783- الغارات عن أبي الزناد: لمّا حدّ عليّ عليه السلام النجاشي غضب لذلک من کان مع عليّ من اليمانيّة، وکان أخصّهم به طارق بن عبد اللَّه بن کعب بن اُسامة النهدي، فدخل علي أميرالمؤمنين عليه السلام فقال: يا أميرالمؤمنين! ما کنّا نري أنّ أهل المعصية والطاعة، وأهل الفرقة والجماعة، عند ولاة العدل ومعادن الفضل سِيّان في الجزاء، حتي رأيت ما کان من صنيعک بأخي الحارث، فأوغرتَ صدورنا، وشتّتَّ اُمورنا، وحملتَنا علي الجادّة التي کنّا نري أنّ سبيل من رکبها النار.

فقال عليّ عليه السلام: «إِنَّهَا لَکَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَي الْخَشِعِينَ»[1] يا أخا بني نهدٍ، وهل هو إلّا رجل من المسلمين انتهک حرمة من حُرَم اللَّه، فأقمنا عليه حدّاً کان کفّارته! إنّ اللَّه تعالي يقول: «وَلَا يَجْرِمَنَّکُمْ شَنََانُ قَوْمٍ عَلَي أَلَّا تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَي».[2] .

قال: فخرج طارق من عند عليّ وهو مظهِرٌ بعذره قابلٌ له، فلقيه الأشتر النخعي؛ فقال له: يا طارق أنت القائل لأمير المؤمنين: إنّک أوغرت صدورنا وشتّتّ اُمورنا؟ قال طارق: نعم أنا قائلها. قال له الأشتر: واللَّه ما ذاک کما قلت، وإنّ صدورنا له لَسامعةً، وإنّ اُمورنا له لَجامعةً.

قال: فغضب طارق وقال: ستعلم يا أشتر أنّه غير ما قلت! فلمّا جنّه الليل هَمَس[3] هو والنجاشي إلي معاوية.[4] .

[صفحه 40]



صفحه 40.





  1. البقرة: 45.
  2. المائدة: 8.
  3. الهَمْس: السَّير بالليل بلا فُتور (تاج العروس: 45:9).
  4. الغارات: 539:2، المناقب لابن شهر آشوب: 147:2 نحوه إلي «فخرج طارق»، بحارالأنوار: 537:373:33؛ شرح نهج البلاغة: 89:4.