الاعلان الرسمي بإمامة الأئمة الإثني عشرو ولايتهم
[صفحه 141] الْبادي وَالْحاضِرِ، وَعَلَي الْعَجَمِيِّ[3] وَالْعَرَبِيِّ، وَالْحُرِّ وَالْمَمْلُوکِ[4] وَالصَّغيرِ وَالْکَبيرِ، وَعَلَي الْأَبْيَضِ وَالْأَسْوَدِ، وَعَلي کُلِّ مُوَحِّدٍ[5] ماضٍ حُکْمُهُ، جازٍ قَوْلُهُ،[6] نافِذٌ أَمْرُهُ، مَلْعُونٌ مَنْ خالَفَهُ، مَرْحُومٌ مَنْ تَبِعَهُ وَصَدَّقَهُ، فَقَدْغَفَرَاللَّهُ لَهُ وَلِمَنْ سَمِعَ مِنْهُ وَأَطاعَ لَهُ.[7] . مَعاشِرَ النَّاسِ، إِنَّهُ آخِرُ مَقامٍ أَقُومُهُ[8] في هذَا الْمَشْهَدِ، فَاسْمَعُوا وَأَطيعُوا وَانْقادُوا لِأَمْرِ [اللَّهِ][9] رَبِّکُمْ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ هُوَ مَوْلاکُمْ وَإِلهُکُمْ، ثُمَّ مِنْ دُونِهِ رَسُولَهُ وَنَبِيَّهُ الْمُخاطِبَ لَکُمْ،[10] ثُمَّ مِنْ بَعْدي عَلِيٌّ وَلِيُّکُمْ وَإِمامُکُمْ بِأَمْرِ اللَّهِ رَبِّکُمْ، ثُمَّ الْإِمامَةُ في ذُرِّيَّتي مِنْ وُلْدِهِ إِلي يَوْمٍ تَلْقَوْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ.[11] . لا حَلالَ إِلاَّ ما أَحَلَّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَهُمْ،[12] وَلا حَرامَ إِلاَّ ما حَرَّمَهُ اللَّهُ [عَلَيْکُمْ][13] وَرَسُولُهُ وَهُمْ، وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَرَّفَنِي الْحَلالَ وَالْحَرامَ وَأَنَا أَفْضَيْتُ بِما عَلَّمَني رَبّي مِنْ کِتابِهِ وَحَلالِهِ وَحَرامِهِ إِلَيْهِ.[14] . مَعاشِرَ النَّاسِ، [فَضِّلُوهُ]،[15] ما مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ وَقَدْ أَحْصاهُ اللَّهُ فِيَّ، وَکُلُّ عِلْمٍ عُلِّمْتُ فَقَدْأَحْصَيْتُهُ في إِمامِ الْمُتَّقينَ، وَما مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ وَقَدْ عَلَّمْتُهُ عَلِيّاً،[16] وَهُوَ الْإِمامُ الْمُبينُ [صفحه 142] [الَّذي ذَکَرَهُ اللَّهُ في سُورَةِ يس: «وَکُلَّ شَيٍْ أَحْصَيْناهُ في إِمامٍ مُبينٍ»].[17] . مَعاشِرَ النَّاسِ، لا تَضِلُّوا عَنْهُ وَلاتَنْفِرُوا مِنْهُ،[18] وَلاتَسْتَنْکِفُوا عَنْ وِلايَتِهِ، فَهُوَ الَّذي يَهْدي إِلَي الْحَقِّ وَيَعْمَلُ بِهِ، وَيُزْهِقُ الْباطِلَ وَيَنْهي عَنْهُ، وَلاتَأْخُذُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لائِمٍ. أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ [لَمْ يَسْبِقْهُ إِلَي الْايمانِ بي أَحَدٌ]،[19] وَالَّذي فَدي رَسُولَ اللَّهِ بِنَفْسِهِ، وَالَّذي کانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ وَلا أَحَدَ يَعْبُدُ اللَّهَ مَعَ رَسُولِهِ مِنَ الرِّجالِ غَيْرُهُ. [أَوَّلُ النَّاسِ صَلاةً وَأَوَّلُ مَنْ عَبَدَ اللَّهَ مَعي. أَمَرْتُهُ عَنِ اللَّهِ أَنْ يَنامَ في مَضْجَعي، فَفَعَلَ فادِياً لي بِنَفْسِهِ].[20] . مَعاشِرَ النَّاسِ، فَضِّلُوهُ فَقَدْفَضَّلَهُ اللَّهُ، وَاقْبَلُوهُ فَقَدْ نَصَبَهُ اللَّهُ. مَعاشِرَ النَّاسِ، إِنَّهُ إِمامٌ مِنَ اللَّهِ،[21] وَلَنْ يَتُوبَ اللَّهُ عَلي أَحَدٍ أَنْکَرَ وِلايَتَهُ وَلَنْ يَغْفِرَ لَهُ،[22] حَتْماً عَلَي اللَّهِ أَنْ يَفْعَلَ ذلِکَ بِمَنْ خالَفَ أَمْرَهُ وَأَنْ يُعَذِّبَهُ عَذاباً نُکْراً أَبَدَ الْآبادِ وَدَهْرَ الدُّهُورِ.[23] فَاحْذَرُوا أَنْ تُخالِفُوهُ.[24] فَتَصْلُوا ناراً وَقُودُها النَّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْکافِرينَ.[25] . مَعاشِرَ النَّاسِ، بي- وَاللَّهِ- بَشَّرَ الْأَوَّلُونَ مِنَ النَّبِيّينَ وَالْمُرْسَلينَ، وَأَنَا- [وَاللَّهِ]-[26] . [صفحه 143] خاتَمُ الْأَنْبِياءِ وَالْمُرْسَلينَ[27] وَالْحُجَّةُ عَلي جَميعِ الْمَخْلُوقينَ مِنْ أَهْلِ السَّمواتِ وَالْأَرَضينَ. فَمَنْ شَکَّ في ذلِکَ فَقَدْکَفَرَ[28] کُفْرَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولي وَمَنْ شَکَّ في شَيْي ءٍ مِنْ قَوْلي هذا فَقَدْشَکَّ في کُلِّ ما أُنْزِلَ إِلَيَّ، وَمَنْ شَکَّ في واحِدٍ مِنَ الْأَئِمَّةِ فَقَدْشَکَّ فِي الْکُلِّ مِنْهُمْ، وَالشَّاکُ فينا فِي النَّارِ.[29] . مَعاشِرَ النَّاسِ، حَبانِيَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهذِهِ الْفَضيلَةِ مَنّاً مِنْهُ عَلَيَّ وَإِحْساناً مِنْهُ إِلَيَّ وَلا إِلهَ إِلاَّ هُوَ، أَلا لَهُ الْحَمْدُ مِنّي أَبَدَ الْآبِدينَ وَدَهْرَ الدَّاهِرينَ وَعَلي کُلِّ حالٍ. مَعاشِرَ النَّاسِ، فَضِّلُوا عَلِيّاً فَإِنَّهُ أَفْضَلُ النَّاسِ بَعْدي مِنْ ذَکَرٍ وَأُنْثي ما أَنْزَلَ اللَّهُ الرِّزْقَ وَبَقِيَ الْخَلْقُ. مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ، مَغْضُوبٌ مَغْضُوبٌ مَنْ رَدَّ عَلَيَّ قَوْلي هذا وَلَمْ يُوافِقْهُ. أَلا إِنَّ جَبْرَئيلَ خَبَّرَني عَنِ اللَّهِ تَعالي بِذلِکَ وَيَقُولُ: «مَنْ عادي عَلِيّاً وَلَمْ يَتَوَلَّهُ فَعَلَيْهِ لَعْنَتي وَغَضَبي»،[30] «وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ- أَنْ تُخالِفُوهُ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِها- إِنَّ اللَّهَ خَبيرٌ بِما تَعْمَلُونَ».[31] . مَعاشِرَ النَّاسِ، إِنَّهُ جَنْبُ اللَّهِ الَّذي ذَکَرَ في کِتابِهِ الْعَزيزِ، فَقالَ تَعالي [مُخْبِراً عَمَّنْ يُخالِفُهُ]:[32] «أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتا عَلي ما فَرَّطْتُ في جَنْبِ اللَّهِ».[33] . [صفحه 144] مَعاشِرَ النَّاسِ، تَدَبَّرُوا القُرْآنَ وَافْهَمُوا آياتِهِ وَانْظُرُوا إِلي مُحْکَماتِهِ وَلاتَتَّبِعُوا مُتَشابِهَهُ، فَوَاللَّهِ لَنْ يُبَيِّنَ لَکُمْ زَواجِرَهُ[34] وَلَنْ يُوضِحَ لَکُمْ تَفْسيرَهُ إِلاَّ الَّذي أَنَا آخِذٌ بِيَدِهِ وَمُصْعِدُهُ إِلَيَّ وَشائِلٌ بِعَضُدِهِ [وَرافِعُهُ بِيَدَيَّ][35] وَمُعْلِمُکُمْ: أَنَّ مَنْ کُنْتُ مَوْلاهُ فَهذا عَلِيٌّ مَوْلاهُ، وَهُوَ عَلِيٌّ بْنُ أَبي طالِبٍ أَخي وَوَصِيّي، وَمُوالاتُهُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْزَلَها عَلَيَّ.[36] . مَعاشِرَ النَّاسِ، إِنَّ عَلِيّاً وَالطَّيِّبينَ مِنْ وُلْدي [مِنْ صُلْبِهِ][37] هُمُ الثِّقْلُ الْأَصْغَرُ، وَالْقُرْآنُ الثِّقْلُ الْأَکْبَرُ، فَکُلُّ واحِدٍ مِنْهُما مُنْبِئٌ عَنْ صاحِبِهِ[38] وَمُوافِقٌ لَهُ، لَنْ يَفْتَرِقا حَتّي يَرِدا عَلَيَّ الْحَوْضَ. أَلا إِنَّهُمْ أُمَناءُ اللَّهِ في خَلْقِهِ وَحُکَّامُهُ في أَرْضِهِ.[39] . أَلا وَقَدْأَدَّيْتُ، أَلا وَقَدْبَلَّغْتُ، أَلا وَقَدْأَسْمَعْتُ، أَلا وَقَدْأَوْضَحْتُ،[40] ألا وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قالَ وَأَنَا قُلْتُ[41] عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، أَلا إِنَّهُ لا «أَميرَالْمُؤْمِنينَ» غَيْرَ أَخي هذا،[42] أَلا لاتَحِلُّ إِمْرَةُ الْمُؤْمِنينَ بَعْدي لِأَحَدٍ غَيْرُهُ.
فَاعْلَمُوا مَعاشِرَ النَّاسِ [ذلِکَ فيهِ وَافْهَمُوهُ وَاعْلَمُوا][1] أَنَّ اللَّهَ قَدْنَصَبَهُ لَکُمْ وَلِيّاً وَإِماماً فَرَضَ[2] طاعَتَهُ عَلَي الْمُهاجِرينَ وَالْأَنْصارِ وَعَلَي التَّابِعينَ لَهُمْ بِإِحْسانٍ، وَعَلَي
صفحه 141، 142، 143، 144.