اتمام عثمان الصلاة في السفر











اتمام عثمان الصلاة في السفر



أخرج الشيخان وغيرهما بالاسناد عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: صلي بنا رسول الله صلي الله عليه وسلم بمني رکعتين وأبوبکر بعده وعمر بعد أبي بکر وعثمان صدرا من خلافته رضي الله عنهم، ثم إن عثمان صلي بعد أربعا، فکان ابن عمر إذا صلي مع الامام صلي أربعا، وإذا صلي وحده صلي رکعتين[1] .

وفي لفظ ابن حزم في المحلي 270: 4: ان ابن عمر کان إذا صلي مع الامام بمني أربع رکعات انصرف إلي منزله فصلي فيه رکعتين أعادها.

وأخرج مالک في الموطأ 282: 1 عن عروة: ان رسول الله صلي الله عليه وسلم صلي الرباعية بمني رکعتين، وان أبابکر صلاها بمني رکعتين، وان عمربن الخطاب صلاها بمني رکعتين، وان عثمان صلاها بمني رکعتين شطر إمارته ثم أتمهابعد

وأخرج النسائي في سننه 120: 3 عن أنس بن مالک انه قال: صليت مع رسول الله صلي الله عليه وسلم بمني ومع أبي بکر وعمر ومع عثمان رکعتين صدرا من إمارته.

وباسناده عن عبدالرحمن بن يزيد قال: صلي عثمان بمني أربعا حتي بلغ ذلک

[صفحه 99]

عبدالله فقال: لقد صليت مع رسول الله صلي الله عليه وسلم رکعتين. الحديث.

ورواه إمام الحنابلة أحمد في المسند 378: 1. وأخرج حديث أنس المذکور في مسنده 1 ص 145 ولفظه: صلي رسول الله صلي الله عليه وسلم الصلاة بمني رکعتين وصلاها أبوبکر بمني رکعتين، وصلاها عمر بمني رکعتين، وصلاها عثمان بن عفان بمني رکعتين أربع سنين ثم أتمها بعد.

وأخرج الشيخان وغيرهما بالاسناد عن عبدالرحمن بن يزيد قال: صلي عثمان ابن عفان رضي الله عنه بمني أربع رکعات فقيل ذلک لعبد الله بن مسعود فاسترجع ثم قال: صليت مع رسول الله صلي الله عليه وسلم بمني رکعتين، وصليت مع أبي بکر رضي الله عنه بمني رکعتين، وصليت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه بمني رکعتين، فليت حظي من أربع رکعات رکعتان متقبلتان[2] .

وأخرج أبوداود وغيره عن عبدالرحمن بن يزيد قال: صلي عثمان رضي الله عنه بمني أربعا فقال عبدالله: صليت مع رسول الله صلي الله عليه وسلم رکعتين، ومع أبي بکر رکعتين، ومع عمر رکعتين، ومع عثمان صدرا من إمارته ثم اتمها، ثم تفرقت بکم الطرق فلوددت ان لي من أربع رکعات رکعتين متقبلتين. قال الاعمش: فحدثني معاوية بن قرة عن أشياخه: ان عبدالله صلي أربعا فقيل له: عبت علي عثمان ثم صليت أربعا؟ قال الخلاف شر[3] .

وأخرج البيهقي في السنن الکبري 144: 3 عن عبدالرحمن ابن يزيد قال: کنا مع عبدالله بن مسعود بجمع، فلما دخل مسجد مني فقال: کم صلي أميرالمؤمنين؟ قالوا: أربعا. فصلي أربعا. قال: فقلنا: ألم تحدثنا ان النبي صلي الله عليه وسلم صلي رکعتين، وأبابکر صلي رکعتين؟ فقال: بلي وأنااحد ثکموه الآن، ولکن عثمان کان إماما فما اخالفه والخلاف شر.

وأخرج البيهقي في السنن 144: 3 عن حميد عن عثمان بن عفان انه أتم الصلاة

[صفحه 100]

بمني، ثم خطب الناس فقال: ياأيها الناس ان السنة سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم وسنة صاحبيه ولکنه حدث العام من الناس فخفت أن يستنوا. وأخرجه ابن عساکر کمافي کنز العمال 239: 4.

وأخرج أبوداود وغيره عن الزهري: ان عثمان بن عفان رضي الله عنه أتم الصلاة بمني من أجل الاعراب لانهم کثروا عامئذ فصلي بالناس أربعا ليعلمهم ان الصلاة أربعا.[4] .

وروي ابن حزم في المحلي 270: 4 من طريق سفيان بن عيينه عن جعفربن محمد عن أبيه قال: اعتل عثمان وهو بمني فأتي علي فقيل له: صلي بالناس فقال: إن شئتم صليت لکم صلاة رسول الله صلي الله عليه وسلم؟ يعني رکعتين قالوا: لا، إلا صلاة أميرالمؤمنين- يعنون عثمان- أربعا فأبي.

وذکره ابن الترکماني في ذيل سنن البيهقي 144: 3.

وأخرج امام الحنابلة أحمد في مسنده 44: 2 عن عبدالله بن عمر قال: خرجنا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم فکان يصلي صلاة السفر- يعني رکعتين- ومع أبي بکر وعمر وعثمان ست سنين من إمرته ثم صلي أربعا.

وأخرج البيهقي في السنن الکبري 153: 3 بالاسناد عن أبي نضرة: إن رجلا سأل عمران بن حصين عن صلاة رسول الله صلي الله عليه وسلم في السفر فقال: أيت مجلسنا. فقال: إن هذا قد سألني عن صلاة رسول الله صلي الله عليه وسلم في السفر فاحفظوها عني: ماسافر رسول الله صلي الله عليه وسلم سفراإلا صلي رکعتين حتي يرجع ويقول: ياأهل مکة قوموا فصلوا رکعتين فإنا سفر، وغزا الطائف وحنين فصلي رکعتين، وأتي الجعرانة فاعتمر منها، وحججت مع أبي بکر رضي الله عنه واعتمرت فکان يصلي رکعتين، ومع عمر بن الخطاب رضي الله عنه فکان يصلي رکعتين ومع عثمان فصلي رکعتين صدرا من إمارته، ثم صلي عثمان بمني اربعا. وفي لفظ الترمذي في الصحيح 71: 1: ومع عثمان ست سنين من خلافته أوثمان سنين فصلي رکعتين. فقال: حسن صحيح.

[صفحه 101]

وفي الکنز 240: 4 من طريق الدارقطني عن ابن جريج قال: سأل حميد الضمري ابن عباس فقال: إني أسافر فاقصر الصلاة في السفر أم أتمها؟ فقال ابن عباس: لست تقصرها ولکن تمامها وسنة رسول الله صلي الله عليه وسلم، خرج رسول الله صلي الله عليه وسلم آمنا لايخاف إلاالله فصلي اثنتين حتي رجع، ثم خرج أبوبکر لايخاف إلا الله فصلي رکعتين حتي رجع، ثم خرج عمر آمنا لايخاف إلا الله فصلي اثنتين حتي رجع، ثم فعل ذلک عثمان ثلثي إمارته أو شطرها ثم صلاها أربعا، ثم أخذ بها بنوا أمية. قال ابن جريج: فبلغني انه أوفي أربعا بمني فقط من أجل ان أعرابيا ناداه في مسجد الخيف بمني: يا أميرالمؤمنين مازلت أصليها رکعتين منذ رأيتک عام الاول صليتها رکعتين. فخشي عثمان أن يظن جهال الناس الصلاة رکعتين وإنما کان أوفاها بمني.

وأخرج أحمد في المسند 94: 4 من طريق عباد بن عبدالله قال: لما قدم علينا معاوية حاجاصلي بنا الظهر رکعتين بمکة، ثم انصرف إلي دارالندوة فدخل عليه مروان و عمروبن عثمان فقالا له: لقد عبت أمر ابن عمک لانه کان قد أتم الصلاة قال: وکان عثمان حيث أتم الصلاة إذا قدم مکة صلي بها الظهر والعصر والعشاء أربعا ثم إذا خرج إلي مني وعرفة قصر الصلاة فاذا فرغ الحج وأقام بمني أتم الصلاة. وذکره ابن حجر في فتح الباري 457: 2، والشوکاني في نيل الاوطار 260: 2.

وروي الطبري في تاريخه وغيره: حج بالناس في سنة 29 عثمان فضرب بمني فسطاطا فکان أول فسطاط ضربه عثمان بمني، وأتم الصلاة بها وبعرفة، فذکر الواقدي «بالاسناد» عن ابن عباس قال: ان أول ما تکلم الناس في عثمان ظاهرا انه صلي بالناس بمني في ولايته رکعتين حتي إذا کانت السنة السادسة أتمها، فعاب ذلک غير واحد من أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم، وتکلم في ذلک من يريد أن يکثر عليه حتي جاء علي فيمن جاءه فقال: والله ماحدث أمر ولا قدم عهد ولا عهدت نبيک صلي الله عليه وسلم يصلي رکعتين، ثم أبابکر، ثم عمر، وأنت صدرا من ولايتک، فما أدري مايرجع اليه؟ فقال: رأي رأيته.

وعن عبدالملک بن عمر وبن أبي سفيان الثقفي عن عمه قال: صلي عثمان بالناس بمني أربعا فأتي آت عبدالرحمن بن عوف فقال: هل لک في أخيک؟ قد صلي بالناس أربعا، فصلي عبدالرحمن بأصحابه رکعتين، ثم خرج حتي دخل علي عثمان فقال له: ألم تصل

[صفحه 102]

في هذا المکان مع رسول الله صلي الله عليه وسلم رکعتين؟ قال: بلي. قال: ألم تصل مع أبي بکر رکعتين؟ قال: بلي. قال: ألم تصل مع عمر رکعتين؟ قال: بلي قال: ألم تصل صدرا من خلافتک رکعتين؟ قال: بلي. قال: فاسمع مني ياأبامحمد إني أخبرت ان بعض من حج من أهل اليمن وجفاة الناس قد قالوا في عامنا الماضي: إن الصلاة للمقيم رکعتان هذا إمامکم عثمان يصلي رکعتين. وقد اتخذت بمکة أهلا فرأيت أن أصلي أربعا لخوف ماأخاف علي الناس، وأخري قداتخذت بها زوجة، ولي بالطائف مال، فربما اطلعته فأقمت فيه بعد الصدر. فقال عبدالرحمن بن عوف: مامن هذا شئ لک فيه عذر، أما قولک: إتخذت أهلا. فزوجتک بالمدينة تخرج بها إذا شئت، وتقدم بها إذا شئت، إنما تسکن بسکناک.

وأما قولک: ولي مال بالطائف.فان بينک وبين الطائف مسيرة ثلاث ليال وأنت لست من أهل الطائف.

وأما قولک: يرجع من حج من أهل اليمن وغيرهم فيقولون: هذاإمامکم عثمان يصلي رکعتين وهو مقيم. فقد کان رسول الله صلي الله عليه وسلم ينزل عليه الوحي والناس يومئذ الاسلام فيهم قليل، ثم أبوبکر مثل ذلک، ثم عمر، فضرب الاسلام بجرانه فصلي بهم عمر حتي مات رکعتين. فقال عثمان: هذا رأي رأيته.

قال: فخرج عبدالرحمن فلقي ابن مسعود فقال: أبا محمد غيرما يعلم؟ قال: لا قال: فما أصنع؟ قال: إعمل أنت بماتعلم. فقال ابن مسعود: الخلاف شر، قد بلغني انه صلي أربعا فصليت بأصحابي أربعا. فقال عبدالرحمن بن عوف: قد بلغني انه صلي أربعا فصليت بأصحابي رکعتين، وأماالآن فسوف يکون الذي تقول، يعني نصلي معه أربعا. أنساب البلاذري 39: 5، تأريخ الطبري 56: 5، کامل ابن الاثير 42: 3، تاريخ ابن کثير 154: 7، تاريخ ابن خلدون 386: 2.



صفحه 99، 100، 101، 102.





  1. صحيح البخاري 154: 2، صحيح مسلم 260: 2، مسند أحمد 148: 2، سنن البيهقي126: 3.
  2. صحيح البخاري 154: 2، صحيجح المسلم 261: 1، مسند أحمد 1.
  3. سنن أبي داود 308: 1،الاثار للقاضي ابي يوسف ص 30، کتاب الام للشافعي 159: 1، ج 175: 7.
  4. سنن أبي داود 308: 1، سنن البيهقي 144: 3، تيسير الوصول 286: 2، نيل الاوطار 260: 2.