الكنوز المكتنزة ببركة عثمان











الکنوز المکتنزة ببرکة عثمان



إقتني جماعة من رجال سياسة الوقت، وأصحاب الفتن والثورات من جراء الفوضي في الاموال ضياعا عامرة، ودورا فخمة، وقصورا شاهقة، وثروة طائلة، ببرکة تلک السيرة الاموية في الاموال الشاذة عن الکتاب والسنة الشريفة وسيرة السلف، فجمعوا من مال المسلمين مالا جما، وأکلوه أکلا لما.

(منهم): الزبير بن العوامخلف کما في صحيح البخاري في کتاب الجهاد باب برکة الغازي في ماله ج 21: 5: لحدي عشرة دارا بالمدينة، ودارين بالبصرة، ودارا بالکوفة، ودارا بمصر، وکان له اربع نسوة فأصاب کل إمراة بعد رفع الثلث الف الف ومائتا الف.قال البخاري: فجميع ماله خمسون الف الف ومائتا الف.وقال ابن الهائم: بل الصواب أن جميع ماله حسبما فرض: تسعة وخمسون الف الف وثمانمائة ألف[1] وصرح ابن بطال والقاضي عياض وغيرهما: بأن الصواب ما قاله ابن الهائم، و إن البخاري غلط في الحساب.

کذا نجدها في صحيح البخاري وغيره من المصادر غير مقيدة بالدرهم أو الدينار غير أن في تاريخ ابن کثير 249: 7 قيدها بالدرهم.وقال ابن سعد في الطبقات 77: 3 ط ليدن: کان للزبير بمصر خطط، وبالاسکندرية خطط، وبالکوفة خطط، وبالبصرة دور، وکانت له غلات تقدم عليه من أعراض المدينة.

[صفحه 283]

وقال المسعودي في المروج 434: 1، خلف ألف فرس وألف عبد وألف أمة وخططا.

(ومنهم): طلحة بن عبيدالله التيمي: ابتني دارا بالکوفة تعرف بالکناس بدار الطلحتين، وکانت غلته من العراق کل يوم الف دينار، وقيل اکثر من ذلک وله بناحية سراة[2] أکثر مما ذکر، وشيد دارا بالمدينة وبناها بالآجر والجص والساج.وعن محمد بن ابراهيم قال: کان طلحة يغل بالعراق ما بين اربعمائة الف إلي خمسمائة الف، ويغل بالسراة عشرة آلاف دينار أو أکثر أو أقل.

وقال سفيان بن عيينة: کان غلته کل يوم الف وافيا.والوافي وزنه وزن الدينار، وعن موسي بن طلحة: انه ترک الفي الف درهم ومائتي الف درهم ومائتي الف دينار، وکان ماله قد اغتيل.

وعن ابراهيم بن محمد بن طلحة قال: کان قيمة ما ترک طلحة من العقار والاموال وما ترک من الناض[3] ثلثين الف الف درهم، ترک من العين الفي الف ومائتي الف درهم ومائتي الف دينار والباقي عروض.

وعن سعدي ام يحيي بن طلحة: قتل طلحة وفي يد خازنه الفا الف درهم ومائتا الف درهم، وقومت اصوله وعقاره ثلاثة الف الف درهم.

وعن عمرو بن العاص: أن طلحة ترک مائة بهار في کل بهار ثلاث قناطر ذهب وسمعت ان البهار جلد ثور. وفي لفظ ابن عبد ربه من حديث الخشني: وجدوا في ترکته ثلاثمائة بهار من ذهب وفضة.

وقال ابن الجوزي: خلف طلحة ثلثمائة جمل ذهبا.

م وأخرج البلاذري من طريق موسي بن طلحة قال: أعطي عثمان طلحة في خلافته مائتي الف دينار.

راجع طبقات ابن سعد 158: 3 ط ليدن، الانساب للبلاذري 7: 5، مروج الذهب 434: 1، العقد الفريد 279: 2، الرياض النضرة 258: 2، دول الاسلام للذهبي 18: 1.الخلاصة للخزرجي ص 152.

[صفحه 284]

وسيأتي عن عثمان قوله: ويلي علي ابن الحضرمية (يعني طلحة) أعطيته کذا وکذا بهارا ذهبا وهو يروم دمي يحرض علي نفسي.

(ومنهم): عبدالرحمن بن عوف الزهري. قال ابن سعد: ترک عبدالرحمن ألف بعير، وثلاثة آلاف شاة، ومائة فرس ترعي بالبقيع، وکان يزرع بالجرف علي عشرين ناضحا. وقال: وکان فيماخلفه ذهب قطع بالفؤوس حتي مجلت أيدي الرجال منه، وترک أربع نسوة فاصاب کل إمرأة ثمانون الفا. وعن صالح بن ابراهيم بن عبدالرحمن قال: صالحنا إمرأة عبدالرحمن التي طلقها في مرضه من ربع الثمن بثلاثة وثمانين ألفا.

وقال اليعقوبي: ورثها عثمان فصولحت عن ربع الثمن علي مائة ألف دينار.وقيل: ثمانين الف. وقال المسعودي: إبتني داره ووسعها وکان علي مربطه مائة فرس، وله ألف بعير، وعشرة آلاف من الغنم، وبلغ بعد وفاته ثمن ماله اربعة وثمانين ألفا.

راجع طبقات ابن سعد 96: 3 ليدن، مروج الذهب 434: 1، تاريخ اليعقوبي 146: 2، صفة الصفوة لابن الجوزي 138 و 1، الرياض النضرة لمحب الطبري 291: 2

(ومنهم): سعد بن ابي وقاص، قال ابن سعد: ترک سعد يوم مات مائتي ألف وخمسين الف درهم، ومات في قصره بالعقيق. وقال المسعودي: بني داره بالعقيق فرفع سمکها ووسع فضاءها وجعل أعلاها شرفات.طبقات ابن سعد 105: 3، مروج الذهب 434: 1.

(ومنهم): يعلي بن أمية. خلف خمسمائة ألف دينار. وديونا علي الناس و عقارات وغير ذلک من الترکة ما قيمته مائة ألف دينار. کذا ذکره المسعودي في مروج الذهب 434: 1.

(ومنهم): زيد بن ثابت المدافع الوحيد عن عثمان، قال المسعودي: خلف من الذهب والفضة ما کان يکسر بالفؤوس غير ماخلف من الاموال والضياع بقيمة مائة ألف دينار. «مروج الذهب 434: 1».

هذه نبذ مما وقع فيه التفريط المالي علي عهد عثمان، ومن المعلوم ان التاريخ لم يحص کلما کان هنا من عظائم شأنه في أکثر الحوادث والفتن ولا سيما المتدرجة منها في الحصول.

[صفحه 285]

وأما ما اقتناه الخليفة لنفسه فحدث عنه ولا حرج، کان ينضد اسنانه بالذهب ويتلبس بأثواب الملوک قال محمد بن ربيعة: رأيت علي عثمان مطرف خز ثمن مائة دينار فقال: هذا لنائلة[4] کسوتها إياه، فأنا ألبسه أاسرها به.وقال أبوعامر سليم: رأيت علي عثمان بردا ثمنه مائة دينار.[5] .

قال البلاذري: کان في بيت المال بالمدينة سفط فيه حلي وجوهر فأخذ منه عثمان ما حلي به بعض أهله، فاظهر الناس الطعن عليه في ذلک وکلموه فيه بکلام شديد حتي أغضبوه فقال: هذا مال الله أعطيه من شئت وأمنعه من شئت فأرغم الله أنف من رغم وفي لفظ: لنأخذن حاجتنا من هذا الفئ ولن رغمت انوف أقوام. فقال له علي: إذا تمنع من ذلک ويحال بينک وبينه. إلي آخر الحديث الآتي في مواقف الخليفة مع عمار

وجاء اليه أبوموسي کيلة ذهب وفضة فقسمها بين نسائه وبناته، وأنفق أکثر بيت المال في عمارة ضياعه ودوره.[6] .

وقال ابن سعد في الطبقات 53: 3 ط ليدن: کان لعثمان عند خازنه يوم قتل ثلاثون ألف الف درهم وخمسمائة درهم، وخمسون ومائة ألف دينار فانتبهت وذهبت

وترک ألف بعير بالربذة وصدقات ببراديس وخيبر ووادي القري قيمة مائتي الف دينار.

وقال المسعودي في المروج 433: 1: بني في المدينة وشيدها بالحجر والکلس وجعل أبوابها من الساج والعرعر، وأقتني أموالا وجنانا وعيونا بالمدينة، وذکر عبدالله بن عتبة: ان عثمان يوم قتل کان عند خازنه من المال خمسون ومائة الف دينار والف الف درهم، وقيمة ضياعه بوادي القري وحنين وغيرهما مائة ألف دينار، وخلف خيلا کثيرا وابلا.

وقال الذهبي في دول الاسلام 12: 1 کان قد صار له أموال عظيمة رضي الله عنه وله ألف مملوک.

[صفحه 286]



صفحه 283، 284، 285، 286.





  1. ذکره شراح البخاري، راجع فتح الباري، ارشاد الساري، عمدة القاري، شذرات الذهب 43: 1.
  2. بين تهامة ونجد ادناها الطائف وأقصاها قرب صنعاء.
  3. الناض: الدرهم والدينار.
  4. هي حليلة عثمان بنت الفرافصة.
  5. طبقات ابن سعد 40: 3 ط ليدن، أنساب البلاذري: 4: 3، الاستيعاب في ترجمة عثمان 476: 2.
  6. الصواعق المحرقة ص 68، السيرة الحلبية 87: 2.