القاضي التنوخي











القاضي التنوخي



(278 ه- 334 ه)

أبوالقاسم التنوخي علي بن محمد بن أبي الفهم داود القحطاني، والتنوخي لقب لأحد أجداده المسمي تيم اللَّه.

عالم متضلع في الفقه، والفرايض، والکلام، وحافظ للحديث، وقد تقدم في جميع العلوم کالشعر، والأدب، والنجوم، والهيئة، والمنطق، والنحو، والقوافي، والعروض.

ولد في أنطاکية يوم الأحد 26 ذي الحجة عام 278 ه 891 م، ونشأ بها. غادرها عام 306 إلي بغداد وتفقه فيها علي مذهب أبي حنيفة. أخذ الحديث عن الحسن الکرماني، وأحمد بن أنس الخولاني، والحسن بن أحمد الأنطاکي، والفضل بن محمد العطا الأنطاکي، والحسين الرقي، وأحمد بن عبداللَّه الجبلي، وغيرهم.

ولّاه أيام خلافة المقتدر باللَّه القضاء بعسکر مکرم وتستر وجندي سابور؛ القاضي أبوجعفر أحمد بن إسحاق التنوخي عام 310 ه، ثم ولي القضاء في الأهواز، وکورة واسط، والکوفة، وسقي الفرات، وعدة نواح من الثغور الشامية، وأرّجان وکورة سابور، مجتمعا ومفترقا. ثم ولاه المطيع للَّه قضاء إيذج، وجندي حمص.

[صفحه 84]

ومن نوادر حفظه: أنه حفظ نونية دعبل التي يفتخر بها باليمن ويرد علي الکميت، وتعدادها نحو ستمائة بيت. وقد حفظ من قصائد الطائيين سبعمائة قصيدة، ومن الأحاديث عشرين ألفاً.

له تصانيف قليلة- لانشغاله بالقضاء- مع قدرته علي التأليف، ومن هذه المصنفات: کتاب في العروض، وکتاب في علم القوافي وغيرها في الفقه.

توفي عصر الثلاثاء، السابع من ربيع الأول عام 342 ه 953 م بالبصرة ودفن في تربة اشتريت له في المربد.

له يرد بها علي ابن المعتز ناصراً العلويين قوله:


مِن ابن رسول اللَّه وابن وصيِّه
إلي مدغل في عقبة الدين ناصبِ


نشا بين طُنبور وزقٍ ومزهر
وفي حجر شادٍ أو علي صدر ضاربِ


يَعيب عليّاً خير من وطئ الحصي
وأکمل سارٍ في الأنام وساربِ


ويُزري علي السبطين سبطي محمَّد
فقل في حضيض رام نيل الکواکبِ


نشوا بين جبريل وبين «محمَّد»
وبين «عليّ» خير ماشٍ وراکبِ


وزير النبيِّ المصطفي ووصيّه
ومُشبهه في شيمةٍ وضرائبِ


ومَن قال في يوم «الغدير» محمَّدٌ
وقد خاف من غدر العداة النواصبِ


أما إنَّني أولي بکم من نفوسکم
فقالوا: بلي قول المريب المواربِ


فقال لهم: مَن کنت مولاه منکمُ
فهذا أخي مولاه بعدي وصاحبي


أطيعوه طرّاً فهو منّي بمنزلٍ
کهارون من موسي الکليم المخاطبِ

[صفحه 85]


صفحه 84، 85.