الحر العاملي











الحر العاملي



(1033 ه- 1104 ه)

محمد بن الحسن بن علي بن محمد الحسين، حجّةٌ مشهور وفاضلٌ أديب، يرجع نسبه إلي الحر الرياحي المستشهد مع ريحانة رسول اللَّه يوم الطف.

ولد في قرية مشغر عام 1033 ه 1624 م، حيث أقام فيها أربعين عاما. رحل بعدها إلي العراق، ثم مشهد التي استقرّ فيها، وأعطي شيخوخة الإسلام ومنصب القضاء. أمره مشتهر وذکره معروف لدي العام والخاص فهو أشهر من أن يکتب عنه ؛ کيف وکتابه الوسائل ما زال علي مر الدهور المرجع الأوحد لمجتهدي الشيعة؟

له مؤلفات عدة بلغت خمسة وعشرين کتاباً، أهمها: تحرير الوسائل وتحبير المسائل (شرح علي الوسائل)، تنزيه المعصوم عن السهو والعصيان، رسالة في أحوال الصحابة، الجواهر السنية في الأحاديث القدسية، وغيرها کثير.

توفي في عام 1104 ه 1693 م ودفن في الصحن العلوي الشريف جنب مدرسة ميرزا جعفر.

وله قوله:

[صفحه 316]

کيف تحظي بمجدک الأوصياءُ؟
وبه قد توسّل الأنبياءُ


حتي يقول:


وأتت منه في عليّ نصوصٌ
لم يحم حول ربعها الإحصاءُ


قال فيه: هذا وليّي وصيّي
وارثي هکذا روي العلماءُ


وزعمتم بأنَّ کلَّ نبيّ
لم يرث منه ماله الأقرباءُ


هو مولي من کان مولاه نصّاً
منه فليترک الهوي والمراءُ


ودعا بعدها دعاءً مجاباً
وبه قد تواتر الأنباءُ


للمعالي بين الوري يا عليَّ ب
-نَ أبي طالب إليک انتهاءُ


وکذا للکمال منک وللسّؤ
دد والمجد والفخار ابتداءُ


للوري لو دري بک من بع
-د أخيک الطّهر الأمين اهتداءُ


واجبٌ بالنصوص منه عن اللَّ
-ه وأين المصغي بک الاقتداءُ


ثمّ يوم (الغدير) هل کان إلّا
لک دون الأنام ذاک الولاءُ


يوم مات النبيّ کنت إماماً
في العلا لم يساوک النظراءُ


وله أيضاً في المعني نفسه:


هو الحبّ لا فيه معين ترجّاه
ولا منقذٌ من جوره تتوخّاهُ


هو الحتف لا يفني المحبّين غيره
ولولاه ما ذاق الوري الحتف لولاهُ


هداية ربّ العالمين قلوبنا
إلي حبِّ من لم يخلق الخلق لولاهُ


هو الجوهر الفرد الذي ليس يرتقي
لأعلي مقامات النبيّين إلّا هو


هما علّةٌ للخلق أعني محمّداً
وأوّل مَن لمّا دعا الخلق لبّاهُ


هوي النجم يبغي داره لا بل ارتقي
إليها فمثوي النجم من دون مثواهُ

[صفحه 317]

هل اختار خير المرسلين مواخياً
سواه فأولاه الکمال وآخاهُ؟


هل اختار في يوم (الغدير) خليفة
سواه له حتّي علي الخلق ولّاهُ؟


هديً لاح من قول النبيّ وليّکم
عليٌّ ومولي کلّ من کنت مولاهُ


هناک أتاه الوحي بلّغ ولا تخف
ومن کلّ ما تخشاه يعصمک اللَّهُ


هنالک أبدي المصطفي بعض فضله
وباح بما قد کان للخوف أخفاهُ


وله قوله:


کرامات مولاي الوصيِّ وولده
أنارت فلا يخفي سناها المشکّکُ


کلام النبيِّ المصطفي حجّة فهل
أجلّ وأعلي منه في الشرع مدرکُ؟


کفي قوله يوم (الغدير) بأنّه
لکلّ الوري موليً فينسي ويترکُ


کما جاء في التنزيل ليس وليّکم
سواه ومن ذا بعد ذاک يشکّکُ؟


کواکب فضل المرتضيحين أشرقت
لها المجد اُفق فيه تسري وتسلکُ


وله من المحبوکات الطرفين:


عدني ودعني من زيارة بلقع
يا أيّها الحادي لهنَّ بمرجعِ


عدم المجاري في الکمال لسيّدي
ذي السّؤدد الأسنا البطين الأنزعِ


عجباً لمن فيه يشکّ وقد أتي
خبر (الغدير) ونصّه لم يدفعِ


عهد النبيُّ إلي الأنام بفضله
ويلٌ لمنکر فضله ومضيّعِ


عُدَّت فضايله فأعيي حصرها
وغدا حسيراً عنه فکر الألمعي

[صفحه 318]


صفحه 316، 317، 318.