درجات الصحه التي منحوها للأحاديث الثلاثه











درجات الصحه التي منحوها للأحاديث الثلاثه



في مصادر السنيين ثلاث صيغ لحديث الأئمة الإثني عشر، وثلاثة رواة:

وقد اتفقوا علي تصحيح حديث جابر بن سمرة، وعلي تحسين حديث أبي جحيفة المشابه له، وبعضهم صححه. واختلفوا في تصحيح حديث ابن مسعود الذي يختلف عنهما، بحجة أن في سنده مجالد بن سعيد، الذي لم يوثقه إلا النسائي وبعض علماء الجرح والتعديل، وضعفه آخرون. ولا بد أن نضيف إلي رواة الحديث راويين آخرين هما: سمرة السوائي والد جابر وعمر بن الخطاب، لأن الروايات تقول إنه سألهما عن الکلمة الخفية فأخبراه بها. بل يجب أن نعد عمر بن الخطاب راوياً مستقلاً، کما تقدم في رواية کفاية الأثر.. وإليک جانباً من کلماتهم في حديث ابن مسعود:

قال في مجمع الزوائد:190:5 باب الخلفاء الإثني عشر: عن مسروق قال: کنا جلوساً عند عبدالله وهو يقرؤنا القرآن فقال رجل: يا أباعبدالرحمن، هل سألتم رسول الله صلي الله عليه وسلم کم يملک هذه الأمة من خليفة؟

فقال عبدالله: ما سألني عنها أحد مذ قدمت العراق قبلک، ثم قال: نعم ولقد سألنا رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال: اثنا عشر کعدة نقباء بني إسرائيل. رواه أحمد وأبويعلي والبزار، وفيه مجالد بن سعيد وثقه النسائي وضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات. انتهي.

وقال الحاکم:501:4 بعد رواية هذا الحديث: لايسعني التسامح في هذا الکتاب عن الرواية عن مجالد وأقرانه، رحمهم الله. انتهي.

ولکن ابن حجر حسنه فقال في الصواعق المحرقة:20 فقال: (وعن ابن مسعود بسند حسن).

وکذا السيوطي في تاريخ الخلفاء:10 حيث قال: (وعند أحمد والبزار بسند حسن عن ابن مسعود).

وکذا البوصيري حيث نقل عنه في کنز العمال:89:6 (رواه مسدد وابن راهويه وابن أبي شيبة وأبويعلي وأحمد بسند حسن).

وقد روت مصادرهم حديث ابن مسعود مثل: أحمد:398:1 و.406 وکنز العمال89:6 عن طبقات ابن سعد وابن عساکر، وفي32:2 عن أحمد. والطبراني، وابن حماد.. وغيرهم.

وإذا کانت علة رواية ابن مسعود عندهم وجود مجالد، فقد روته مصادرنا بسند ليس فيه مجالد، کما في کتاب الإختصاص للصدوق233: وکفاية الأثر للخزاز73: والغيبة للنعماني106: وسيأتي بعض ذلک.

ولکن ذلک لايشفع للحديث عند إخواننا السنيين ولا يجعله يستحق أکثر من لقب (حسن)! بل يبدو أن هذه الدرجة من الصحة ثقيلة عليهم، لأن مشکلته الأصلية عندهم أنه لم يذکر عبارة (کلهم من قريش) وأنه يفهم منه أن هؤلاء الأئمة الربانيين يجب أن يکونوا حکام الأمة بعد نبيها. فهو يضع علامة استفهام کبيرة علي ما تم في السقيفة في غياب بني هاشم، وانشغالهم بجنازة النبي صلي الله عليه وآله!!