الحِمّاني الأفوه
أبوالحسين علي بن محمد بن جعفر بن محمد بن محمد بن زيد بن زين العابدين عليه السلام، الکوفي الحِمّاني المشتهر بالأفوه شاعرٌ فحل، وحِمّان (بالکسر ثم التضعيف) بلدة في الکوفة أسميت باسم عبدالعزيز الملقب بحمّان، وهو من بني تميم. يعدّ من الرعيل الأوّل من فقهاء الشيعة ومدرّسيهم في الکوفة، وهو بشهادة الإمام الهادي عليه السلام أشعر الناس لما سأله المتوکل عن ذلک. دخل السجن مرتين بأمر الحاکم العبّاسي الموفّق باللَّه، فکتب إليه من محبسه: قد کان جدُّک عبدُاللَّه خيرَ أبٍ فالکفّ يوهن منها کل أنملةٍ فکفله وخلّي سبيله. وکان قد نظم في بعض مناقب عليّ عليه السلام، وما نزل فيه من القرآن کان يشير إليه في بعض أبياته کآية الحسد «أم يحسدون الناس علي ما آتاهم اللَّه من فضله». التي ذکر ابن المغازلي في مناقبه وابن أبي الحديد في شرح النهج أنها کانت في النبي صلي الله عليه و آله وعلي عليه السلام وسيأتي ذکر ذلک في شعره. توفي عام 301 ه 913 م وخلف ذرية کراماً في الفضل والنسب [صفحه 70] ولبعضهم ينتهي نسب الأسرة القزوينية التي تقطن العراق. قال في واقعة خم وفيها يذکر منقبة رد الشمس: إبن الّذي رُدَّت عليه الشم وابن القسيم النار في مولاهُم يوم «الغدير» وله: قالوا: أبوبکر له فضله نسيتمُ خطبة «خمّ» وهل إنَّ «عليّاً» کان موليً لمن ومن نماذج شعره قوله: بين الوصيِّ وبين المصطفي نسبٌ تفرَّقا عند عبداللَّه واقترنا وذرَّ ذو العرش ذرّاً طاب بينهما نورٌ تفرَّع عند البعث فانشعبت هم فتيةٌ کسيوف الهند طال بهم محسَّدون ومن يعقد بحبِّهمُ ولعلَّ قوله: محسَّدون إشارة إلي قوله تعالي: «أم يَحسدون الناس علي ما آتاهم اللَّه مِن فضله» وقد ورد فيها، أنَّهم الأئمَّة من آل محمّد. قال ابن أبي الحديد في شرح النهج 2 ص236: إنَّها نزلت في عليّ عليه السلام وما خصَّ به من العلم. وأخرج ابن حجر في «الصواعق» ص91 عن الباقر عليه السلام انَّه قال في هذه الآية: نحن الناس واللَّه. [صفحه 71] وله في أميرالمؤمنين عليه السلام مقتبساً من الأحاديث الصحيحة قوله: وأنزله منه علي رغمة العدي فمن کان في أصحاب موسي وقومه وآخاهمُ مثلاً لمثل فأصبحت فآخا عليّاً دونکم وأَصارَهُ وأنزله منه النبيُّ کنفسه فمَن نفسُه منکم کنفس محمّد [صفحه 72]
(...- 301 ه)
لابني عليّ حسينِ الخير والحسنِ
ما کان من أختها الأخري من الوهنِ
-س في يوم الحجابِ
يوم المواقف والحسابِ
برغم مرتابٍ وآبي
قلنا لهم: هنّأه اللَّه
يُشبَّه العبد بمولاه
کان «رسول اللَّه» مولاه
تختال فيه المعالي والمحاميدُ
بعد النبوّة توفيقٌ وتسديدُ
فأنبثَّ نورٌ له في الأرض تخليدُ
منه شعوبٌ لها في الدين تمهيدُ
علي المطاول آباءٌ مناجيدُ
حبل المودَّة يضحي وهو محسودُ
کهارون من موسي علي قِدم الدهرِ
کهارون لازلتم علي ظلل الکفرِ
أخوّته کالشمس ضُمَّتْ إلي البدرِ
لکم علماً بين الهداية والکفرِ
رواية أبرار تأدَّت إلي البشرِ
ألا بأبي نفسُ المطهَّر والطهرِ
صفحه 70، 71، 72.