شراء عثمان صدقة رسول الله











شراء عثمان صدقة رسول الله



أخرج الطبراني في الاوسط من طريق سعيد بن المسيب قال: کان لعثمان آذن فکان يخرج بين يديه إلي الصلاة قال: فخرج يوما فصلي والآذن بين يديه ثم جاء فجلس الآذن ناحية ولف ردائه فوضعه تحت رأسه واضطجع ووضع الدرة بين يديه، فأقبل علي في ازار ورداء وبيده عصا، فلما رآه الآذن من بعيد قال: هذا علي قد أقبل.

[صفحه 231]

فجلس عثمان فأخذ عليه رداءه فجاء حتي قام علي رأسه فقال: اشتريت ضيعة آل فلان و لوقف رسول الله صلي الله عليه وسلم في مائها حق، أما إني قد علمت انه لا يشتريها غيرک. فقام عثمان وجري بينهما کلام حتي ألقي الله عزوجل وجاء العباس فدخل بينهما، ورفع عثمان علي علي الدرة ورفع علي علي عثمان العصا، فجعل العباس يسکنهما ويقول لعلي: أميرالمؤمنين. ويقول لعثمان: ابن عمک. فلم يزل حتي سکتا. فلما أن کان من الغد رأيتهما وکل منهما آخذ بيد صاحبه وهما يتحدثان. مجمع الزوائد 227: 7.

قال الاميني: يعلمنا الحديث ان الخليفة إبتاع الضيعة ومائها وفيه حق لوقف رسول الله لا يجوز إبتياعه، فان کان يعلم بذلک؟ وهو المستفاد من سياق الحديث حيث انه لم يعتذر بعدم العلم، وهو الذي يلمح إليه قول الامام عليه السلام: وقد علمت أنه لايشتريها غيرک. فأي مبرر إستساغ ذلک الشراء؟ وإن کان لا يعلم؟ فقد أعلمه الامام عليه السلام فما هذه المماراة والتلاحي ورفع الدرة؟ الذي إضطر الامام إلي رفع العصا، حتي فصل بينهما العباس، أوفي الحق مغضبة؟ وهل يکون تنبيه الغافل أو إرشاد الجاهل مجلبة لغضب الانسان، الديني؟ فضلا عمن يقله أکبر منصة في الاسلام.

وأحسب ان ذيل الرواية ملصق بها لاصلاح مافيها، وعلي فرض صحته فانه لا يجديهم نفعا، فإن الامام عليه السلام لم يأل جهدا في النهي عن المنکر سواء ارتدع فاعله أو انه عليه السلام يأس من خضوعه للحق، وعلي کل فانه عليه السلام کان يماشيهم علي ولاء الاسلام ولا يثيره إلا الحق إذا لم يعمل به، فيجري في کل ساعة علي حکمها من مکاشفة أو ملاينة، وهکذا فليکن المصلح المنزه عن الاغراض الشخصية الذي يغضب لله وحده ويدعو إلي الحق للحق.



صفحه 231.