احاديث النبي تفسر الإثني عشر











احاديث النبي تفسر الإثني عشر



من المتفق عليه بين المسلمين أن کلامه صلي الله عليه وآله بمنزلة القرآن يفسر بعضه بعضاً. وذلک أصل عقلائي عند کل الأمم في تفسير نصوص أنبيائها، فإن أي أمة تجد نصاً عن نبيها بالبشارة باثني عشر إماماً من بعده، ولا تعرفهم من هم.. تنظر في نصوصه وأقواله وأفعاله الأخري، لتعرف منها مقصوده بهؤلاء القادة المبشر بهم علي لسانه! وإذا نظرنا إلي ما صدر عن نبينا الذي لاينطق عن الهوي صلي الله عليه وآله في حق عترته: علي وفاطمة والحسن والحسين وذريتهم عليهم السلام، مما اتفق عليه المسلمون، وحکموا بصحته.. لايبقي عندنا شک في أنه يقصد هؤلاء الذين مدحهم في مناسبات عديدة، وبيّن للأمة أن الله تعالي مدحهم في آياته، وطهرهم من الرجس تطهيراً، وأوجب علي المسلمين مودتهم، وأوجب عليهم أن يصلوا عليهم معه في صلواتهم، وحرم عليهم الصدقة، وجعل لهم الخمس في ميزانية الدولة، وجعلهم وصيته وأمانته في أمته، وجعلهم عدلاً لکتاب الله تعالي وسماهم معه (الثقلين).

ولا يتسع المقام لبسط الکلام فيما صدر في حقهم من النبي صلي الله عليه وآله من المديح والتعظيم، والتحذير من مخالفتهم وظلمهم.. فهذه الأحاديث عبرةٌ لمن کان له قلب، وکفايةٌ لمن ألقي السمع، وشهادةٌ لمن أراد الحجة.