ايادي عثمان عند مروان
[صفحه 258] سأحلف بالله جهد اليمي ولکن خلفت لنا فتنة فإن الامينين قد بينا فما أخذا درهما غيلة دعوت اللعين فأدنيته وأعطيت مروان خمس العبا هکذا رواه ابن قتيبة في المعارف ص 84، وأبوالفدا في تاريخه 168: 1، و ذکر البلاذري الابيات في الانساب 38: 5 ونسبها إلي اسلم بن أوس بن بجرة الساعدي الخزرجي الذي منع أن يدفن عثمان بالبقيع واليک لفظها: ا قسم بالله رب العبا دعوت اللعين فأدنيته قال: يعني الحکم والد مروان. وأعطيت مروان خمس العبا ومال أتاک به الاشعري فأما الامينان إذ بينا فلم يأخذا درهما غيلة وذکرها ابن عبدربه في العقد الفريد 261: 2 ونسبها إلي عبدالرحمن، وروي البلاذري من طريق عبدالله بن الزبير أنه قال: أغزانا عثمان سنة سبع وعشرين أفريقية فأصاب عبدالله بن سعدبن أبي سرح غنائم جليلة فاعطي عثمان مروان بن الحکم خمس الغنائم.وفي رواية أبي مخنف: فابتاع الخمس بمائتي ألف دينار فکلم عثمان فوهبها له فأنکر الناس ذلک علي عثمان[1] . وفي رواية الواقدي کما ذکره ابن کثير: صالحه بطريقها علي ألفي ألف دينار وعشرين ألف دينار فاطلقها کلها عثمان في يوم واحد لآل الحکم ويقال: لآل مروان[2] . [صفحه 259] وفي رواية الطبري عن الواقدي عن اسامة بن زيد عن کعب قال: لما وجه عثمان عبدالله بن سعد إلي أفريقية کان الذي صالحهم عليه بطريق أفريقية (جرجير) الفي ألف دينار وخمسمائة ألف دينار وعشرين ألف دينار، فبعث ملک الروم رسولا وأمره أن يأخذمنهم ثلاثمائة قنطار کما أخذ منهم عبدالله بن سعد.إلي أن قال: کان الذي صالحهم عليه عبدالله بن سعد ثلثمائة قنطار ذهب، فأمربها عثمان لآل الحکم. قلت: أو لمروان؟ قال لاأدري. (تاريخ الطبري 50: 5). وقال ابن الاثير في الکامل 38: 3: وحمل خمس أفريقية إلي المدينة فاشتراه مروان بن الحکم بخمسمائة ألف دينار فوضعها عنه عثمان، وکان هذا مما أخذ عليه، وهذا أحسن ما قيل في خمس أفريقية، فان بعض الناس يقول: أعطي عثمان خمس أفريقية عبدالله بن سعد. وبعضهم يقول: أعطاه مروان الحکم، وظهر بهذا انه أعطي عبدالله خمس الغزوة الاولي، وأعطي مروان خمس الغزوة الثانية التي افتتحت فيها جميع أفريقية. والله أعلم. وروي البلاذري وابن سعد: إن عثمان کتب لمروان بخمس مصر وأعطي أقرباءه المال، وتأول في ذلک الصلة التي أمر الله بها، واتخذ الاموال واستسلف من بيت المال وقال: إن أبابکر وعمر ترکا من ذلک ما هو لهما، وإني أخذته فقسمته في أقربائي. فأنکر الناس عليه ذلک.[3] . وأخرج البلاذري في الانساب 28: 5 من طريق الواقدي عن ام بکر بنت المسور قالت: لما بني مروان داره بالمدينة دعا الناس إلي طعامه وکان المسور فيمن دعا، فقال مروان وهو يحدثهم: والله ما أنفقت في داري هذه من مال المسلمين درهما فمافوقه.فقال المسور: لو أکلت طعامک وسکت لکان خيرا لک، لقد غزوت معنا افريقية وإنک لاقلنا مالاو رقيقا وأعوانا وأخفنا ثقلا، فأعطاک ابن عفان خمس افريقية وعملت علي الصدقات فأخذت أموال المسلمين. فشکاه مروان إلي عروة وقال: يغلظ لي وأنا له مکرم متق. قال ابن أبي الحديد في الشرح 67: 1: أمر (عثمان) لمروان بمائة ألف من بيت المال وقد زوجه ابنته ام أبان فجاء زيد بن أرقم صاحب بيت المال بالمفاتيح فوضعها [صفحه 260] بين يدي عثمان وبکي فقال عثمان: أتبکي إن وصلت رحمي؟ قال: لا. ولکن أبکي لاني أظنک إنک أخذت هذا المال عوضاعما کنت أنفقت في سبيل الله في حياة رسول الله صلي الله عليه وآله، ولو أعطيت مروان مائة درهم لکان کثيرا. فقال: ألق المفاتيح يا ابن أرقم فانا سنجد غيرک، وأتاه أبوموسي بأموال من العراق جليلة فقسمها کلها في بني أمية. وقال الحلبي في السيرة 87: 2: وکان من جملة ما انتقم به علي عثمان رضي الله تعالي عنه أنه أعطي ابن عمه مروان بن الحکم مائة ألف وخمسين أوقية.
أعطي مروان بن الحکم بن أبي العاص ابن عمه وصهره من ابنته أم أبان خمس غنائم أفريقية وهو خمسمائة ألف ديناد، وفي ذلک يقول عبدالرحمن بن حنبل الجمحي الکندي مخاطبا الخليفة:
ن ما ترک الله أمرا سدي
لکي نبتلي لک أو تبتلي
منار الطريق عليه الهدي
وما جعلا در همافي الهوي
خلافا لسنة من قد مضي
د ظلما لهم وحميت الحمي
د ماترک الله خلقا سدي
خلافا لسنة من قد مضي
د ظلما لهم وحميت الحمي
من الفئ أنهيته من تري
منار الطريق عليه الصوي
ولم يصرفا درهما في هوي
صفحه 258، 259، 260.