هذا مروان











هذا مروان



فهلم معي إلي الخليفة نستحفيه الخبر عن هذا الوزغ اللعين في صلب أبيه وبعد مولده بماذا استباح ايواءه وتأمينة علي الصدقات والطمأنينة به في المشورة في الصالح العام؟ ولم استکتبه وضمه إليه فستولي عليه؟[1] ونصب عينيه مالهج به النبي الاعظم صلي الله عليه وآله، وما ناءبه هو من المخاريق والمخزيات، ومن واجب الخليفة تقديم الصلحاء من المؤمنين وإکبارهم شکرا لاعمالهم لا الاحتفال باهل المجانة والخلاعة کمروان الذي يجب الانکار والتقطيب تجاه عمله الشائن، وقد جاء عن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: من رأي منکرا فاستطاع أن يغيره بيده فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسا نه، فإن لم يستطع بلسانه فبقلبه، وذلک أضعف الايمان[2] وقال مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام أدني الانکار أن تلقي أهل المعاصي بوجوه مکفهرة.

وهب أن الخليفة تأول وأخطأ لکنه ماهذا التبسط إليه بکله؟ وتقريبه وهو ممن يجب إقصاءه، وايواءه وهو ممن يستحق الطرد، وتأمينه وهو أهل بأن يتهم، ومنحه بأجزل المنح من مال المسلمين ومن الواجب منعه، وتسليطه علي أعطيات المسلمين ومن المحتم قطع يده عنها؟.

أنا لاأعرف شيئا من معاذير الخليفة في هذه المسائل لعل لها عذرا وأنت تلومها

[صفحه 267]

لکن المسلمين في يومه ما عذروه وهم الواقفون علي الامر من کثب، والمستشفون للحقايق الممعنون فيها، وکيف يعذره المسلمون ونصب أعينهم قوله عزمن قائل: واعلموا أنما غنمتم من شئ فان لله خمسه ولذي القربي واليتامي والمساکين وابن السبيل إن کمتم آمنتم بالله؟ أليس إعطاء الخمس لمروان اللعين خروجا عن حکم القرآن؟ أليس عثمان هو الذي فاوض بنفسه ومعه جبيربن مطعم رسول الله صلي الله عليه وآله أن يجعل لقومه نصيبا من الخمس فلم يجعل ونص علي أن بني عبد شمس وبني نوفل لا نصيب لهم منه؟.

قال جبير بن مطعم: لما قسم رسول الله سهم ذي القربي بين بني هاشم وبني المطلب[3] أتيته أنا وعثمان فقلت: يارسول الله هؤلاء بنوهاشم لا ينکر فضلهم لمکانک الذي وضعک الله به منهم، أرأيت بني المطلب اعطيتهم ومنعتنا؟ وانما نحن وهم منک بمنزلة واحدة.فقال: إنهم لم يفارقوني أو: لم يفارقونا في جاهلية ولا إسلام وإنما هم بنو هاشم وبنو المطلب شئ واحد وشبک بين أصابعه، ولم يقسم رسول الله لبني عبد الشمس ولا لبني نوفل من ذلک الخمس شيئا کما قسم لبني هاشم وبني المطلب[4] .

ومن العزيز علي الله ورسوله أن يعطي سهم ذوي قربي الرسول صلي الله عليه وآله لطريده ولعينه، وقد منعه النبي صلي الله عليه وآله وقومه من الخمس، فما عذر الخليفة في تزحزحه عن حکم الکتاب والسنة، وتفضيل رحمه أبناء الشجرة الملعونة في القرآن علي قربي رسول الله صلي الله عيه وآله وسلم الذين أوجب الله مودتهم في الذکر الحکيم؟ أنا لا أدري.والله من ورائهم حسيب.



صفحه 267.





  1. کماذکره أبوعمرفي الاستيعاب، وابن الاثير في أسد الغابة 348: 4.
  2. مر الحديث في ص 169.
  3. المطلب أخوهاشم لاب وأم وامهما عاتکة بنت مرة.
  4. صحيح البخاري 28: 5، الاموال ص 331، سنن البيهقي 342 و 340: 6، سنن أبي داود 31: 2، مسند أحمد 81: 4، المحلي 328: 7.