الحِمّاني الأفوه











الحِمّاني الأفوه



(...- 301 ه)

أبوالحسين علي بن محمد بن جعفر بن محمد بن محمد بن زيد بن زين العابدين عليه السلام، الکوفي الحِمّاني المشتهر بالأفوه شاعرٌ فحل، وحِمّان (بالکسر ثم التضعيف) بلدة في الکوفة أسميت باسم عبدالعزيز الملقب بحمّان، وهو من بني تميم.

يعدّ من الرعيل الأوّل من فقهاء الشيعة ومدرّسيهم في الکوفة، وهو بشهادة الإمام الهادي عليه السلام أشعر الناس لما سأله المتوکل عن ذلک.

دخل السجن مرتين بأمر الحاکم العبّاسي الموفّق باللَّه، فکتب إليه من محبسه:


قد کان جدُّک عبدُاللَّه خيرَ أبٍ
لابني عليّ حسينِ الخير والحسنِ


فالکفّ يوهن منها کل أنملةٍ
ما کان من أختها الأخري من الوهنِ


فکفله وخلّي سبيله.

وکان قد نظم في بعض مناقب عليّ عليه السلام، وما نزل فيه من القرآن کان يشير إليه في بعض أبياته کآية الحسد «أم يحسدون الناس علي ما آتاهم اللَّه من فضله». التي ذکر ابن المغازلي في مناقبه وابن أبي الحديد في شرح النهج أنها کانت في النبي صلي الله عليه و آله وعلي عليه السلام وسيأتي ذکر ذلک في شعره.

توفي عام 301 ه 913 م وخلف ذرية کراماً في الفضل والنسب

[صفحه 70]

ولبعضهم ينتهي نسب الأسرة القزوينية التي تقطن العراق.

قال في واقعة خم وفيها يذکر منقبة رد الشمس:


إبن الّذي رُدَّت عليه الشم
-س في يوم الحجابِ


وابن القسيم النار في
يوم المواقف والحسابِ


مولاهُم يوم «الغدير»
برغم مرتابٍ وآبي


وله:


قالوا: أبوبکر له فضله
قلنا لهم: هنّأه اللَّه


نسيتمُ خطبة «خمّ» وهل
يُشبَّه العبد بمولاه


إنَّ «عليّاً» کان موليً لمن
کان «رسول اللَّه» مولاه


ومن نماذج شعره قوله:


بين الوصيِّ وبين المصطفي نسبٌ
تختال فيه المعالي والمحاميدُ


تفرَّقا عند عبداللَّه واقترنا
بعد النبوّة توفيقٌ وتسديدُ


وذرَّ ذو العرش ذرّاً طاب بينهما
فأنبثَّ نورٌ له في الأرض تخليدُ


نورٌ تفرَّع عند البعث فانشعبت
منه شعوبٌ لها في الدين تمهيدُ


هم فتيةٌ کسيوف الهند طال بهم
علي المطاول آباءٌ مناجيدُ


محسَّدون ومن يعقد بحبِّهمُ
حبل المودَّة يضحي وهو محسودُ


ولعلَّ قوله: محسَّدون إشارة إلي قوله تعالي: «أم يَحسدون الناس علي ما آتاهم اللَّه مِن فضله» وقد ورد فيها، أنَّهم الأئمَّة من آل محمّد. قال ابن أبي الحديد في شرح النهج 2 ص236: إنَّها نزلت في عليّ عليه السلام وما خصَّ به من العلم. وأخرج ابن حجر في «الصواعق» ص91 عن الباقر عليه السلام انَّه قال في هذه الآية: نحن الناس واللَّه.

[صفحه 71]

وله في أميرالمؤمنين عليه السلام مقتبساً من الأحاديث الصحيحة قوله:


وأنزله منه علي رغمة العدي
کهارون من موسي علي قِدم الدهرِ


فمن کان في أصحاب موسي وقومه
کهارون لازلتم علي ظلل الکفرِ


وآخاهمُ مثلاً لمثل فأصبحت
أخوّته کالشمس ضُمَّتْ إلي البدرِ


فآخا عليّاً دونکم وأَصارَهُ
لکم علماً بين الهداية والکفرِ


وأنزله منه النبيُّ کنفسه
رواية أبرار تأدَّت إلي البشرِ


فمَن نفسُه منکم کنفس محمّد
ألا بأبي نفسُ المطهَّر والطهرِ

[صفحه 72]


صفحه 70، 71، 72.