ابن العرندس
الشيخ صالح بن عبدالوهاب المعروف بابن العرندس، شاعر عالم فاضل متضلع في علمي الفقه والأصول وغيرهما، وکان من الشعراء المکثرين الذين أبدعوا وأجادوا في مدح آل النبي صلي الله عليه و آله و سلم ورثائهم واقتصروا في شعرهم علي ذلک فحسب؛ وفي الطليعة أنه توفي سنة 840 ه 1436 م وقبره في الحلة مشيد عليه قبة بيضاء. وله في مدح الإمام علي عليه السلام قوله: أضحي يميس کغصن بانٍ في حُلي ومنها في المديح: تالي کتاب اللَّه أکرم من تلا تلقاه يوم السلم غيثاً مسبلا هذا الذي حاز العلوم بأسرها هذا الذي بصَلاته وصِلاته رجل تسربل بالعفاف وحبذا عذل النواصب في هواه وعنفوا ويقول في ختامها: سمعاً أمير المؤمنين قصائداً [صفحه 272] وهي قصيدة طويلة بلغت (126) بيتاً. ومن شعر شيخنا الصالح قصيدة رائية اشتهر بها انها لم تقرأ في مجلس إلّا وحضر الإمام الحجة المنتظر عجّل اللَّه تعالي فرجه:[2] . طوايا نظامي في الزَّمان لها نشرُ فيا ساکني أرض الطفوف عليکمُ نشرتُ دواوين الثنا بعد طيِّها فلا تتهموني بالسلوِّ فإنّما فذلّي بکم عزٌّ وفقري بکم غنيً وقفت علي الدّار التي کنتمُ بها وقد أقلعت عنها السحابُ ولم يُجد إمام الهدي سبط النبوَّة والد الأئمَّ إمامٌ ابوه المرتضي علم الهدي إمامٌ بکته الإنس والجنُّ والسما له القبَّة البيضاء بالطفِّ لم تزل وفيه رسول اللَّه قال وقوله حُبي بثلاث ما أحاط بمثلها له تربةٌ فيها الشفاء وقبَّةٌ وذُريَّةٌ دريَّةٌ منه تسعة هم النّور نور اللَّه جلَّ جلاله مهابط وحي اللَّه خزّان علمه وأسمائهم مکتوبةٌ فوق عرشه ولولاهمُ لم يخلق اللَّه آدماً علا بهمُ قدري وفخري بهم غلا [صفحه 273]
(...- 840 ه)
قمر إذا ما مرَّ في قلبي حلا
وأجلّ من للمصطفي الهادي تلا
وتراه يوم الحرب ليثاً مشبلا
ما کان منها مجملاً ومفصلا
للدين والدنيا أتم وأکملا
رجل بأثواب العفاف تسربلا
فعصيتهم وأطعت فيه من غلا
تزداد ما مرَّ الزمان تجملا[1] .
يعطِّرها من طيب ذکراکمُ نشرُ
سلامُ مُحبّ ما له عنکمُ صبرُ
وفي کلِّ طرس من مديحي لکم سطرُ
مواعيد سلواني وحقّکمُ الحشرُ
وعسري بکم يسر وکسري بکم جبرُ
فمغناکمُ من بَعد معناکمُ فقرُ
ولا درَّ من بعد الحسين لها درُّ
-ة ربّ النهي مولي له الأمرُ
وصيُّ رسول اللَّه والصّنو والصهرُ
ووحش الفلا والطير والبرُّ والبحرُ
تطوف بها طوعاً ملائکةٌ غرُّ
صحيحٌ صريحٌ ليس في ذلکم نکرُ
وليٌّ فمن زيدٌ هناک ومَن عمرو؟
يجاب بها الداعي إذا مسَّه الضرُّ
أئمَّة حقّ لا ثمان ولا عشرُ
همُ التين والزيتون والشفع والوترُ
ميامين في أبياتهم نزل الذِّکرُ
ومکنونة مِن قبل أن يُخلق الذرُّ
ولا کان زيدٌ في الأنام ولا عمرو
ولولاهمُ ما کان في الناس لي ذکرُ
صفحه 272، 273.