توسيع عثمان المسجد الحرام











توسيع عثمان المسجد الحرام



قال الطبري في تاريخه ج 47: 5 في حوادث سنة 26 الهجرية: وفيها زاد عثمان في المسجد الحرام ووسعه وابتاع من قوم وأبي آخرون فهدم عليهم ووضع الاثمان في بيت المال فصاحوا بعثمان فأمر بهم الحبس وقال: أتدرون ماجرأکم علي؟ ماجرأکم علي إلا حلمي، قد فعل هذا بکم عمر فلم تصيحوا به. ثم کلمه فيهم عبدالله بن خالد ابن اسيد فأخرجوا. وذکره هکذا اليعقوبي في تاريخه 142: 2، وابن الاثير في الکامل 3 ص 36.

وأخرج البلاذري في الانساب 38: 5 من طريق مالک عن الزهري قال: وسع عثمان مسجد النبي صلي الله عليه وسلم فأنفق عليه من ماله عشرة آلاف درهم فقال الناس: يوسع مسجد رسول الله ويغير سنته.

قال الاميني: کأن الخليفة لم يکن يري لليد ناموسا مطردا في الاسلام ولا للملک والمالکية قيمة ولا کرامة في الشريعة المقدسة، وکأنه لم يقرع سمعه قول نبي العظمة صلي الله عليه وآله: لايحل مال امرئ مسلم إلا عن طيب نفس منه[1] م وفي لفظ الجصاص في أحکام القرآن 175: 1: إلا بطيب نفسه. وفي الشفاء للقاضي عياض، و نيل الاوطار 182: 4: إلابطيبة من نفسه. وفي صحيح ابن حبان: لايحل لمسلم أن يأخذ عصاأخيه بغير طيب نفس منه.[2] .

وإن من العجب العجاب ان الخليفة نفسه أدرک عهد عمر وزيادته في المسجد، وشاهد محاکمة العباس بن عبدالمطلب وإباءه عن إعطاء داره، ورواية أبي بن کعب وأبي ذرالغفاري وغيرهما حديث بناء بيت المقدس عن داود عليه السلام، وقدخصمه العباس بذالک، وثبتت عند عمر السنة الشريفة فخضع لها، کما مر تفصيله في الجزء السادس ص 266 -262 ط 2 غير ان الرجل لم يکترث لذلک کله ويخالف تلک السنة الثابتة،

[صفحه 130]

ثم يحتج بفعل عمر وهيبة الناس لکنه حلم فلم يهابوه، فهدم دور الناس من دون رضاهم وسجن من حاوره أو فاوضه في ذلک، ووضع الاثمان في بيت المال حتي قال الناس: يوسع مسجد رسول الله ويغير سنته.



صفحه 130.





  1. ذکره بهذااللفظ الحافظ ابن أبي جمرة الازدي في بهجة النفوس 134: 2، وج 111: 4.
  2. البحر الزاخر 218: 1.