ابو بکر محمد بن الحسن بن دريد
محمد بن الحسن بن دريد الأزدي البصري، عالم فاضل شهير وحافظ لغوي وشاعر نحوي، ولد عام 223 ه 838 م، ودرس علي الرياشي وأبي حاتم السجستاني، وکان واسع الرواية لم يُرَ أحفظ منه وقد شهد له بالبراعة في العلوم جماعة من الفضلاء والمؤرّخين، وله مصنّفاتٌ منها کتاب الجمهرة المشهور وقصيدته المقصورة الذائعة الصيت وغيرها کثير، وقد استوزر لبني ميکال أمراء فارس الشيعة ثم اتّصل بعد خلعهم بالوزير الشيعي علي بن الفرات إثر قدومه الي بغداد سنة 308 ه فقرّبه الي المقتدر فأجزل له العطاء، توفّي ببغداد عام321 ه 933 م علي ولائه المعروف لأهل بيت النبوّة عليهم السلام. وله من قصيدة قوله: سدکتْ به عَنَتاً تُفنّدُه حتي قال: يا صاح ما ابصرت من عجب أألي الضلال تحيد عن نهج إن البرية خيرها نسباً نسبُ محمّده معظمّه نسب إذا کبت الزنادُ فما [صفحه 73] واخو النبي فرَيد محتدِه أو ليس خامس من تضمّنه إذ قال أحمدها ولاؤهم يا رب فاضممهم الي کنف متلففاً ليردّ کيدهم فوقي النبي ببذل مهجته وهو الذي اتبع الهدي يفعاً کَهلُ التأله وهو مقتبلُ والشرک يُعبد عُزّياه به ومنازل الاقران قد علموا خواض غمرة کل معترک فسقي الوليد بکأس منصله فهوي يمجُّ نجيع حشرته وسما بأحدٍ والقنا قصدٌ فأباد أصحاب اللواء فلم ثم ابن عبديوم أورده جزع المداد فذاده بطلٌ وحصون خيبر إذ أطاف بها وبخمّ قد عقد الولاء له ما نال في يوم مدي شرف مَن ذا يساجَلُ أو يُناجب في [صفحه 74] أبناء فاطمة الذين اذا فذراهم مرعي هوامِلِه والمجد يعلم أن أيديهم لولاهم کان الوري همجاً لولاهم حار السبيل بنا لولاهم استولي الضلال علي هم حجة اللَّه التي کُندت هم ظل دين اللَّه مدّده وهم قوام لا يزيغ اذا [صفحه 75]
(223 ه- 321 ه)
وتظل بالاقتار توعدُه
بالحق زاغت عنه عُنّدُه
يهدي الي الجنّات مرشده
إن عدّ أکرمه وأمجده
وکفاک تعظيماً مُحمّدُه
تکبو إذا ما نضّ أزنده
لم يُکبه في القدح مَصعده
عن أمر روح القدس بُرجده
أهلي وأهل المرء ودّده
لا يستطيع الکيد کيّده
ومهاد خَير الناس مَمهَده
وبأعين الکفار منجده
لم يستمله عن التُقي دده
في الشرخ غضّ الغصن أغيده
جهلاً دعائمه وجلمده
والنقع مُطّرق تلبّده
سيَّان أليسه ورعدده
کأساً توهله وتصخده
والموت يلفته ويَقصده
کالليث أمکنه قصيده
يترک له کفّاً تُسنّده
شرباً يذوق الموت وُرّده
للَّه مرضاه ومعتده
لم يثنه عن ذاک صُدَّده
عقداً يُقلقَل منه حُسّده
إلا أبرّ فزاده غده
نسبٍ رسولُ اللَّه محتده
مجد اشار به مُعدّده
ولديه منشأه ومولده
عنها اذا قادته مقوده
کالبهم فرَّقه مشرّده
عما نحاوله ونقصده
منهاجنا واشتد موصده
واللَّه ينعم ثم تکنده
أمناً علي الدنيا ممدده
ما مال رکن الدين يعمده
صفحه 73، 74، 75.