نماذج من أحاديثنا في الأئمه الإثني عشر











نماذج من أحاديثنا في الأئمه الإثني عشر



روي الصدوق في الخصال: 467-466 حديث ابن مسعود المتقدم بعدة أسانيد فيها مجالد بن سعيد، وأسانيد أخري ليس فيها مجالد، قال: حدثنا أبوعلي أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا أبوعبدالله أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي الرجال البغدادي، قال: حدثنا محمد بن عبدوس الحراني، قال: حدثنا عبدالغفار بن الحکم، قال: حدثنا منصور بن أبي الأسود، عن مطرف، عن الشعبي، عن عمه قيس بن عبد، قال: کنا جلوساً في حلقة فيها عبدالله بن مسعود فجاء أعرابي فقال: أيکم عبدالله بن مسعود؟ فقال عبدالله: أنا عبدالله بن مسعود.

قال: هل حدثکم نبيکم صلي الله عليه وآله کم يکون بعده من الخلفاء؟

قال: نعم، اثنا عشر، عدد نقباء بني إسرائيل. حدثنا أبوالقاسم عتاب بن محمد الوراميني الحافظ، قال: حدثنا يحيي بن محمد بن صاعد، قال: حدثنا أحمد بن عبدالرحمن بن الفضل، ومحمد بن عبيد الله بن سوار، قالا: حدثنا عبدالغفار بن الحکم، قال: حدثنا منصور بن أبي الأسود، عن مطرف، عن الشعبي. قال: عتاب بن محمد: وحدثنا إسحاق بن محمد الأنماطي، قال: حدثنا يوسف بن موسي، قال: حدثنا جرير، عن أشعث بن سوار عن الشعبي. قال عتاب بن محمد: وحدثنا الحسين بن محمد الحراني، قال: حدثنا أيوب بن محمد الوزان قال: حدثنا سعيد بن مسلمة، قال: حدثنا أشعث بن سوار، عن الشعبي، کلهم قالوا عن عمه قيس بن عبد. قال أبوالقاسم عتاب: وهذا حديث مطرف قال: کنا جلوساً في المسجد، ومعنا عبدالله بن مسعود، فجاء أعرابي فقال: فيکم عبدالله؟

قال: نعم أنا عبدالله، فما حاجتک؟ قال: يا عبدالله أخبرکم نبيکم صلي الله عليه وآله کم يکون فيکم من خليفة؟ قال: لقد سألتني عن شي ء ما سألني عنه أحد منذ قدمت العراق، نعم، اثنا عشر عدة نقباء بني إسرائيل. قال: أبوعروبة في حديثه: نعم عدة نقباء بني إسرائيل. وقال جرير عن الأشعث بن مسعود عن النبي صلي الله عليه وآله قال: الخلفاء بعدي اثنا عشر، کعدد نقباء بني إسرائيل. انتهي. (ورواهما في: کمال الدين وتمام النعمة271- بنفس السند).

وأکبر عمل حديثي قام به قدماء علمائنا في هذا الموضوع، بل هو أجلُّ ما وجدته في الموضوع من الأعمال العلمية المقارنة: هو ما صنفه المحدث الخبير علي بن محمد بن علي الخزاز القمي الرازي، من علماء أوائل القرن الرابع وکتابه القيم (کفاية الأثر في النص علي الأئمة الإثني عشر) وقد ذکر منهجه في مقدمته فقال في ص7

أما بعد: فإن الذي دعاني إلي جمع هذه الأخبار، عن الصحابة والعترة الأخيار، في النصوص علي الأئمة الأبرار، إني وجدت قوماً من ضعفاء الشيعة ومتوسطيهم في العلم، متحيرين في ذلک ومتعجزين، يشکون فرط اعتراض المشبهة عليهم، وزمرات المعتزلة، تلبيساً وتمويهاً عاضدتهم عليه، حتي آل الأمر بهم إلي أن جحدوا أمر النصوص عليهم، من جهة لايقطع بمثلها العذر، حتي أفرط بعضهم وزعم أن ليس لها من الصحابة أثر.... فلما رأيت ذلک کذلک، ألزمت نفسي الإستقصاء في هذا الباب موضحاً ماعندي من البينات، ومبطلاً ما أورده المخالفون من الشبهات، تحرياً لمرضاة الله، وتقرباً إلي رسوله والأئمة من بعده.

وأبتدي ء بذکر الروايات في النصوص عليهم من جهة أصحاب رسول الله صلي الله عليه وآله المعروفين مثل عبدالله بن العباس، وعبدالله بن مسعود، وأبي سعيد الخدري، وأبي ذر الغفاري، وسلمان الفارسي، وجابر بن سمرة، وجابر بن عبدالله، وأنس بن مالک، وأبي هريرة، وعمر بن الخطاب، وزيد بن ثابت، وزيد بن أرقم، وأبي أمامة، وواثلة بن الأسقع، وأبي أيوب الأنصاري، وعمار بن ياسر، وحذيفة بن أسيد، وعمران بن الحصين، وسعد بن مالک، وحذيفة بن اليمان، وأبي قتادة الأنصاري، وعلي بن أبي طالب، وابنيه الحسن والحسين عليهم السلام.

ومن النساء: أم سلمة، وعائشة، وفاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه وآله. ثم أعقبه بذکر الأخبار التي وردت عن الأئمة صلوات الله عليهم، مما يوافق حديث الصحابة، في النصوص علي الأئمة، ونص کل واحد منهم علي الذي من بعده، ليعلموا إن أنصفوا ويدينوا به، ولا يکونوا کما قال الله سبحانه (فما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم) إذ مثل هذه الأخبار تزيل الشک والريب، ويقطع بها العذر، وإن الأمر أوکد مما ذهبوا إليه. انتهي.

ثم عقد قدس الله نفسه باباً لما روي عن کل واحد من الصحابة الذين ذکرهم، وأورد فيه حديثه أو أحاديثه، بسند متصل منه إليه، إلي رسول الله صلي الله عليه وآله، فحفظ بذلک عدداً من النصوص التي ضاعت في مصادر إخواننا السنيين، أو تشتتت في مصنفاتهم، أو بقي منها أجزاء مجزأة، وأحياناً بقي الحديث بکامله!

ونورد فيما يلي نماذج من کتاب کفاية الأثر: قال في ص23 في باب ما جاء عن عبدالله بن مسعود:

أخبرنا أبوالمفضل محمد بن عبدالله الشيباني رحمه الله، قال: حدثنا أبوعلي محمد بن زهير بن الفضل الأبلي، قال: حدثنا أبوالحسين عمر بن الحسين بن علي بن رستم، قال: حدثني إبراهيم بن يسار الرمادي قال: حدثني سفيان بن عتبة، عن عطا بن السائب، عن أبيه، عن عبدالله بن مسعود، قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: الأئمة بعدي اثنا عشر، تسعة من صلب الحسين، والتاسع مهديهم.

وقال في ص73 في باب ما جاء عن أنس بن مالک:

حدثنا أبوعبدالله أحمد بن محمد بن عياش الجوهري، قال: حدثنا محمد بن أحمد الصفواني، قال: حدثنا محمد بن الحسين، قال: حدثنا عبدالله بن مسلمة، قال: حدثنا محمد بن عبدالله الحمصي، قال: حدثنا بن حماد، عن أنس بن مالک قال: صلي بنا رسول الله صلي الله عليه وآله فقال: معاشر أصحابي، من أحب أهل بيتي حشر معنا، ومن استمسک بأوصيائي من بعدي فقد استمسک بالعروة الوثقي. فقام إليه أبوذر الغفاري فقال: يا رسول الله کم الأئمة بعدک؟

قال: عدد نقباء بني إسرائيل.

فقال: کلهم من أهل بيتک؟

قال: کلهم من أهل بيتي، تسعة من صلب الحسين، والمهدي منهم.

وقال في ص113 في باب ما جاء عن أبي أيوب الأنصاري، خالد بن زيد:

أخبرنا أبوالمفضل الشيباني، قال: حدثني حيدر بن محمد بن نعيم السمرقندي، قال: حدثنا محمد بن مسعود، عن يوسف بن السخت، عن سفيان الثوري، عن موسي بن عبيدة، عن إياس بن مسلمة بن الأکوع، عن أبي أيوب الأنصاري قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول: أنا سيد الأنبياء، وعلي سيد الأوصياء، وسبطاي خير الأسباط ومنا الأئمة المعصومون من صلب الحسين، ومنا مهدي هذه الأمة. فقام إليه أعرابي فقال: يا رسول الله کم الأئمة بعدک؟

قال: عدد الأسباط، وحواريي عيسي، ونقباء بني إسرائيل.

وقال في ص120 في باب ما جاء عن عمار بن ياسر:

أخبرنا محمد بن عبدالله بن المطلب الشيباني، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي الکوفي قال: حدثنا عباد ابن يعقوب قال: حدثنا علي بن هاشم، عن محمد بن عبدالله، عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار، عن أبيه، عن جده عمار قال: کنت مع رسول الله صلي الله عليه وآله في بعض غزواته، وقتل علي عليه السلام أصحاب الألوية وفرق جمعهم، وقتل عمرواً بن عبدالله الجمجمي، وقتل شيبة بن نافع، أتيت رسول الله صلي الله عليه وسلم فقلت له: يا رسول الله صلي الله عليک إن عليا قد جاهد في الله حق جهاده. فقال: لأنه مني وأنا منه، وهو وارث علمي وقاضي ديني، ومنجز وعدي، والخليفة بعدي، ولولاه لم يعرف المؤمن المحض، حربه حربي وحربي حرب الله، وسلمه سلمي وسلمي سلم الله، ألا إنه أبوسبطي، والأئمة من صلبه، يخرج الله تعالي منه الأئمة الراشدين، ومنهم مهدي هذه الأمة. فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ما هذا المهدي؟

قال: يا عمار إن الله تبارک وتعالي عهد إلي أنه يخرج من صلب الحسين تسعة، والتاسع من ولده يغيب عنهم، وذلک قوله عزوجل: قل أرأيتم إن أصبح ماؤکم غوراً فمن يأتيکم بماء معين، يکون له غيبة طويلة يرجع عنها قوم، ويثبت عليها آخرون، فإذا کان في آخر الزمان يخرج فيملأ الدنيا قسطاً وعدلاً، ويقاتل علي التأويل کما قاتلت علي التنزيل، وهو سميي، وأشبه الناس بي.

يا عمار ستکون بعدي فتنة، فإذا کان ذلک فاتبع علياً وحزبه، فإنه مع الحق والحق معه.

يا عمار إنک ستقاتل بعدي مع علي صنفين: الناکثين والقاسطين، ثم تقتلک الفئة الباغية.

قلت: يا رسول الله، أليس ذلک علي رضا الله ورضاک؟

قال: نعم علي رضا الله ورضاي، ويکون آخر زادک من الدنيا شربة من لبن تشربه.فلما کان يوم صفين خرج عمار بن ياسر إلي أميرالمؤمنين عليه السلام فقال له: يا أخا رسول الله، أتاذن لي في القتال؟

قال: مهلاً رحمک الله، فلما کان بعد ساعة أعاد عليه الکلام فأجابه بمثله فأعاد عليه ثالثاً، فبکي أميرالمؤمنين وقال: إنه اليوم الذي وصفه لي رسول الله صلي الله عليه وسلم.

فنزل أميرالمؤمنين عليه السلام عن بغلته وعانق عماراً وودعه، ثم قال: يا أبااليقظان جزاک الله عن نبيک خيراً، فنعم الأخ کنت، ونعم الصاحب کنت. ثم بکي عليه السلام وبکي عمار.

ثم قال: والله يا أميرالمؤمنين ما تبعتک إلا ببصيرة، فإني سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول يوم خيبر: يا عمار ستکون بعدي فتنة، فإذا کان ذاک فاتبع علياً وحزبه، فإنه مع الحق والحق معه، وستقاتل الناکثين والقاسطين، فجزاک الله يا أميرالمؤمنين عن الإسلام أفضل الجزاء، فلقد أديت وأبلغت ونصحت.

ثم رکب ورکب أميرالمؤمنين عليه السلام ثم برز إلي القتال، ثم دعا بشربة من ماء، فقيل له: ما معنا ماء، فقام إليه رجل من الأنصار فأسقاه شربة من لبن، فشربه ثم قال: هکذا عهد إلي رسول الله صلي الله عليه وآله أن يکون آخر زادي من الدنيا شربة من لبن. ثم حمل علي القوم فقتل ثمانية عشر نفساً، فخرج إليه رجلان من أهل الشام فطعناه وقتل رحمه الله. فلما کان في الليل طاف أميرالمؤمنين عليه السلام في القتلي، فوجد عماراً ملقي بين القتلي، فجعل رأسه علي فخذه ثم بکي عليه السلام وأنشأ يقول:


ألا أيها الموت الذي لست تارکي
أرحني فقد أفنيت کل خليل


أراک بصيراً بالذين أحبهم
کأنک تمضي نحوهم بدليل


وقال في ص180 في باب ما جاء عن أم سلمة:

حدثنا علي بن الحسن بن محمد بن مندة، قال: حدثنا أبوالحسين زيد بن جعفر بن محمد بن الحسين الخزاز بالکوفة في سنة سبع وسبعين وثلثمائة، قال حدثنا العباس بن العباس الجوهري ببغداد في دار عميرة، قال: حدثني عفان بن مسلم قال: حدثني حماد بن سلمة، عن الکلبي، عن أبي صالح، عن سداد بن أوس قال: لما کان يوم الجمل قلت: لاأکون مع علي ولا أکون عليه، وتوقفت عن القتال إلي انتصاف النهار، فلما کان قرب الليل ألقي الله في قلبي أن أقاتل مع علي، فقاتلت معه حتي کان من أمره ما کان، ثم إني أتيت المدينة فدخلت علي أم سلمة، قالت: من أين أقبلت؟ قلت: من البصرة. قالت: مع أي الفريقين کنت؟ قلت: يا أم المؤمنين إني توقفت عن القتال إلي انتصاف النهار، وألقي الله عزوجل في قلبي أن أقاتل مع علي.

قالت: نعم ما عملت، لقد سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول: من حارب علياً فقد حاربني، ومن حاربني فقد حارب الله.

قلت: فترين أن الحق مع علي؟

قالت: إي والله، علي مع الحق والحق معه، والله ما أنصف أمة محمد نبيهم، إذ قدموا من أخره الله عزوجل ورسوله، وأخروا من قدمه الله تعالي ورسوله! وأنهم صانوا حلائلهم في بيوتهم، وأبرزوا حليلة رسول الله صلي الله عليه وآله إلي الفناء! والله سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول: لأمتي فرقة وجعلة، فجامعوها إذا اجتمعت، وإذا افترقت فکونوا من النمط الأوسط، ثم ارقبوا أهل بيتي فإن حاربوا فحاربوا، وإن سالموا فسالموا، وإن زالوا فزالوا معهم، فإن الحق معهم حيث کانوا.

قلت: فمن أهل بيته؟

قالت: أهل بيته الذين أمرنا بالتمسک بهم.

قالت: هم الأئمة بعده کما قال: عدد نقباء بني إسرائيل: علي وسبطاه، وتسعة من صلب الحسين هم أهل بيته، هم المطهرون، والأئمة المعصومون.

قلت: إنا لله! هلک الناس إذاً؟! قالت: کل حزب بما لديهم فرحون. انتهي.