ما لي أراكم عن اللَّه ذاهبين؟











ما لي أراکم عن اللَّه ذاهبين؟



2770- الإمام عليّ عليه السلام: أيّها الناس! غير المغفول عنهم، والتارکون، المأخوذُ منهم. ما لي أراکم عن اللَّه ذاهبين، وإلي غيره راغبين؟ کأنّکم نَعَم أراح بها سائم

[صفحه 31]

إلي مرعي وَبيٍّ ومشرب دَويّ. وإنّما هي کالمعلوفة للمُدي لا تعرف ماذا يراد بها! إذا اُحسِن إليها تحسب يومها دهرها، وشبعها أمرها.

واللَّه لو شئت أن اُخبِر کلّ رجل منکم بمخرجه ومَوْلجه وجميع شأنه لفعلت، ولکن أخاف أن تکفروا فِيَّ برسول اللَّه صلي الله عليه و آله.

ألا وإنّي مُفضيه إلي الخاصّة ممّن يؤمَن ذلک منه. والذي بعثه بالحقّ واصطفاه علي الخلق ما أنطق إلّا صادقاً. وقد عهد إليّ بذلک کلّه، وبِمَهْلِکِ من يَهلِک، ومنجي من ينجو، ومآل هذا الأمر. وما أبقي شيئاً يمرّ علي رأسي إلّا أفرغه في أُذُني وأفضي به إليّ.

أيّها الناس! إنّي واللَّه ما أحثّکم علي طاعة إلّا وأسبقکم إليها، ولا أنهاکم عن معصية إلّا وأتناهي قبلکم عنها[1] [2] .



صفحه 31.





  1. قال ابن أبي الحديد: التارکون: أي يترکون الواجبات. المأخوذ منهم: معني الأخذ منهم: انتقاص أعمارهم وانتقاض قواهم. المرعي الوبيّ: ذو الوباء والمرض. الدويّ: ذوالداء. المُدي: جمع مُدْية؛ وهي السکّين. ومعني تکفروا في فيّ برسول اللَّه أي تفضلّوني عليه (شرح نهج البلاغة: 11:10 و ص 12).
  2. نهج البلاغة: الخطبة 175.