البيعة بصورة رسمية
فقولوا بأجمعکم: «إنا سامعون مطيعون راضون منقادون لما بلغت عن ربنا وربک [صفحه 158] في أمر إمامنا علي أميرالمؤمنين ومن ولدت من صلبه من الأئمة.[2] نبايعک علي ذلک بقلوبنا وأنفسنا وألسنتنا وأيدينا.[3] علي ذلک نحيي وعليه نموت وعليه نبعث. ولانغير ولانبدل، ولانشک [ولانجحد][4] ولانرتاب، ولانرجع عن العهد ولاننقض الميثاق.[5] . وعظتنابوعظ الله في علي أميرالمؤمنين والأئمة الذين ذکرت من ذريتک من ولده بعده، الحسن والحسين ومن نصبه الله بعدهما. فالعهد والميثاق لهم مأخوذ منا، من قلوبنا وأنفسنا وألسنتنا وضمائرنا وأيدينا. من أدرکها بيده وإلا فقد أقر بلسانه، ولانبتغي بذلک بدلا ولايري الله من أنفسنا حولا.نحن نؤدي ذلک عنک الداني والقاصي من أولادنا وأهالينا، ونشهد الله بذلک وکفي بالله شهيدا وأنت علينا به شهيد».[6] . [صفحه 159] معاشر الناس، ما تقولون؟ فإن الله يعلم کل صوت وخافية کل نفس،[7] «فمن اهتدي فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها»،[8] ومن بايع فإنما يبايع الله، «يد الله فوق أيديهم».[9] . معاشر الناس، فبايعوا الله وبايعوني وبايعوا عليا[10] أميرالمؤمنين والحسن والحسين والأئمة [منهم في الدنيا والآخرة][11] کلمة باقية. يهلک الله من غدر ويرحم من وفي،[12] «ومن نکث فإنما ينکث علي نفسه ومن أوفي بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما».[13] . معاشر الناس، قولوا الذي قلت لکم وسلموا علي علي بإمرة المؤمنين،[14] وقولوا: «سمعنا وأطعنا غفرانک ربنا وإليک المصير»،[15] وقولوا: «الحمد لله الذي هدانا لهذا وما کنا لنهتدي لولا أن هدانا الله» الآية.[16] . معاشر الناس، إن فضائل علي بن أبي طالب عند الله عز وجل- وقد أنزلها في القرآن- أکثر من أن أحصيها في مقام واحد، فمن أنبأکم بها وعرفها[17] فصدقوه.[18] . [صفحه 160] معاشر الناس، من يطع الله ورسوله وعليا والأئمة الذين ذکرتهم[19] فقد فاز فوزا عظيما. معاشر الناس، السابقون إلي مبايعته وموالاته والتسليم[20] عليه بإمرةالمؤمنين أولئک هم الفائزون[21] في جنات النعيم. معاشر الناس، قولوا ما يرضي الله به عنکم من القول، فإن تکفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فلن يضر الله شيئا.[22] . أللهم اغفر للمؤمنين [بما أديت وأمرت][23] واغضب علي [الجاحدين][24] الکافرين، والحمد لله رب العالمين. [صفحه 161]
معاشر الناس، إنکم أکثر من أن تصافقوني بکف واحد في وقت واحد، وقدأمرني الله عز وجل أن آخذ من ألسنتکم الإقرار بما عقدت لعلي أميرالمؤمنين،[1] ولمن جاء بعده من الأئمة مني ومنه، علي ما أعلمتکم أن ذريتي من صلبه.
صفحه 158، 159، 160، 161.