عثمان يأخذ السنة من امرأة











عثمان يأخذ السنة من امرأة



أخرج الامامان: الشافعي ومالک وغيرهما بالاسناد عن فريعة بنت مالک بن سنان

[صفحه 207]

أخبرت: انها جاءت النبي صلي الله عليه وسلم تسأله أن ترجع إلي أهلها في بني خدرة وان زوجها خرج في طلب أعبد له أبقوا حتي إذا کانوا بطرف القدوم لحقهم فقتلوه فسألت رسولله صلي الله عليه وسلم اني أرجع إلي أهلي فان زوجي لم يترکني في مسکن يملکه قالت: فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: نعم. فانصرفت حتي إذا کنت في الحجرة أو في المسجد دعاني أو أمر بي فدعيت له قال: فکيف قلت: فرددت عليه القصة التي ذکرت له من شأن زوجي فقال: امکثي في بيتک حتي يبلغ الکتاب أجله. قالت: فاعتددت فيه أربعة أشهر وعشرا فلما کان عثمان أرسل إلي فسألني عن ذلک فأخبرته فاتبعه وقضي به.

قال الشافعي في (الرسالة): وعثمان في إمامته وفضله وعلمه يقضي بخبر امرأة بين المهاجرين والانصار.

قال في اختلاف الحديث: أخبرت الفريعة بنت مالک عثمان بن عفان ان النبي صلي الله عليه وسلم أمرها أن تمکث بيتها وهي متوفي عنها حتي يبلغ الکتاب أجله فأتبعه وقضي به. قال ابن القيم في زاد المعاد: حديث صحيح مشهور في الحجاز والعراق وأدخله مالک في موطأه، واحتج به وبني عليه مذهبه، ثم ذکر تضعيف ابن حزم إياه وفنده وقال: ماقاله أبومحمد فغير صحيح. وذکر قول ابن عبدالبر في شهرته، وانه معروف عند علماء الحجاز والعراق.

راجع الرسالة للشافعي ص 116، کتاب الام له 208: 5، اختلاف الحديث له: هامش کتابه الام 22: 7، موطأ مالک 36: 2، سنن أبي داود 362: 1، سنن البيهقي 434: 7، أحکام القرآن للجصاص 496: 1، زاد المعاد 404: 2، الاصابة 386: 4، نيل الاوطار 100: 7 فقال: رواه الخمسة وصححه الترمذي ولم يذکر النسائي و ابن ماجة إرسال عثمان.

قال الاميني: هذه کسابقتها تکشف عن قصور علم الخليفة عما توصلت إليه المرأة المذکورة، وهاهنا نعيد ماقلناه هنالک، فارجع البصر کرتين، وأعجب من خليفة يأخذ معالم دينه من نساءامته وهو المرجع الوحيد للامة جمعا، يومئذ في کل ماجاءبه الاسلام المقدس کتابا وسنة، وبه سد فراغ النبي الاعظم، وعليه يعول في مشکلات الاحکام وعويصات المسائل فضلا عن مثل هذه المسألة البسيطة.

[صفحه 208]

ثم اعجب من ابن عمر أنه يري من هذا مبلغ علمه أعلم الصحابة في يومه، ما عشت أراک الدهر عجبا.



صفحه 207، 208.