اقطاع عثمان وعطيته الحارث











اقطاع عثمان وعطيته الحارث



أعطي الحارث بن الحکم بن العاص أخامروان وصهر الخليفة من ابنته عائشة ثلاثمائة ألف درهم کمافي أنساب البلاذري 52: 5، وقال في ص 28: قدمت إبل الصدقة علي عثمان فوهبها للحارث بن الحکم.

[صفحه 268]

وقال ابن قتيبة في المعارف ص 84، وابن عبدربه في العقد الفريد 261: 2، و ابن أبي الحديد في شرحه 67: 1، والراغب في المحاضرات 212: 2: تصدق رسول الله صلي الله عليه وآله بموضع سوق بالمدينة يعرف بمهزون[1] علي المسلمين فأقطعه عثمان الحارث بن الحکم.

وقال الحلبي في السيرة 87: 2: أعطي الحارث عشر مايباع في السوق، أي سوق المدينة.

قال الاميني: لقد إصطنع الخليفة لهذا الرجل ثلاثا لا أظنه يخرج من عهدة النقد عليها:

1- إعطاءه ثلاثمائة ألف ولم يکن من حر ماله.

2- هبته إبل الصدقة إياه وحده.

3- اقطاعه إياه ماتصدق به رسول الله صلي الله عليه وآله علي عامة المسلمين.

أنا لاأدري بماذا استحق الرجل هذه الاعطيات الجزيلة؟ وکيف خص به ما تصدق به رسول الله صلي الله عليه وآله علي کافة أهل الاسلام، وحرمه الباقون؟ ولو کان الخليفة موفرا عليه بهذه الکمية من مال أبيه لاستکثر ذلک نظرا إلي حاجة المسلمين وجيوشهم ومرابطيهم، فکيف به؟ وقد وهبه مايملک من مال المسلمين ومن الاوقاف والصدقات، وماکان الرجل يعرف بشئ من الاعمال البارة والمساعي المشکورة في سبيل الدعوة الالهية وخدمة المجتمع الديني حتي يحتمل فيه استحقاق زيادة في عطاءه، وهب أنا نجزنا ذلک الاستحقاق لکنه لايعدو أن يکون مخرج الزيادة مما يسوغ للخليفة التصرف فيه لامما لايجوز تبديله من إقطاع ما تصدق به النبي صلي الله عليه وآله وجعله وقفا عاما علي المسلمين لايخص به واحد دون آخر، ومن بدله بعد ماسمعه فإنما إثمه علي الذين يبد لونه.

فلم يبق مبرر لتلکم الصنايع أو الفجايع إلا الصهر بينه وبين الخليفة والنسب لانه ابن عمه.ولک حق النظر في صنيع کل من الخليفتين: 1- عثمان وقد علمت ما ارتکبه هاهنا وفي غيره 2- مولانا علي عليه السلام يوم جاءه عقيل يستميحه صاعا من البر

[صفحه 269]

للتوسيع له ولعياله مما قدر له في العطاء، فأدي عليه السلام ماهو حق الاخوة والتربية، ولاسيما في مثل عقيل من الاشراف والاعاظم الذي يجب فيهم التهذيب أکثر من غيرهم فأدي إليه الحديدة المحماة فتأوه فقال عليه السلام: تجزع من هذه وتعرضني لنار جهنم؟.[2] .

وفي رواية ابن الاثير في أسد الغابة 423: 3 من طريق سعد: ان عقيل بن أبي طالب لزمه دين فقدم علي علي بن أبي طالب الکوفة فأنزله وأمر ابنه الحسن فکساه فلما أمسي دعا بعشائه فاذا خبز وملح وبقل فقال عقيل: ما هو إلا ماأري. قال: لا. قال: فتقضي ديني؟ قال وکم دينک؟ قال: أربعون ألفا. قال: ماهي عندي ولکن اصبر حتي يخرج عطائي فانه أربعة الآف فادفعه إليک.فقال له عقيل: بيوت المال بيدک و أنت تسوفني بعطائک؟. فقال: أتأمرني أن أدفع إليک أموال المسلمين وقد ائتمنوني عليها؟.إقرأ، فاحکم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوي.



صفحه 268، 269.





  1. في المعارف: مهزوز. وفي شرح ابن أبي الحديد: تهروز. وفي محاضرات الراغب: مهزور.
  2. الصواعق لابن حجر ص 79.