السيد علي خان المدني











السيد علي خان المدني



(1052 ه- 1120 ه)

صدر الدين ابن السيد علي خان المدني الشيرازي، يتصل نسبه بالإمام السجاد عليه السلام، شاعر عالم مؤلف.

ولد بالمدينة المنورة عام 1052 ه 1642 م، واشتغل بالعلم والدراسة مدة بقائه في بلده. هاجر بعدها إلي حيدر آباد عام 1068، وهناک شرع في تأليف کتابه القيّم سلافة العصر.

أقام بالهند 48 سنة مع والده. وما إن توفي والده؛ حتي انتقل إلي برهانپور عند السلطان أورنک زيب فأعطاه رئاسة 1300 فارس؛ ولذا لقب بالخان ثم جعله والياً علي لاهور وتوابعها ثم ولاية ديوان برهانپور. لکنه استعفي من کل ذلک وقصد مشهد، فأصفهان في عهد السلطان حسين عام 1117 ه 1705 م، وغادرها 1119 ه 1707 م، إلي شيراز حيث درّس فيها حتي أن وافته المنية هناک. عام 1120 ه 1708 م. له مصنفات عديدة متنوعة.

وله قصيدة في مدح أمير المؤمنين عليه السلام مطلعها:


سفرت أُميمة ليلة النّفْر
کالبدر أو أبهي من البدرِ


حتي يقول:


خير الوري بعد الرَّسول ومن
حاز العلا بمجامع الفخرِ


صنو النبيِّ وزوج بضعته
وأمينه في السرِّ والجهرِ

[صفحه 325]

إن تنکر الأعداء رتبته
شهدت بها الآيات في الذِّکرِ


شکرت حُنين له مساعيه
فيها وفي أُحدٍ وفي بدرِ


سل عنه خيبر يوم نازلها
تنبئک عن خَبر وعن خُبرِ


واسأل براءة حين رتّلها
من ردّ حاملها أبابکرِ؟


والطّير إذ يدعو النبيُّ له
من جاءه يسعي بلا نذرِ؟


والشّمس إذ أفلت لمن رجعت
کيما يقيم فريضة العصرِ؟


وفراش أحمد حين همّ به
جمع الطغاة وعصبة الکفرِ


من بات فيه يقيه محتسباً
من غير ما خوفٍ ولا ذعرِ؟


والکعبة الغرّاء حين رمي
من فوقها الأصنام بالکسرِ


من راح يرفعه ليصدعها
خير الوري منه علي الظّهرِ؟


والصَّخرة الصمّاء حوَّلها
عن نهر ماءٍ تحتها يجري


و (غدير خمّ) وهو أعظمها
مَن نال فيه ولاية الأمرِ؟


واذکر مباهلة النبيِّ به
وبزوجه وابنيه للنفر


واقرأ وأنفسنا وأنفسکم
فکفي بها فخراً مدي الدّهرِ


هذي المفاخر والمکارم لا
قعبان من لبنٍ ولا خمرِ


وله في مدح الإمام أمير المؤمنين عليه السلام قوله في ديوانه المخطوط:


أميرالمؤمنين فدتک نفسي
لنا من شأنک العجب العجابُ


تولّاک الأولي سعدوا ففازوا
وناواک الّذين شقوا فخابوا


يمين اللَّه لو کُشف المغطّي
ووجه اللَّه لو رُفع الحجابُ


خفيت عن العيون وأنت شمسٌ
سمت عن أن يجلّلها سحابُ


فلولا أنت لم يُخلق سماءٌ
ولولا أنت لم يُخلق ترابُ

[صفحه 326]

وفيک وفي ولائک يوم حشر
يُعاقب من يُعاقب أو يُثابُ


بفضلک أفصحت توراة موسي
وإنجيل ابن مريم والکتابُ


وهل لسواک بعد (غدير خمّ)
نصيبٌ في الخلافة أو نصابُ؟


ألم يجعلک مولاهم فذلّت
علي رغم هناک لک الرّقابُ؟


فلم يطمح إليها هاشميٌّ
وإن أضحي له الحسب اللّبابُ


کما له من نفس الديوان ايضاً:


يا صاح! هذا المشهد الأقدسُ
قرَّت به الأعين والأنفسُ


والنجف الأشرف بانت لنا
أعلامه والمعهد الأنفس


والقبة البيضاء قد اشرقت
ينجاب عن لألائها الحندس


حضرة قدسٍ لم ينل فضلها
لا المسجد الأقصي ولا المقدس


حلّت بمن حلّ بها رتبة
يقصر عنها الفلک الأطلس


تودّ لو کانت حصا أرضها
شهب الدّجي والکنّس الخنّس


وتحسد الأقدام منّا علي
السعي الي أعتابها الأرؤس


فقف بها والثم ثري تربها
فهي المقام الأطهر الأقدس


وقل: صلاةٌ وسلامٌ علي
من طاب منه الأصل والمغرس


خليفة اللَّه العظيم الذي
من ضوئه نور الهدي يقبس


نفس النبي المصطفي أحمد
وصنوه والسيد الأرؤس


المعلم العيلم بحر الندا
وبرّه والعالم النقرس


فليلنا من نوره مقمر
ويومنا من ضوئه مشمس


أقسم باللَّه وآياته
اليّة تنجي ولا تغمس

[صفحه 327]

إن عليّ بن أبي طالب
منار دين اللَّه لا يطمس


ومن حباه اللَّه أنباء ما
في کتبه فهو لها فهرس


أحاط بالعلم الذي لم يحط
بمثله بليا ولا هرمس


لولاه لم تخلق سماء ولا
أرض ولا نعمي ولا أبؤس


ولا عفي الرحمن عن آدم
ولا نجا من حوته يونس


هذا أمير المؤمنين الذي
شرايع اللَّه به تحرس


وحجّة اللَّه التي نورها
کالصبح لا يخفي ولا يبلس

[صفحه 328]


صفحه 325، 326، 327، 328.