علي يوم حنين











علي يوم حنين



وفي يوم حنين لما تقدم أبوجرول ووراءه المشرکون، وکانت الراية بيده وهو يرتجز قائلاً:


أنا أبوجرول لا براح
حتي نبيح القوم أو نباح


فقصده أميرالمؤمنين فضرب عجز بعيره ثم ضربه وقتله ثم قال:


قد علم القوم لدي الصباح
إني لدي الهيجاء ذو نصاح


فکانت هزيمة المشرکين بقتل أبي جرول، وحمل عليهم المسلمون يقدمهم علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقتل منهم أربعين رجلاً وانهزم الباقون، وأُسر من أُسر منهم، وذلک بعد هزيمة المسلمين وتفرقهم عن رسول الله (صلّي الله عليه وآله)، وقد ذکر القرآن الکريم موقف المسلمين يومذاک بقوله تعالي: (ويوم حنين إذا أعجبتکم کثرتکم فلم تغن عنکم شيئاً وضاقت عليکم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين)[1] ثم أنزل الله سکينته علي رسول الله وعلي المؤمنين.

ولابن أبي الحديد کلمة بالمناسبة في مقدمة شرحه علي النهج:

(أما الشجاعة: فإنه أنسي الناس فيها ذکر من کان قبله ومحي اسم من يأتي بعده، ومقاماته في الحرب مشهورة، يضرب بها الأمثال إلي يوم القيامة، وهو الشجاع الذي ما فرّ قط، ولا ارتاع من کتيبة، ولا بارز أحداً إلا قتله، ولا ضرب ضربة قط فاحتاجت الأولي إلي ثانية.

وفي الحديث: کانت ضرباته وتراً، ولما دعي معاوية إلي المبارزة ليستريح الناس من الحرب بقتل أحدهما، فقال له عمرو بن العاص: لقد أنصفک! فقال معاوية: ما غششتني منذ نصحتني إلا اليوم!! أتأمرني بمبارزة أبي الحسن وأنت تعلم أنه الشجاع المطرق؟ أراک طمعت في إمارة الشام بعدي...).







  1. سورة التوبة، الآيتان: 25 و 26.