عمرو بن العاص
عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سُعَيد القرشي، داهية من دهاة العرب وشاعرٌ وخطيب، منه ابتداء الفتنة وصدورها وإليه انتهاؤها وورودها، أبوه هو الأبتر بنص التنزيل: «إن شانئک هو الأبتر» کما هو عن ابن سعد في طبقاته، وابن قتيبة في معارفه، وابن عساکر في تاريخه، وذهب التابعي الکبير سُليم الهلالي إلي أن المترجم هو المقصود بالآية المبارکة؛ لما کان عليه من بغضٍ وشنآنٍ لرسول اللَّه صلي الله عليه و آله و سلم. ويؤيد هذا المذهب ما روي عن أميرالمؤمنين عليه السلام في أبيات له، أولها: إن يقرنوا وصيّه والأبترا وکان معدوداً من الأدعياء في الجاهلية کما هو عن الکلبي (ت 206 ه) في کتابه: مثالب العرب». ماتَ في ليلة الفطر عام 43 ه 663 م عن تسع وتسعين سنة. له في توبيخ معاوية وذکر فضائل الإمام علي عليه السلام: معاويةُ الحالَ لا تجهلِ [صفحه 20] نسيت احتياليَ في جُلَّق حتي يقول: وکم قد سمعنا من المصطفي وفي يوم «خمّ» رقي منبراً وفي کفِّه کفّه معلناً ألستُ بکم منکُم في النفوس فأنحله إمرة المؤمنين وقال: فمن کنت موليً له فوالِ مواليه ياذا الجلال فبخبخ شيخک لَمّا رآي فقال: وليّکُمُ فاحفظوه وإنّا وما کان من فعلنا وإنَّ عليّاً غداً خصمنا وله يردُّ علي معاوية حينما ذکره بما کان منه، يوم کشف عن سوأته لينجو من الإمام، قوله: معاوي لا تشمَت بفارس بُهمةٍ معاوي إن أبصرت في الخيل مقبلاً وأيقنتَ أنّ الموت حقٌّ وأنّه فإنَّک لو لاقيتَه کنت بومةً وماذا بقاء القوم بعد اختباطه؟ وتشمتُ بي إن نالني حدُّ رمحه أبي اللَّه إلّا أنَّه ليثُ غابة وأيُّ امرئ لاقاه لم يُلف شلوه [صفحه 21]
(...- 43 ه)
شاني الرسول واللّعين الأخزرا
وعن سُبل الحقِّ لا تعدلِ
علي أهلها يوم لبس الحلي؟
وصايا مخصّصةً في علي؟
يُبلّغ والرکب لم يرحلِ
يُنادي بأمر العزيز العلي
بأولي؟ فقالوا: بلي فافعلِ
من اللَّه مُستخلف المنحلِ
فهذا له اليوم نعم الولي
وعاد معادي أخي المرسلِ
عُري عقد حيدرَ لم تُحللِ
فمدخله فيکمُ مدخلي
لفي النّار في الدرک الأسفلِ
ويعتزُّ باللَّه والمرسلِ
لقي فارساً لا تعتريه الفوارسُ
أباحسن يهوي دهتْکَ الوساوسُ
لنفسک إن لم تمض في الرکض حابسُ
أُتيح لها صقرٌ من الجوِّ رايسُ
وإنّ امرأً يلقي عليّاً لآيسُ
وعضَّضني نابٌ من الحرب ناهسُ
أبوأشبل تُهدي إليه الفرايسُ
بمعترک تسفي عليه الروامسُ
صفحه 20، 21.