الاشارة إلي مقاصد المنافقين
مَعاشِرَ النَّاسِ، النُّورُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَسْلُوکٌ فِيَّ ثُمَّ في عَلِيِّ بْنِ أَبي طالِبٍ،[3] ثُمَّ فِي النَّسْلِ مِنْهُ إِلَي الْقائِمِ الْمَهْدِيِّ الَّذي يَأْخُذُ بِحَقِّ اللَّهِ وَبِکُلِّ حَقٍّ هُوَ لَنا،[4] لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّوَجَلَّ قَدْ جَعَلَنا حُجَّةً عَلَي الْمُقَصِّرينَ[5] وَالْمُعانِدينَ وَالْمُخالِفينَ وَالْخائِنينَ وَالْآثِمينَ وَالظَّالِمينَ وَالْغاصِبينَ مِنْ جَميعِ الْعالَمينَ. مَعاشِرَ النَّاسِ، أُنْذِرُکُمْ أَنّي رَسُولُ اللَّهِ قَدْخَلَتْ مِنْ قَبْلِيَ الرُّسُلُ، أَفَإِنْ مِتُّ أَوْ قُتِلْتُ انْقَلَبْتُمْ عَلي أَعْقابِکُمْ؟ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلي عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ [صفحه 149] الشَّاکِرينَ [الصَّابِرينَ].[6] ألا وَإِنَّ عَلِيّاً هُوَ الْمَوْصُوفُ بِالصَّبْرِ وَالشُّکْرِ، ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ وُلْدي مِنْ صُلْبِهِ. مَعاشِرَ النَّاسِ، لاتَمُنُّوا عَلَيَّ بِإِسْلامِکُمْ، بَلْ لاتَمُنُّوا عَلَي اللَّهِ فَيُحْبِطَ عَمَلَکُمْ وَيَسْخَطَ عَلَيْکُمْ وَيَبْتَلِيَکُمْ بِشُواظٍ مِنْ نارٍ وَنُحاسٍ، إِنَّ رَبَّکُمْ لَبِالْمِرْصادِ.[7] . مَعاشِرَ النَّاسِ، اِنَّهُ سَيَکُونُ مِنْ بَعْدي أَئِمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَي النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ لايُنْصَرُونَ. مَعاشِرَ النَّاسِ، إِنَّ اللَّهَ وَأَنَا بَريئانِ مِنْهُمْ. مَعاشِرَ النَّاسِ، إِنَّهُمْ وَأَنْصارَهُمْ وَأَتْباعَهُمْ وَأَشْياعَهُمْ فِي الدَّرْکِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَبِئْسَ مَثْوَي الْمُتَکَبِّرينَ.[8] ألا إِنَّهُمْ أَصْحابُ الصَّحيفَةِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُکُمْ في صَحيفَتِهِ!![9] . قالَ: فَذَهَبَ عَلَي النَّاسِ- إِلاَّ شِرْذِمَةٌ مِنْهُمْ- أَمْرَ الصَّحيفَةِ.[10] . مَعاشِرَ النَّاسِ، إِنّي أَدَعُها إِمامَةً وَوِراثَةً [في عَقِبي إِلي يَوْمِ الْقِيامَةِ]،[11] وَقَدْبَلَّغْتُ ما أُمِرْتُ بِتَبْليغِهِ[12] حُجَّةً عَلي کُلِّ حاضِرٍ وَغائِبٍ وَعَلي کُلِّ أَحَدٍ مِمَّنْ شَهِدَ أَوْ لَمْ يَشْهَدْ، وُلِدَ أَوْ لَمْ يُولَدْ، فَلْيُبَلِّغِ الْحاضِرُ الْغائِبَ وَالْوالِدُ الْوَلَدَ إِلي يَوْمِ الْقِيامَةِ. [صفحه 150] وَسَيَجْعَلُونَ الإِمامَةَ بَعْدي مُلْکاً وَاغْتِصاباً، [ألا لَعَنَ اللَّهُ الْغاصِبينَ الْمُغْتَصِبينَ]،[13] وَعِنْدَها سَيَفْرُغُ لَکُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ [مَنْ يَفْرُغُ][14] وَيُرْسِلُ عَلَيْکُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَنُحاسٌ فَلاتَنْتَصِرانِ.[15] . مَعاشِرَ النَّاسِ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَکُنْ لِيَذَرَکُمْ عَلي ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتّي يَميزَ الْخَبيثَ مِنَ الطَّيِّبِ، وَما کانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَکُمْ عَلَي الْغَيْبِ.[16] . مَعاشِرَ النَّاسِ، إِنَّهُ ما مِنْ قَرْيَةٍ إِلاَّ وَاللَّهُ مُهْلِکُها بِتَکْذيبِها قَبْلَ يَوْمِ الْقِيامَةِ وَمُمَلِّکُهَا الْإمامَ الْمَهْدِيَّ وَاللَّهُ مُصَدِّقٌ وَعْدَهُ.[17] . مَعاشِرَ النَّاسِ، قَدْ ضَلَّ قَبْلَکُمْ أَکْثَرُ الْأَوَّلينَ، وَاللَّهُ لَقَدْ أَهْلَکَ الْأَوَّلينَ،[18] وَهُوَ مُهْلِکُ الآخِرينَ. قالَ اللَّهُ تَعالي: «أَلَمْ نُهْلِکِ الْأَوَّلينَ، ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرينَ، کَذلِکَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمينَ، وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُکَذِّبينَ».[19] . مَعاشِرَ النَّاسِ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَمَرَني وَنَهاني، وَقَدْ أَمَرْتُ عَلِيّاً وَنَهَيْتُهُ [بِأَمْرِهِ].[20] فَعِلْمُ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ لَدَيْهِ،[21] فَاسْمَعُوا لِأَمْرِهِ تَسْلِمُوا وَأَطيعُوهُ تَهْتَدُوا وَانْتَهُوا لِنَهْيِهِ تُرْشِدُوا، [وَصيرُوا إِلي مُرادِهِ][22] وَلاتَتَفَرَّقُ بِکُمُ السُّبُلُ عَنْ سَبيلِهِ. [صفحه 151]
مَعاشِرَ النَّاسِ، «آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذي أُنْزِلَ مَعَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّها عَلي أدْبارِها أَوْ نَلْعَنَهُمْ کَما لَعَنَّا أَصْحابَ السَّبْتِ».[1] [بِاللَّهِ ما عَني بِهذِهِ الْآيَةِ إِلاَّ قَوْماً مِنْ أَصْحابي أَعْرِفُهُمْ بِأَسْمائِهِمْ وَأَنْسابِهِمْ، وَقَدْ أُمِرْتُ بِالصَّفْحِ عَنْهُمْ فَلْيَعْمَلْ کُلُّ امْرِي ءٍ عَلي ما يَجِدُ لِعَلِيٍّ في قَلْبِهِ مِنَ الْحُبِّ وَالْبُغْضِ].[2] .
صفحه 149، 150، 151.